ثقة عالية بالنفس وتفكير أكاديمي.. فارس ياغي “يقتحم” عالم الفن
ربما هو النموذج المثالي لاندفاع الشباب وحماسهم المتقدّ، بجاذبية الشكل وثقة المضمون والفكر… كان لنا حديث مع الممثل الشاب فارس ياغي.
في البداية لم يخفِ فارس ياغي غبطته الكبيرة للمشاركة في فيلم “وعد شرف” للمخرج باسل الخطيب، حيث قال عن هذه التجربة: تم اختياري من قبل الأستاذ باسل بعد ثلاثين يوما على تخرجي من المعهد فقط، حيث كان متابعاً لجميع العروض المسرحية التي كانت تقام في المعهد، لذلك كان متطلع على عملي وموهبتي.
وتابع: شاركت في هذا الفيلم بشخصية “راجي” أحد أفراد الأسرة الرئيسية في الفيلم، وهو رسام ينقل من خلال ألوانه المعاناة التي نمر بها، كما أنه انعكاس لحنان والده وانعكاس للشاب الخائف على وطنه، مضيفاً: كانت ورشة عمل حقيقية حاولت الاستفادة من كل ملاحظات الأستاذ باسل سواء التي وجهت لي أو لممثلين آخرين، إذ حاولت الاستفادة من كل لحظة قضيتها في موقع التصوير حتى أوقات الاستراحة حاولت استغلالها.
وعن تعاونه مع الخطيب، قال ياغي: الأستاذ باسل مخرج يضيف للممثل فهو يسمعه ويستوعبه ويقدم النصيحة له، بجو من الارتياح العام خالٍ من أي توتر.
كما تحدّث ياغي عن مشاركته في فيلم “الأب” بالمشهد الافتتاحي، أيضاً للمخرج باسل الخطيب، وهو فيلم مهم جداً حسب تعبيره، من بطولة أيمن زيدان وحلا رجب وروبين عيسى وآخرون.
ولدى سؤاله عن متعته الكبرى في التمثيل أين تكمن، أجاب ياغي: كخريج جديد ما زالت متعتي الكبرى على المسرح فمتعتي بمسرحية “سوريون بعنوان” كانت كبيرة جداً، بالنسبة لقيادة مجموعة من خمسين شخص تقريباً من ممثلين وفنيين، كانت مهمة جداً بالنسبة لي، إذ أشعر أنه كلما زادت مسؤوليتنا كلما زادت متعتنا، مؤكداً أن هذا لا ينفي أن متعة العمل ضرورية أينما كان هذا العمل.
وتابع: لا شك أن تجربتي السينمائية مع باسل الخطيب كان لها متعتها الخاصة، مضيفاً أنه لا ينسى مشاركته في مسلسل “أحمر” مع المخرج جود سعيد لما فيها من شيء خاص ومميز، مؤكداً أن لكل مكان خصوصية معينة ويمتاز بمتعة معينة.
وعمّا إذا لاحظ وجود شرخ أو فرق بين الحياة الجامعية وأرض الواقع أوضح ياغي: الحياة بالمعهد وردية، وبالتأكيد عندما نزلنا لسوق العمل تعرّفنا على الصعوبات الموجودة، ولكن أكثر ما يهم هي أن تقدّمي نفسك بطريقة صحيحة، ولا شك أن هناك صعوبة تكمن بالحصول على مخرج يثق بك، مشيراً إلى أن كل المخرجين هذه الفترة مشكورين على هذه النقطة، فالعديد منهم لديه الرغبة بالتجديد بأعماله وخياراته إذ يتم استقدام خريجين جدد للعمل، مضيفاً أن الصعوبات – في حال بقي الوضع هكذا – ستتلاشى.
أما عن أعماله لهذا العام قال ياغي: مشاركاتي هذا العام دسمة وأعتبرها تجارب مهمة إذ شاركت بثلاث شخصيات مختلفة، كل منها تمتاز بمزاج معين وبخصوصية معينة، وتختلف كليّاً عن الأخرى.
ويشارك ياغي هذا العام في مسلسل “بلا غمد” للمخرج فهد ميري وكتابة عثمان جحا، بشخصية “غدير” وهو شاب غيور على مصلحة وطنه وحماية أرضه، فهو رقيب في الجيش العربي السوري، ويخدم على الجبهة إلا أنه يُنقل لأحد حواجز العاصمة دمشق ليصاب بحالة غضب، وتتوالى الأحداث بعد ذلك.
كما يشارك ياغي في مسلسل “أحمر” تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج جود سعيد، بشخصية “بهاء” وهو شاب لديه مشكلات مع أسرته تتعلق بالميراث، إلى جانب كونه اليد اليمنى لرجل أعمال فاسد، واصفاً الشخصية بأنها سلبية جداً.
كما يشارك ياغي في مسلسل “خاتون” تأليف طلال مارديني وإخراج تامر إسحق، بشخصية “صابر” وهو شاب قروي يحكي عن التفاصيل اليومية لحياة الفلاحين وكيفية تصدّيهم للهجمات الفرنسية.
إلى جانب ذلك يشارك ياغي في مسلسل “بقعة ضوء 12” الذي تولى إخراجه سيف الشيخ نجيب، بمشاركة بسيطة حسب قوله.
من جهة أخرى عبّر ياغي عن امتنانه الكبير لحصوله علي ثقة الدكتور تامر عربيد، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، بعد أن تم اختياره كمساعد مخرج في العرض المسرحي “سوريون بعنوان”، الذي تولى إخراجه عربيد، ضمن احتفالية يوم المسرح العالمي.
وعن هذه التجربة قال ياغي: كانت تجربة مهمة جداً فبعد تخرجي بحوالي سبعة أشهر عدتُ للعمل مع زملائي الذين كانوا قبلي بسنوات، ولكن هذه المرة كمساعد مخرج وليس كطالب، مشيراً إلى أن هذه التجربة مختلفة عن كل التجارب وهذا الاختلاف يكمن في كيفية قيادة مجموعات من فنيين وممثلين، إذ يصبح تفكيرك يتعلق بالعرض والمسرح والإضاءة والصوت وإيجاد الحلول للمشكلات التي تنشأ، تلك الأمور التي لم أكن أفكر بها عندما كنت ضمن اللعبة (التمثيل)، حسب تعبيره، مضيفاً أن المسؤولية كبيرة لجهة تقديم عرض مهم.
وأضاف: كانت تجربة مهمة وممتعة جداً إذ تتعلمين كيف تكونين شريك مع زملاءك بصنع نجاح وتحقيق شي جميل لك في الوقت نفسه، كما أن العمل بالإخراج يفسح لك المجال للابتكار، مؤكداً أن هناك نقطة مشكور عليها الأستاذ تامر، وهي استقدام الخريجين الجدد وإعطائهم الفرصة بأن بكونوا متواجدين في المعهد حتى بعد التخرج، لتقديم أفكار ومقترحات جديدة في صنع العرض المسرحي.
هذا وذكر فارس ياغي أن مشروع تخرجه كان عرضاً مسرحياً بعنوان “الملك لير” للكاتب وليم شكسبير، من إخراج فؤاد حسن، مبيناً أهمية مشروع التخرج لطلاب قسم التمثيل، إذ اعتبره بمثابة “نتيجة” يحاول الطالب ان يقدم من خلالها مجهود السنوات الأربع التي قضاها في المعهد، وأن يستفيد ما أمكن مما تعلمه في تطوير أدواته لتوظيفها بشكلها الصحيح في الشخصية التي يؤديها.
البعث ميديا || خاص – غوى يعقوب