علوم وتكنولوجيا

ارتفاع مستوى المياه في المحيطات أسرع مما كان متوقعا

استخدمت أجهزة قياس المد والجزر منذ مئات السنين لتسجيل مستوى المياه. وأن أغلب هذه القياسات أجريت سابقا في المناطق الساحلية لخطوط العرض الوسطى في النصف الشمالي للكرة الأرضية.

لذلك رغم المعطيات الكبيرة المسجلة خلال أكثر من 125 سنة، لا يتمكن العلماء من رسم صورة موحدة عن آلية المد والجزر في العالم. الشيء الوحيد المعروف إن مستوى مياه المحيط بدأ يرتفع تدريجيا منذ أواسط القرن التاسع عشر، وانه منذ عام 1993 تسارعت هذه الظاهرة جدا.

كان يعتقد سابقا في القرن العشرين إن مستوى الماء يرتفع بمقدار 1.5 – 1.8 ملم في السنة. هذه الأرقام جاءت في التقرير الذي قدمته مجموعة الخبراء الدولية عن حالة المناخ والكرة الأرضية. ولكن تحليل المعطيات الجديدة التي قام بها خبراء من الولايات المتحدة يبين إن هذه الأرقام أكبر من الحقيقة، حيث إن ارتفاع مستوى مياه المحيطات خلال أعوام 1900 – 1990 كان حوالي 1.2 ملم في السنة.

قسم خبراء علم المحيطات سابقا المحيطات إلى مناطق، لجمع المعطيات التي تسجلها أجهزة القياس، وبعد ذلك كان يحسب المعدل الوسطي لهذه المعطيات. يقول الخبير كيرلينغ هاي من جامعة هارفرد، هذه المعدلات لا تعكس الواقع، لأن المعطيات مسجلة في المناطق الساحلية. لذلك استخدم وزميله ايريك مورو، طريقة إحصائية جديدة توحد المعطيات الإحصائية المسجلة لأكثر من 600 جهاز، مما سمح لهما بالحصول على نتائج أكثر دقة عن المحيطات خلال القرن العشرين.

إن القياسات المسجلة باستخدام الأقمار الاصطناعية وأجهزة القياس الحديثة، التي تستخدم منذ عام 1993 تبين ان سطح المياه يرتفع سنويا أكثر من 3 ملم، وهذا يشير الى ان سرعة ارتفاع سطح الماء في المحيطات والبحار ازدادت بنسبة 250 بالمائة وليس 190 بالمائة كما كان يعتقد سابقا.

حسب توقعات الخبراء سيتراوح ارتفاع مستوى سطح المياه في المحيطات والبحار بين 28 و82 سم بنهاية القرن الحالي. وان سبب هذا الارتفاع يعود إلى ذوبان الثلوج والجليد القطبي الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم.