دمشق: السعودية وقطر والأردن واسرائيل وراء إرهاب داعش في اليرموك
وجهت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول دخول المئات من إرهابيي “داعش” بالتواطؤ مع إرهابيين من “جبهة النصرة” مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بهدف ارتكاب المزيد من الجرائم ضد أهالي المخيم.. وجاء في الرسالتين اليوم دخل صباح يوم الأربعاء 1 نيسان 2015 مئات من إرهابيي “داعش” بالتواطؤ مع إرهابيين من “جبهة النصرة” مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بهدف ارتكاب مزيد من الجرائم ضد أهالي المخيم ودفعهم إلى مغادرته وتعطيل وإسقاط اتفاق المصالحة المحلية الذي كان يفترض أن يوقع يوم غد معرضين بذلك حياة الفلسطينيين والسوريين من سكان المخيم للخطر ومتخذين منهم دروعا بشرية يحتمون من خلفها.
وأضافت الوزارة تأتي هذه الجريمة الجديدة استكمالا لما تقوم به التنظيمات الإرهابية المسلحة مثل “الجيش الحر وداعش وجبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم “القاعدة” وغيره التي تتلقى تعليماتها من دول وأطراف خارجية وفي إطار الأحداث ذاتها التي جرت في كل من بصرى الشام وإدلب وقرية المبعوجة بعد أن سهل النظامان التركي والأردني ويسرا تسلل آلاف الإرهابيين المدربين من قبلهما إلى سورية لاقتراف الجرائم ضد المدنيين السوريين الأبرياء.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين إن سورية كانت حريصة منذ بداية الأزمة على عدم السماح بزج الأخوة الفلسطينيين في الأحداث الجارية حماية لهم لكن قيام “جبهة النصرة” الممولة والمدعومة من النظام التركي والنظام القطري وآل سعود بتسهيل تسلل التنظيمات الإرهابية إلى مخيم اليرموك وغيره للنيل من جهود الحكومة السورية في تحييد الأخوة الفلسطينيين عن الأحداث الجارية يعطي الدليل الواضح على ارتباط ووحدة مصالح كل من “جبهة النصرة وإسرائيل” والتنظيمات الإرهابية الأخرى في التآمر على القضية الفلسطينية ومحاولة لإنهاء حق الفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم السليبة في فلسطين المحتلة.
وأوضحت الوزارة أن التنظيمات الإرهابية المسلحة قامت باقتحام مخيم اليرموك منذ أكثر من سنتين فاحتلته وحاصرته من الداخل واستباحت أرواح وأملاك قاطنيه وشردت معظمهم ومنعت إدخال المساعدات اليهم ما أدى إلى حدوث معاناة إنسانية كبرى واستجابة لهذه المعاناة دأبت الحكومة السورية بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” وبعض المنظمات غير الحكومية وبحضور ممثلي كل المنظمات الفلسطينية على إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى مستحقيها داخل المخيم.
وأشارت رسالتا الوزارة إلى أنه في الفترة الممتدة من 30 كانون الأول 2014 حتى تاريخ افتعال هذه الجرائم الجديدة نجحت الجهود المشتركة هذه على الرغم من عمليات القنص المستمرة التي قامت بها التنظيمات الإرهابية التي استهدفت الطواقم الإنسانية بتوزيع 61882 سلة غذائية و11618 سلة صحية كما تم إخراج 4856 حالة طبية لتلقي العلاج اللازم وقد منعت قذائف العصابات الإرهابية المسلحة ورصاص قنصها ولليوم الثاني على التوالي وصول الأهالي إلى موقع توزيع المساعدات وبالتالي توقف توزيع هذه المساعدات على السكان المحاصرين داخل المخيم.
وتابعت وزارة الخارجية والمغتربين إن قيام “جبهة النصرة” بتسهيل دخول تنظيم “داعش” الإرهابي إلى أجزاء من المخيم يعطي الدليل القاطع على قيام التنظيمين بتبادل الأدوار فيما بينهما بحسب اقتضاء الظروف ويؤكد ارتباطهما الوثيق ويفضح الصورة التي يحاول البعض فيها تصوير “جبهة النصرة” على أنها “معارضة مسلحة معتدلة” ويجهض محاولات الأنظمة الحاكمة في الدوحة والرياض وأنقرة وعمان وتل أبيب في الترويج لإمكانية إعادة تأهيل “جبهة النصرة” للاعتماد عليها لتنفيذ أجندات هذه الدول في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن التي اعتبرت هذا التنظيم تنظيما إرهابيا.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتيها بالقول إن حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن انطلاقا من أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تخضع لمعاملة إنسانية خاصة في ضوء ما واجهه الشعب الفلسطيني من معاناة على يد الاحتلال الإسرائيلي المستمر لإرضه وإنكار حقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف بالتدخل العاجل للضغط على كل من السعودية وقطر و”إسرائيل” والأردن التي تمول وترعى وتدعم الإرهابيين لإخراجهم من مخيم اليرموك حفاظا على أرواح المدنيين الفلسطينيين وسلامتهم والاستمرار في ادخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان الذين يعانون الحصار وبطش الإرهابيين وتيسيرا لتوقيع اتفاق المصالحة داعية إلى إصدار هذه الوثيقة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.