ثقافة وفن

حكايا “الشامية” وعبق الياسمين في لوحات أديب مخزوم

 

في معرض ضم عدد واسع من اللوحات قدم الفنان أديب مخزوم تجربة فنية خاصة.. أراد بها أن يوثق حالات إنسانية من سمة الحياة وجوهرها في لوحات, ومن خلال البطل الوحيد فيها وهو “المرأة” التي تعيش في واقعية يومية وبطقوس حياتية معبرة.. فاللوحات التي من القطع الكبير.. استندت على ثلاثة خطوط رئيسية أولها المرأة التي جاءت رمز ثري للحياة.. وكأنه أراد أن يستقرىء المعاش من عالم المرأة المليء بالمخزون الإنساني من فرح وحزن وألم وضياع.. ووجودية.. مكرسة في الحياة الملونة بلون قوس قزح.

إذ إن “اللون” جاء “البطل الثاني” في اللوحات.. إنه اللامحسوس..؟! والمشاعر والقصة المنبثقة من ما وراء المعبر عنه .. وقد جاء من سمة الألوان الحارة.. التي تضج بالطاقة المنبثقة للناظر.. مما يشكل صلة وصل بين فكر الفنان وريشته.. ومشاعر المشاهد ومفهومه للوحة, عبر الخطوط المجسدة للقصص التي انبثقت من الواقعية لتصب في الإبداعية.. فالمشهد من حياة المرأة اليومية لكنه صور إنسانية حياتية نعيشها دائما وهي المؤطرة بعوالم الألوان القزحية.. إذ أن اللون عالي المعنى والموثق الغاية جعله “البطل الثالث”.. وله قضية واضحة هي انبثاق الحياة من اللوحة بطقوسها النفسية من ألم كالأزرق.. والفرح والاندفاع في الأحمر.. والضياع في الأصفر.. وهي المشاعر التي بدت في الوجه المحاكي للحالة.

رجائي

 

هذا من جانب … أما “الرمز الثالث “والمهم .. فهو “الياسمين” الذي جاء رمزا للشام.. وكأنه أراد أن يحاكي الشام بأحوالها ويجسد هذه المدينة بالمرأة التي لها طقوس الحياة وماهية الواقع.. مما يجعل هذا المعرض ملفت في هذه الآونة أنه يعيش تجديد الهوية التي تموهت بالظروف الراهنة.. فالشام امرأة عاشقة للحياة.. بكل تفاصيلها.. مثل الياسمين العبق.. فهو رغم رقته أقوى من الأعاصير.

الفنان أديب مخزوم ..

ناقد تشكيلي وشاعر ومؤرخ موسيقي.. صدر له كتاب موسوعي ونقدي تحت عنوان (تيارات الحداثة في التشكيل السوري)، وله مجموعة شعرية (احبك أكثر من سواد الزمن الآتي).

حائز على عدة جوائز تقديرية من جهات محلية ودولية.. لدوره الأعلامي .. والفني .. المعرض مقام بدار الأوبرا من 20 | 7 إلى 31 |7 \2016\ فاعة المعارض…

البعث ميديا || رجائي صرصر