رياضة

قراءة فنية من مباراة ‫‏باريس سان جيرمان‬ وتشيلسي‬

حقق باريس سان جيرمان تعادلاً تاريخياً أمام مضيفه تشيلسي واقتنص بطاقة العبور لدور الربع نهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا.

مباراة ملحمية بكل ماتعنيه الكلمة من معنا، متعة دوري الأبطال تجلت بأبهى صورها في مباراة الأمس.

تشيلسي:

_ دخل البرتغالي جوزيه مورينيو اللقاء متأثراً بنتيجة مباراة الذهاب بشكل كبير، فأفرط كثيراً بالحالة الدفاعية حتى أننا لم نشاهد أي رغبة من لاعبي “البلوز” باللعب الهجومي أو بالأصح للفوز بالمباراة بل كانوا يلعبون على أبقاء النتيجة على حالها والفوز بمجموع اللقاءين.

_مورينيو بدأ اللقاء بضغط عالي على الفريق الضيف ومنعهم من إخراج الكرة بسهولة من مناطقهم، ثم عاد ليلعب دفاع منطقة لفترات طويلة من المباراة أمام فريق يجيد التمرير ويجيد تنويع الهجوم ما بين طرفي الملعب وقلبه.

_ دفاع تشيلسي لم يكن في يومه وخاصةً في التمركز والرقابة الفردية أثناء الكرات الثابتة وخير دليل على هذا الكلام خروج الفريق بسبب هدفين جاؤوا من كرات ثابتة.

_ ذهنية لاعبي تشيلسي لم تكن حاضرة في المباراة، فانجروا كثيراً للخشونة والعنف وارتكاب أخطاء كلفتهم أكثر من بطاقة صفراء أثرت على أدائهم وخسروا أفضليتهم الذهنية بعكس لاعبي سان جيرمان وكذلك بات كثير منهم يخشى الطرد خصوصاً وأن الحكم كان متهوراً جداً بقراراته.

_ بداية الشوط الثاني أخرج المدرب أوسكار وأدخل مكانه ويليان في تبديل جيد نظراً للقوة البدنية التي يتمتع بها الشاب الأسمر والتي من الممكن أن يجاري بها القوة البدنية للاعبي سان جرمان، لكن المدرب لم يعطي له أي أريحية في الهروب على الأطراف أو الدخول من العمق بل كانت مهامه دفاعية بحتا، مع استسلام واضح من نجم الفريق هازارد للرقابة القوية المفروضة عليه من البرازيلي كاركينيوس، وكان من الممكن للمدرب إدخال الكولومبي كواردادو ليشغل الجهة المقابلة لهازارد ويخفف هذه الرقابة عنه.. لكن مورينيو لم يعطي أي اهتمام للناحية الهجومية في الفريق.

أخيراً..مورينيو هو المسؤول الرئيسي عن خروج تشيلسي، تلعب أمام باريس سان جيرمان علي ملعبك وأمام جماهيرك والنتيجة الذهاب في صالحك ثم يطرد أهم لاعبي الخصم منذ الدقيقه ٣٥ تقريباً وتدافع منذ منتصف الشوط الاول تقريباً وأن تملك كل الأسلحة لتخرج فائزاً…..

 

باريس سان جيرمان:

 

دخل أبناء العاصمة الفرنسية اللقاء بتركيز ذهني كبير وهدوء رائع، كان الفريق يدور الكرة بشكل جيد جداً، مع تنويع في الهجمات وتبادل مميز للمراكز بين اللاعبين.

_ إشراك الأرجنتيني باستوري من بداية المباراة كان جيداً من المدرب الفرنسي، فقد كان باستوري أحد أهم رجال المباراة في تحركاته المميزة على الجبهة اليسرى وقطعه بالعمق ليلعب في المركز 10 كصانع لعب، حتى أنه قدم أدوار دفاعية مميزة بمساندة الظهير ماركينيوس في مراقبة الخطير هازارد.

_ الطرد الظالم للنجم ابراهيموفيتش أعطى دفعة معنوية كبيرة لرجال لوران بلان، فقد كان الفريق ككل يقاتل بشراسة على كل كرة ويتمسك بكل هجمة، ولولا الحظ العاثر للأوروغواياني “كافاني” لكان قتل المباراة في أكثر من مناسبة.

_ الدفاع الباريسي المكون من الرباعي البرازيلي قدم مباراة بطولية بكل المقاييس، ويكفينا القول بأن التأهل جاء من رأسيتين لقلبي الدفاع “دافيد لويز وتياغو سيلفا”.

_ لوران بلان أدار المباراة بامتياز وحنكة كبيرة، وكانت تبديلاته مميزة باستثناء إخراج ماتويدي الذي أعطى تشيلسي القليل من السيطرة في الشوط الإضافي الأول، لكن إخراج فيراتي كان في مكانه نظراً لانفعاله وتخوفاً من طرده وإدخال لافيتزي المتحرك والنشيط كان فعالاً جداً في الهجوم.

أخيراً على الجميع أن يرفع القبعة احتراماً للفريق الباريسي الذي بدأ يضع نفسه بين الفرق الكبرى في القارة العجوز، فالأخطاء والظروف التي تعرض لها باريس سان جيرمان كانت كفيلة بإسقاط أكبر الفرق، من حالة الطرد الظالمة والتأخر بالنتيجة في توقيت حرج جداً ثم خطئ قاتل من قائد الفريق، لكن لاعبي باريس صمدوا واستحقوا احترام الجميع.

 

البعث ميديا || ماهر سليمان