الأندبندنت: آل سعود يصورون الصراع في اليمن على أنه طائفي خدمة لمصالحهم
أكد الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن أن السعودية واسرائيل وممالك الخليج تشكل الطرف الأكثر استفادة من الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط كما أنها تسهم في بقائه على هذا الحال وتعمل على تصعيده وهو ما يدعوها لمحاولة تعطيل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران ودول 5+1 واحد بشأن الملف النووي الإيراني والعمل على نسفه.
وجاء في مقال لكوكبرن تحت عنوان “السعودية تهدد الوضع القائم في الشرق الأوسط” أوردته صحيفة الأندبندنت أن: «مايثير الصدمة في تطورات الأسابيع القليلة الماضية هو السعي السعودي
المستميت لإحداث تغيير باتجاه نشر التطرف في المنطقة والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية لضمان تحقيق غايتها حيث تتامر مع تركيا لدعم “المجموعات الجهادية المتطرفة” التي يقودها تنظيم “جبهة النصرة” في سورية فيما عمدت مؤخرا لشن حملة قصف جوي فى حرب تدميرية ضد اليمن».
وتابع الكاتب: «يبدو أن السعودية تخلت الآن عن أسلوبها التقليدي في اتباع سياسات حذرة للغاية حيث كانت تستخدم أموالها الطائلة لشراء النفوذ في المنطقة وتعمل باستخدام عملاء لها لتحقيق أهدافها مع البقاء قريبة جدا من الولايات المتحدة في اليمن ولكن ما نراه الآن هو أن الرياض نفسها هي من يقوم بقصف الأراضي اليمنية وفي حال قرر السعوديون أن يدخلوا قوات برية إلى اليمن بما أن حملتهم الجوية مع شركائهم في “التحالف” لا تحقق ما يأملونه فإنهم سيجدون أنفسهم غارقين
فى مستنقع شبيه بأفغانستان أو الوضع في العراق».
ولفت كوكبرن إلى أن: «سلطات آل سعود تحاول تصوير تدخلها في اليمن كرد على “النفوذ الإيراني” في هذا البلد غير أن الكثير من هذه الادعاءات هي مجرد دعايات تظهر تصميم السعودية على تشكيل الصراع فى اليمن على أساس طائفي لخدمة مصالحها الخاصة».
ويشير الكاتب البريطاني إلى أن السلوك السعودي الجديد يمكن تفسيره انطلاقا من الحسابات السياسية في الداخل السعودي.
وتقول الكاتبة السعودية مضاوى الرشيد الأستاذة الزائرة في مركز الشرق الاوسط للدراسات لموقع مجلة “إل مونيتور” الالكتروني أن نجل الملك السعودي “محمد بن سلمان” وهو وزير الدفاع ورئيس المحكمة الملكية فى السعودية البالغ من العمر ثلاثين عاما يرغب بتحويل السعودية إلى مهيمن مطلق في شبه الجزيرة العربية.
وتضيف الرشيد أن: «محمد بن سلمان يحتاج للحصول على لقب عسكري براق من وراء الحرب السعودية فى اليمن ليحافظ على موقع هام لنفسه بين أشقائه الأكثر خبرة وأولاد عمومته الناقمين
والساخطين والحصول على عملية عسكرية سعودية ناجحة فى اليمن سيعطيه أوراق الاعتماد التي يحتاجها».
ويقر الصحفي السعودي والمستشار للحكومة السعودية جمال خاشقجي بوجود تعاون استخباراتي بين نظامي رجب طيب أردوغان الإخواني وآل سعود في دعم “جبهة النصرة” والمجموعات الإرهابية الأخرى فى إدلب قائلا: «إن التعاون والتنسيق الاستخباراتي بين الرياض وأنقرة لم يكن أبدا بالجودة التي وصل إليها اليوم».
وذلك في اعتراف سعودي مفاجىء بدعم تنظيمات إرهابية اعتبرتها الولايات المتحدة علانية بأنها إرهابية.
وختم الكاتب بالقول: «إن السعودية تتخيل أن بإمكانها كسب أوراق اعتماد ومصداقية كـ”بلد قومي” وتحقق الاستقرار لحكمها الملكي من خلال شن حرب خارجية تخالها قصيرة وتحقق نصرا سريعا فيها».