محليات

لم تقتلهم نيران الحرب.. ولكن أهلهم “توفوهم” ليرثوا!!

في كل الحروب هناك دائما مفقودون، منهم من عاد إلى أهله ومنهم من خطف ومنهم من قتل، وغيرهم لم يعرف مصيرهم لا خلال الحرب أو حتى بعدـ ويظل مصيرهم مجهولا ويبقى المثربون منهم يتكهنون ويبحثون عنه دون أن ينقطع خيط الامل، لكن للأسف هناك أشخاص استغلوا الحرب وظروفها وعمدوا إلى توفية أحد أقاربهم للاستيلاء على ميراثه وهو حي يرزق، فزوروا الأوراق دون رادع أخلاقي!!

القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي، أكد أن المحكمة اكتشفت حالات لأشخاص تقصدوا توفية أقاربهم ليرثوا أموالهم.

وفي تصريح صحفي، روى القاضي المعراوي بعض القصص التي ضبطتها المحكمة ومنها أن عائلة وفت ابن عمها لحرمانه من الميراث واستئثارها بالتركة.

وبيّن أن أن الشخص المتوفى راجع المحكمة الشرعية ليستفسر عن سبب توفيته في النفوس، موضحا أنه بعد مراجعة إضبارته تبين أن أولاد عمه حصلوا على وثيقة وفاة، وفقا لشهادة شهود زور.

وذكر القاضي المعراوي في حديقة لـ”الوطن” أن الشخص المتوفى على القيود استغرب من الواقعة، وأكد أن أولاد عمه يلتقون به يوميا ويزورونه. مشيراً إلى أنه تم توجيه الشخص إلى المحكمة المدنية لترقين قيد الوفاة، ومن ثم مراجعة المحكمة الشرعية لاستكمال الإجراءات في هذا الصدد.

وعن مسألة المفقود أكد القاضي الشرعي الأول،  أن هناك بعض الأشخاص يستغلون هذه الحالة عبر رفع دعوى تثبيت وفاة من أقرباء المفقود الذي لم يمض على فترة فقدانه أربع سنوات للحصول على تركته، مبيناً في الوقت ذاته أن هناك أشخاص وفوا أقاربهم بناء على حسن نية وفقاً للثبوتيات التي حصلوا عليها.

 

في هذا السياق، قال المعراوي: “إن الحالات التي وصلت إلى المحكمة الشرعية قد تكون قليلة إلا أنه قد يكون هناك حالات كثيرة حدثت في المجتمع ولم تصل إلى المحكمة الشرعية نتيجة عدم معرفة الأشخاص الذين وفوا بوفاتهم بعد أو أنهم خارج البلاد”. مؤكداً أن مفرزات الأزمة كبيرة ولن تظهر بشكل واضح إلا بعد انتهائها.

ورأى المعراوي أن في المجتمع فساداً وتردياً أخلاقياً نتيجة استغلال الكثير للظروف التي تمر بها البلاد وأن ضبط مثل هذه الحالات يدل على ذلك، داعياً وزارة الأوقاف والجهات العامة لإجراء ندوات في هذا الموضوع وتوعية الناس فيما يتعلق بالأخلاق.