الشريط الاخباريعربي

الوطن العمانية: على القوى التي تآمرت على الشعب السوري مراجعة سياساتها

أكدت صحيفة الوطن العمانية أنه وأمام التداعيات الكارثية للأزمة في سورية والتي باتت تطال أوروبا ذاتها لم يعد أمام القوى التي تآمرت على الشعب السوري وعمدت إلى تهجيره قسرا سوى أن تراجع سياساتها وتتخلى عن دعم الإرهاب وتتوقف عن تمرير الإرهابيين وتسند جهود الجانب الآخر الساعي إلى الحل السياسي في سورية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أنه: «وبينما يستعر جهد الولايات المتحدة التي تقود معسكر العدوان على سورية بحثا عن مخارج جديدة تعيد مراجعة اصطفاف الدول الوظيفية وأدواتها في المنطقة التي تبعثرت على وقع العمليات العسكرية الروسية والفشل في تحقيق مرتكزات مشروع تدمير الدولة السورية تظل أزمة اللاجئين حالة فارقة ودالة في الوقت ذاته على كارثية السياسات التي انتهجها ذلك المعسكر ويصر عليها تجاه سورية وشعبها».

وأضافت أن: «هذه الأزمة تمثل دلالة واضحة ولا تخطئها العين على عملية الاستهداف المقصودة والمعدة ضد الشعب السوري بهدف إفراغ سورية من ثقلها السكاني بما يعطي القوى المتآمرة هوامش مناورة في محاولة لتمرير مشاريع تخريبية استهدافية غايتها تفتيت الدولة السورية من قبيل إقامة ما يسمى مناطق “عازلة وآمنة” وحرمان سورية من طاقات شبابها وخبراتها العلمية والمهنية المعروفة بحرفيتها بالإضافة إلى قطع الطريق على الشباب السوري وانضمامهم إلى صفوف الجيش العربي السوري للذود عن حياض
وطنهم».

ولفتت الصحيفة إلى أن: «سحر الإقدام على هذه الجريمة البشعة في التاريخ الإنساني الحديث بدأ ينقلب على السحرة أنفسهم»، موضحة أن: «إعلان القارة العجوز أمس عن أن عملية توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي التي بدأت قبل عشرة أيام مهددة بالتوقف بسبب نقص قدرات الاستقبال في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا يعبر فحسب عن فداحة السياسات الأوروبية التابعة للسياسة الأميركية وقبولها أن تكون على الدوام مطية لنزوات الصهيوأميركي وإنما تؤشر إلى بدايات الشعور بالوجع الكبير وحصاد ارتدادات خطأ الخنوع والانبطاح أمام هذه النزوات تحت طائلة الحصول على فتات مائدتهما».

وشددت الصحيفة على أن: «هذه الأزمة بأبعادها الإنسانية لا تمثل فقط انتهاكا سافرا للمعاهدات ذات العلاقة وترتب مسؤوليات أخلاقية وتلحق العار بالأوروبيين الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على حقوق الإنسان بل ستترتب عليها تداعيات وتحديات خطيرة خاصة في ظل ما يعانيه العالم من تراجع في أسعار النفط وتباطؤ في النمو الاقتصادي واحتمالات الدخول في مرحلتي الانكماش والكساد وهذا له ضريبته الباهظة على المستوى الاجتماعي والأمني من حيث الجرائم والعنف وغيرها».

وختمت الصحيفة بالقول أن: «الشعب السوري كان قبل تفجير المؤامرة ضد بلاده يعيش معززا مكرما يأكل من عرق جبينه ومن خيرات أرضه ويكفيه فخرا أنه يطعم أشقاءه العرب بفائض إنتاجه كما أن بلاده لم تكن يوما مديونة ولو بدولار واحد ولهذا فاللاجئون السوريون والعراقيون والليبيون هم ضحايا السياسة الصهيوغربية وتوابعها وتصحيح هذا الخطأ الكارثي وأوضاعهم لا يتم إلا بالعمل على توفير المناخات التي تساعد هؤلاء المهجرين على العودة إلى بلدانهم ورفع اليد عنها وعدم التدخل في شؤونها».