الشريط الاخباريسورية

مؤتمر دمشق..اللواء خضور: دقة المعلومة في الإعلام الحربي أهم من السرعة

تركزت مناقشات الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر “الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري” الذي يعقد تحت رعاية السيد الرئيس بشار الأسد في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق حول “أهمية الإعلام في العمل الميداني العسكري”.
وفي مداخلته، شدد اللواء أسامة خضور مدير الإدارة السياسية على أهمية دقة المعلومة في الإعلام الحربي والتي تأتي على حساب السرعة قائلا: “لن ننجر يوما إلى إلحاح بعض الوسائل الإعلامية الوطنية والصديقة المقاومة على سرعة بث المعلومة في الميدان على حساب الحقيقة رغم تفهمنا وتقديرنا لأهمية وأحقية هذا المطلب وقد كانت المصادر الرسمية للإعلام الحربي التي نقدم من خلالها المعلومة الحربية صادقة دائما ومن يتابع يوميات المصدر العسكري للإعلام الحربي في الجيش العربي السوري يعرف ذلك جيدا”.
وأشار اللواء خضور إلى أن الإعلام الحربي أتاح خلال السنوات الماضية فرصا للبعثات وفرق إعلامية متعددة من كل أنحاء العالم لزيارة المناطق الساخنة والاشتباك لأنهم بمثابة رسل لنقل ما يجري من أحداث ووقائع ميدانية على الأرض.
واستعرض اللواء خضور مهام الإعلام الحربي في الإدارة السياسية خلال الحرب العدوانية على سورية التي تركزت على توفير المعلومات لتوضيح التطورات في العمل العسكري وسيره ضد التنظيمات الإرهابية بما لا يخل بالأمن العام للبلاد وتسليط الضوء على المبادرات الأهلية الداعمة للجيش كما يعمل على إظهار دور الجيش في حماية الشعب وتأكيد قدرته الدائمة على مواجهة الإرهابيين.
وأشار اللواء خضور إلى دور الإعلام الحربي في مواجهة الإعلام المعادي والتصدي للدعايات التي ينشرها، لافتا إلى استخدامه العديد من المنشورات والتي بلغ كامل ما وزع منها على مسرح العمليات العسكرية 30 مليون منشور بأكثر من 150 نموذجا ومئات الرسائل النصية على شبكة المحمول مرسلة إلى المتواجدين في مناطق عمليات الجيش أو المواطنين في حال ضرورة مخاطبتهم.
كما تحدث اللواء خضور عن أعمال التوثيق التي ينجزها الإعلام الحربي فيما يخص توثيق الجرائم الإرهابية وأضرارها، لافتا إلى وجود أرشيف “ضخم ومهم” سيكون مرجعا في المراحل القادمة.
وحول التحديات التي يواجهها الإعلام الحربي، بين اللواء خضور أن أهمها استغلال التنظيمات الإرهابية لمختلف وسائل الاتصال والإعلام لبث الشائعات والفتن ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي إضافة لجهود المواءمة بين متطلبات العمل الإعلامي وضرورات الأمن الوطني.
وقدم اللواء خضور مجموعة من المقترحات أهمها نشر الثقافة القانونية حول الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي وتنسيق السياسات الإعلامية بين مختلف الوسائل لتوحيد الخطاب الموجه ضد الإرهاب والتركيز على إظهار الأضرار التي تسبب بها الإرهاب للدولة والمجتمع والفرد.

وأكد اللواء خضور ضرورة سن قوانين وتشريعات دولية تمنع الإرهابيين من استخدام وسائل الإعلام لبث الفتن والأضاليل وبث رسائل تشجيعية للمواطنين تعزز ثقتهم بالجيش وبناء قاعدة رأي عام ضد الإرهاب وتدريب الإعلاميين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير مهاراتهم في العمل الميداني لتغطية الأحداث العسكرية.
بدوره، ذكر مسؤول العلاقات الإعلامية بحزب الله الحاج محمد عفيف خلال الجلسة ان الاعلام الحربي يستخدم للتأثير في الجيوش والقوى المعادية وجمهورها وفي التأثير الايجابي ايضا لتشجيع المقاتلين على الثبات والصمود وابراز قوتهم معتبرا أن الحرب النفسية جزء من المجهود الاعلامي الحربي ومجال يحتاج مختصين وذوي الخبرة وتقييما ودراسة وتخطيطا دائما.
ورأى عفيف أنه من الصعب تخيل حرب دون إعلام لأن المنتصر يريد دائما كتابة التاريخ وسير القادة العسكريين وخلق شعارات ورموز ومضامين تتناسب وثقافة الجمهور وبيئته أو العدو المستهدف مبينا ان العلاقات العامة جزء من الاعلام وتتلخص وظيفتها في خلق التأثير والتأثير غير المباشر على مختلف المؤسسات وقادة الفكر والمحللين وصناع الرأي.
وحول الصعوبات التي قد تواجه هذا النوع من الإعلام أوضح عفيف أن “الإعلام الحربي يرتبط بالحرب وقيادات الجيوش والمنظمات وقرارها السياسي الذاتي ومن هنا ينشا تداخل بين ما هو إعلامي علني وما هو سري”. معتبرا هذا “التداخل خطيرا قد يؤدي إلى صراعات تنظيمية او خلل عملي” مستشهدا ببعض التجارب بهذا الصدد في اعلام المقاومة.

وحول العلاقة بين وسائل الإعلام والقادة الموجودين في الميدان، بين عفيف ضرورة تفهم القادة العسكريين لواقع وسائل الإعلام المتوفرة من حيث الانتشار والقدرات التي تمتلكها وإمكانياتها والتخلص من “فوبيا الكتمان” من خلال “إحداث توازن عبر التقييم المستمر والخبرة المتراكمة بين ما هو إعلامي وأمني”.
ودعا عفيف الى تطوير الاساليب الاعلامية لكسب الرأي العام وتوضيح الصورة الكاملة أمامه في ظل اتساع الشبكة العنكبوتية وبروز دور أكبر لوسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما صفحات “الفيس بوك” التي تؤثر في شريحة مهمة من المجتمع لافتا إلى أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة واستثمارها بالشكل الأمثل مع النظر إلى التغيير البطيء في المزاج السياسي الدولي.