أديب مخزوم يضع أخطاء وسرقات النقد الفني في دائرة الضوء الإعلامي
نبه الفنان والناقد التشكيلي أديب مخزوم إلى الأخطاء التي تحفل بها بعض الكتب والمراجع الفنية والصحف المحلية، كنسبة لوحات ومنحوتات لغير أصحابها، معتبرا أن غياب المتابعة والمساءلة والمحاسبة أدى إلى تفاقم الفوضى والأخطاء وتكريسها لدرجة أصبحت مرجعا في أيدي الباحثين والدارسين.
وقدم مخزوم خلال محاضرة ألقاها في ثقافي أبو رمانة وثائق عن بعض النصوص النقدية المسروقة والمنسوبة لغير أصحابها، محملا أصحاب الكتب المسروقة مسؤولية العواقب المعنوية والمادية الناتجة عن استسهال العمل الإبداعي والفكري والتعامل مع مقالات الآخرين وكأنها نصوصهم وثمرة بحثهم وجهدهم، مطالبا بتفعيل قانون حماية حقوق المؤلف.
وأشار المحاضر الى بعض الإشكاليات التي تتكرر وبشكل يومي في صحافتنا الورقية والإلكترونية وفي كتب ومطبوعات متخصصة بالفن التشكيلي، ومن ضمنها الخلط العشوائي بين النقد والتنظير الذي يؤدي إلى التقليل من أهمية النقد الجدي والموضوعي والبناء.
ووفق مخزوم فان من أكثر الأخطاء والمغالطات التي تتكرس في كتابات وأحاديث الفنانين والنقاد والمتابعين اعتبار الفن التجريدي هو المرحلة الأخيرة التي عرفها تاريخ تطور الفنون الجميلة، مع العلم أن الفن في كل مراحله وعلى مر العصور القديمة والحديثة، كان يتحول من أقصى حدود الواقعية إلى أقصى حالات التجريد ثم يعود إلى الواقعية.
كما تطرق مخزوم في محاضرته إلى مصطلح “الفن التصويري” الذي يعتبر من أكثر المصطلحات الفنية التشكيلية العربية التباساً، لكونه يوجه مخيلة القراء مباشرة إلى فن التصوير الضوئي أو الفوتوغرافي ومن أجل إزالة هذا الالتباس طرح منذ سنوات مضت استبدال عبارة “قسم التصوير الزيتي” في كلية الفنون الجميلة بعبارة “الرسم والتشكيل الزيتي” مع الإشارة إلى أن إطلاق عبارة الرسم والتصوير على ذلك القسم قد زادت من حدة التداخل والالتباس والغموض والتساؤل.
الى ذلك أشار المحاضر إلى إشكالية البرمجيات والفنون الرقمية التي تساعد في عمليات الإنتاج الفني الموسيقي والتشكيلي والسينمائي والفنون الأخرى، والتي تثير صيحات رفض صارخة وعنيفة من قبل المبدعين الفعليين، وذلك لأنها تجعل الناس العاديين الذين يجيدون التعامل مع برامج الكمبيوتر قادرين على صناعة مقطوعات ولوحات وأفلام ذات إمكانيات عالية من الإتقان، كما أنها تساعد بعض الفنانين المحترفين على تحقيق خطوات متقدمة مفتوحة على احتمالات غير متناهية لكنها آلية وخالية من الإحساس الذي ميز الفنون على مر كل العصور والأزمنة.