الشريط الاخباريدولي

أوباما يحذر من “المشاركة المفرطة” لبلاده في قضايا دولية


كشف الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس عن استراتيجيته للأمن القومي لعام 2015 محذراً فيها مما أسماه خطر “المشاركة المفرطة” للولايات المتحدة في قضايا دولية.
و  تحدد استراتيجية أوباما فيما تبقى له من فترته الرئاسية الثانية الخطوط العريضة لأولوياته في السياسة الخارجية وتعد الوثيقة الجديدة بمثابة تحديث لواحدة صدرت عام2010 حين كان مر على أوباما في مقعد الرئاسة 15 شهرا فقط ومنذ ذلك الحين تعرض لانتقادات في الداخل والخارج لنهجه في السياسة الخارجية.
ونقلت رويترز عن أوباما قوله: أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التحلي بصبر استراتيجي وإصرار, مضيفاً أن الكثير من المشكلات لا يمكن حلها عن طريق القوة العسكرية مشيراً إلى أن أولويات السياسة الخارجية مكافحة الإرهاب.
ولم يفت أوباما المعروف بدعمه للتنظيمات الإرهابية الموالية لواشنطن والتي يطلق عليهم تسمية “معارضة معتدلة” في سورية أن يجدد التزامه بقيادة ما يسمى “التحالف الدولي” ضد تنظيم “داعش” الإرهابي ليكون ذلك بمثابة تأكيد على مواقف الرئيس الأمريكي وسياساته المنافقة والمزدوجة التي تدعم الإرهاب من جهة وتزعم محاربتهم من جهة ثانية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي عزمها إرسال ألف جندي على الأقل لتدريب إرهابيي ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية في معسكرات خاصة تستضيفها السعودية وقطر وتركيا.
وفى استراتيجية الأمن القومي المؤلّفة من 29 صفحة والتي قدمها البيت الأبيض إلى الكونغرس حدد أوباما التحديات الأكثر إلحاحاً من التطرف العنيف وهجمات الانترنت والتغير المناخي مشيراً إلى أن أفضل تعامل معها يكون عن طريق حشد “التحالفات الدولية”.
كما لم يفت أوباما فرصة التأكيد على السياسات الأمريكية المعادية لروسيا متذرعاً بالأزمة التي تشهدها أوكرانيا مجدداً رغبته في العمل مع الحلفاء الأوروبيين على ما سماه “عزل روسيا”.
وكان أوباما اقر مطلع الشهر الجاري بسعي إدارته لإلحاق “الأذى” بروسيا وأن العقوبات المفروضة على موسكو هدفها “إضعاف” الاقتصاد الروسي كاشفاً عن أنّ واشنطن لعبت دور الوسيط لتغيير الحكم في أوكرانيا وذلك في اعتراف واضح بسعي إدارته للنيل من أسس قوة روسيا التي تقض مضاجع الولايات المتحدة وتقطع الطريق على محاولاتها فرض هيمنتها على العالم.
ولم ينس أوباما في خطابه كالعادة التركيز على الفكرة التي تتحدث عن “زعامة” الولايات المتحدة في العالم وما وصفه بحق بلاده في “تحديد الأجندة الدولية”.
ويجمع العديد من المحللين والباحثين على أن الولايات المتحدة تتعمد زراعة الوهم لدى بسطاء الناس وعامتهم بأنها المنقذ والمخلص من شرور الإرهاب والدمار والخراب في حين هي مصدر كل الشرور والحروب والخراب والدمار والإرهاب ليس في المنطقة وحدها وإنما في العالم بأسره.