منوع

قلق روسي على مصير مركبة شحن فضائية وقع بها خلل فني

أعرب نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين عن قلق موسكو على مصير مركبة “بروغريس إم 27 إم” الفضائية الروسية التي فقد الاتصال بها بسبب خلل فني.
وكان صاروخ “سويوز 2.1 أ” قد انطلق من مطار بايكونور صباح الثلاثاء ليضع مركبة الشحن “بروغريس إم 27إم” في مسارها باتجاه المحطة الفضائية الدولية. وتمت عملية الإطلاق بنجاح، لكن اتضح فيما بعد أن المركبة لا ترسل معلومات عن رحلتها وأنها انحرفت عن المسار المخطط لها.
هذا وفي حديث لوكالة “تاس” قال مصدر في القطاع الفضائي الروسي أن هوائيين خاصين بعملية الالتحام على متن المركبة لم يعملا.
وأشار المصدر نفسه إلى أن المركبة يمكن أن تبقى في مسارها الحالي عدة أيام، لكنه لم يستبعد فقدانها حالة فشل المناورة المناسبة.
إرجاء التحام “بروغرس” بالمحطة الفضائية إلى أجل غير مسمى
وأفاد المصدر نفسه بإرجاء عملية التحام مركبة بروغريس” بالمحطة الفضائية الدولية إلى أجل غير مسمى بسبب الخلل الذي أدى بحسبه إلى دوران المركبة حول محورها بسرعة عالية جدا (دورة كاملة خلال ثوان عدة).
ناسا: حادثة “بروغريس” لن يؤثر في عمل المحطة الفضائية الدولية
من جانبها أعربت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن اعتقادها بأن حادثة مركبة “بروغريس” لن تؤثر سلبا على عمل المحطة الفضائية الدولية.
وفي بيان لها أشارت “تاسا” إلى أن المركبة لا تحمل على متنها شحنات ذات أهمية حيوية بالنسبة للقسم الأمريكي للمحطة، مضيفة أن كلا القسمين الروسي والأمريكي مستمران في عملهما بشكل طبيعي وأنهما مزودان بكل ما يضمن عملهما لمدة تتجاوز حتى وصول مركبة الشحن التالية.
أطلق بنجاح صباح يوم الثلاثاء 28 ابريل/نيسان من مطار بايكونور الفضائي الصاروخ الروسي”سويوز”، وعلى متنه المركبة الفضائية “بروغريس أم- 27 أم”.
تبلغ حمولة الصاروخ 2.5 طن من مختلف المواد، بينها نسخة طبق الأصل لراية النصر التي رفعها الجنود السوفيت فوق مبنى الرايخستاغ (البرلمان) الألماني في برلين عام 1945 كرمز للانتصار النهائي على الجيوش النازية الألمانية.

وخصيصا لهذه الرحلة وبمناسبة الذكرى الـ 70 للنصر على النازية، كتب على رأس الصاروخ “سويوز” الكلمة الروسية “بوبيدا” أي النصر، ورسم عليه وسام النصر في الحرب الوطنية العظمى (1941-1945) وشريط القديس جاورجيوس (الذي يرمز تقليديا لمجد السلاح الروسي ويعد أحد أبرز رموز النصر على ألمانيا).
وكان من المنتظر ان تلتحم المركبة “بروغريس أم-27 أم” بالمحطة الفضائية الدولية في الساعة 16:07 بتوقيت موسكو من نفس اليوم. إلا أن عملية الالتحام تأجلت لأسباب تقنية.
وبعد انفصال المركبة الفضائية “بروغريس إم – 27 إم” عن المرحلة الثالثة للصاروخ “سويوز” الذي أطلق من مطار بايكونور الفضائي في كازاخستان، انحرفت عن مسارها المقرر لأسباب غير معروفة وتوجهت الى مدار أعلى من مدارها المقرر، لذلك لن تتمكن من الالتحام بالمحطة الفضائية الدولية في الوقت المحدد، إضافة الى انقطاع الاتصالات بالمركبة.
حسب معطيات مركز ادارة التحليقات الفضائية، تقرر إجراء عملية الالتحام باستخدام “الطريقة الطويلة” خلال يومين، وليس بنظام الست ساعات الجديد. وحسب قول الخبير في شؤون الفضاء ايغور افاناسيف “الحالة ليست معقدة ويمكن تعديلها”.
وتجدر الاشارة الى أن عملية إطلاق الصاروخ “سويوز” تمت في الساعة 10:10 بتوقيت موسكو، وفي الساعة 10:19 وكما كان مقررا انفصلت المركبة “بروغريس” عن المرحلة الثالثة من الصاروخ، على أمل أن تلتحم بالمحطة الفضائية الدولية في الساعة 16:07 بتوقيت موسكو. ولكن بعد نصف ساعة تبين ان المعلومات الواردة من المركبة غير كاملة.
وحسب قول مصدر في إدارة التحليقات فإنهم لم يستلموا ما يفيد بانفتاح العناصر الخارجية للمركبة، كما يحصل عادة بعد انفصالها عن المرحلة الثالثة للصاروخ.
وأضاف المصدر، المركبة حاليا على ارتفاع 278 كلم ، في حين أن أعلى ارتفاع لمدارها المقرر عن الأرض 240 كلم، والأوطأ هو 193 كلم. وقال “لدينا ما يكفي من الوقت لتعديل الأمور ليتم التحام المركبة بالمحطة الدولية بصورة طبيعية، ولو متأخرة”.
وتجدر الاشارة الى أن رواد الفضاء العاملين حاليا في المحطة الفضائية الدولية هم غينادي بادالكا وميخائيل كورنيينكو وانطون شكابليروف من روسيا، وتيري فيورست وسكوت كيلي من الولايات المتحدة، وسامانتا كريستوفورتي من أوروبا.
تحمل المركبة الى رواد الفضاء الوقود والأوكسجين ومعدات وأجهزة للتجارب العلمية ورسائل وهدايا الى رواد الفضاء من أهلهم واقاربهم بمناسبة عيد النصر، وايضا موادا غذائية.