رياضة

فوز ‫برشلونة‬ على ‫‏مانشستر سيتي‬.. قراءة فنية

حقق نادي برشلونة انتصاراً مريحاً على ضيفه مانشستر سيتي في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

برشلونة وجه تهديداً حاداً لكل المنافسين بعد أداء قوي جداً على كافة الأصعدة، ومن جهته أثبت مانشستر سيتي أنه لم يصل إلى مرحلة الفريق القوي أوروبياً.

برشلونة:

دخل أبناء “اللوتشو” بتشكيلتهم المعتادة 4-3-3 لكن بتغيرات مختلفة قليلاً.. ماسكيرانو مكان المصاب بوسكيتس، دور مختلف لصاحب الهدف الوحيد “راكيتيتش” سنتحدث عن هذه التغيرات بالتفصيل.

_ سأفتتح الحديث عن “ميسي” الذي يقدم واحداً من أفضل مواسمه الكروية، ميسي إن وضعه المدرب كرأس حربة ينجح ويسجل الأهداف، وإن لعب كمهاجم وهمي يشغل المدافعين ويمرر ويسجل الأهداف، وإن كان مركزه على الجناح فيخلخل دفاعات الخصوم، فما بالك وأنه في هذا الموسم يلعب جميع ما سبق في آن واحد.. ميسي يلعب على الجناح الأيمن ويقطع بالعمق ليكون مهاجم وهمي، ثم يعود ليلعب في مركز الـ 10 كصانع لعب ويقوم بدور “بابا نويل” ويوزع الهدايا على المهاجمين، باختصار نحن أمام لاعب يبعثر أوراق التاريخ.

_ يبدو أن دفاع برشلونة وأخيراً بدأ يُطمئن المدرب والجماهير، لكن مع التحفظ على الثغرات التي يشكلها الظهيرين، ثنائية “بيكيه-ماثيو” كانت ممتازة في المباراة بالتمركز وقطع الكرات، تمتع قلبي الدفاع المذكورين بطول القامة والقوة البدنية والتفاهم في ما بينهم سيعطي الأريحية للمدرب لويس إنريكي.

_ غياب بوسكيتس أجبر المدرب على إشراك ماسكيرانو كمحور ارتكاز في المباراة، وهذا المركز ليس بالجديد على الأرجنتيني المخضرم لكن مع تعديل بسيط.. خافيير ماسكيرانو كان يتوجه كثيراً للجهة اليسرى لمساندة ألبا و إنييستا في مواجهة نصري ويايا توريه ودافيد سيلفا اللذين يشغلون الجهة اليمنى فبالتالي أصبح برشلونة يقابل مانشستر سيتي بثلاثة لاعبين ضد ثلاثة مما أفقدهم أي قوة على أو زيادة عددية أو تفوق.

_ راكيتيتش قدم مباراة هجومية ودفاعية مميزة جداً، فكان في الحالة الدفاعية يغطي مكان ماسكيرانو الذي كان يميل إلى الناحية اليسرى ليصبح “راكي” لاعب الارتكاز، وفي الحالة الهجومية يهرب من الرقابة وانشغال المدافعين بالثلاثي الهجومي كما رأينا في لقطة الهدف. إنييستا كان نقطة الوصل بين الدفاع والهجوم وقدم مباراة جيدة نسبياً.

_ نيمار وسواريز لم يوفقا في المباراة، نيمار تفنن في إضاعة الفرص

وهنا يجب على المدرب توجيهه لأن برشلونة قادم على مواجهات قد تنتهي بأصغر التفاصيل، أما سواريز فقد لعب مباراة جيدة لكنه أيضاً لم يكن موفقاً أمام المرمى.

_ أهم نقطة يجب الحديث عنها وهي طريقة برشلونة “القديمة الجديدة” في حصر اللعب بجهة معينة ثم تمريرة قاتلة للجهة المقابلة التي تكون شبه فارغة وقتل الفريق المنافس، وهي من اختصاص العبقري “جوارديولا” والبرغوث ليو ميسي.

مانشستر سيتي:

ألم يحن الوقت لإجراء التغيير.. هل سيبقى بيلغريني مدرباً؟.

_ بدأ الفريق السماوي بتشكيلة قد تكون منطقية 4-4-1-1 وإشراك

سيلفا كلاعب حر خلف المهاجم الصريح أغويرو حتى لا يخسر معركة خط الوسط، لكنه لم ينجح هجومياً وخسر معركة الوسط بظل تألق لاعبي البرشا.

_ دفاع مانشستر سيتي بطيء جداً ولا أعلم لماذا هذا الإصرار على إشراك ديميكيليس البطيء وعدم إدخال اللاعب مانجالا الذي يعتبر من أغلى الصفقات في خط الدفاع، وثنائية كومباني- ديميكيليس غير فعالة أبداً أمام هجوم سريع ويتناقل الكرات بلمح البصر كهجوم البلوغرانا.

_ فرناندينيو كان كارثياً بتغطية تقدم يايا توريه الذي بدوره لم يقدم أي شيء يذكر، سمير نصري كان خارج نطاق الخدمة وتأثر كثيراً بالضغط المفروض عليه من وسط ودفاع برشلونة، وفي الجهة المقابلة كان ميلنر يقاتل وحيداً لأن كولاروف لا يشارك معه كثيراً بالهجوم بسبب التخوف من ميسي.

_ تأخر المدرب بإشراك لامبارد لاعب الخبرة، ولم يشرك دزيكو بوجود الكثير من الكرات العرضية التي لم يكن يوجد أي لاعب من مانشستر سيتي لمتابعتها.

_ أما النقطة المضيئة الوحيدة لمانشستر سيتي هي تألق الحارس “جو هارت” الذي ذاد عن مرماه بكل بسالة ولولاه لخرج برشلونة بنتيجة تاريخية.

_ أخيراً.. السيتي يواجه مشاكل كبيرة في الأسماء والروح القتالية داخل الملعب والأهم من كل ذلك وجود مدرب صاحب شخصية قوية وخيرة أكبر في دوري الأبطال.

البعث ميديا  || ماهر سليمان