النظافة في طرطوس.. الجهات المعنية تعترف بتردي الواقع!؟
في محافظة البحر والسهل والجبل يتشابه المشهد ويتكرر في العديد من مناطق وقرى وأحياء وحارات وحتى مدينة طرطوس بحيث لا يرقى إلى كونها محافظة سياحية بامتياز…فمنظر القمامة المترامي يلوث البصر مشوها المظهر الجمالي والحضاري للمحافظة، ناهيك عن تأثيره السلبي في نشر الحشرات والقوارض مهددا بالتالي صحة الإنسان وملوثا الهواء الذي يستنشقه جراء تراكم القمامة وانتشارها وبقائها أياما أمام منازل المواطنين والأبنية السكنية، تزامنا مع غياب وسائل المكافحة والرش للحشرات من قبل الوحدات الإدارية ومجلس المدينة …أمام هذا الواقع”المتردي” أين الجهات المعنية..؟ وماذا اتخذت من إجراءات لمعالجة واقع النظافة ومنذ عدة أشهر …؟ وهل من خطوات لاحقة لإنقاذ صحة الإنسان وللحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري الذي تتغنى به المحافظة ..؟؟
بالواسطة تزال القمامة..!
التقى”البعث ميديا” العديد من المواطنين حيث أكد حسين نبيه القاطن خلف المصرف العقاري /حي الملعب/ في المدينة أن الشارع المذكور لم يكنس منذ عدة أشهر، والحديقة جانب المصرف بعد واسطات ودفع أموال حتى تمت إزالة النفايات، وفي منتصف الشارع المذكور مركز تجمع القمامة وسط المساكن ومنازل المواطنين وذلك منذ عدة سنوات، المنظر غير حضاري والوضع غير مقبول على الإطلاق كونه جانب عقارات المواطنين ناهيك عن الروائح النتنة والحشرات ولا سيما أننا في عز فصل الصيف، ويضيف نبيه: منذ فترة حدث عطل في خط الماء فاشتكينا خوفا من تلوث الماء بالقمامة المتراكمة في المكان لكن بعد عدة شكاوى تم إصلاح الخط..! اللافت في وضع النظافة بالمحافظة أنه عندما يزور المحافظة وفد أو مسؤول يتم تكنيس وتنظيف الشوارع وإلا..!
تقصير واضح وفاضح
أبو شعيب من أهالي البرانية يشكو قائلا: في البرانية من عند مدرسة رياض حجار للبنات باتجاه الشمال والشارع يعاني من انعدام النظافة بشكل كبير، ويلفت أبو شعيب إلى أن هناك مبالغ قدمها مجلس المحافظة والمحافظ لمجلس المدينة لإصلاح سيارات نقل القمامة لكننا لم نشاهد أي سيارة تعمل فأين ذهبت الـ250 مليون ليرة…؟ واتباع حلول التعاقد مع القطاع الخاص لتنظيف المدينة غير مجدي.
يؤكد زيد ديب من سكان بصيرة أن التلوث وتراكم القمامة والصرف الصحي غير موجود بالمحافظة بالشكل اللافت الذي هو عليه في بصيرة، فالمنظر يدمع العين حيث كانت توجد ساقية يشرب منها الناس والآن بالإهمال الواضح أصبحت ملوثة..! وحتى في أماكن السياحة الشعبية في بصيرة تغيب النظافة… فالأوساخ والقزاز موجود بكثرة على الشاطئ..!
وعند الحديث عن واقع النظافة في أكبر وأهم حديقة بطرطوس /حديقة الباسل/.. حدث ولا حرج…! فالنظافة معدومة ولا سيما في الحمامات واللافت أنه وعند خروج المواطن من الحمام عليه دفع مبلغ مالي..! والحنفيات غير صالحة للاستعمال ولا ماء ولا صابون..!
أحد القاطنين في شارع المينا يؤكد أن القمامة تتراكم في مدخل الساحة وتبقى ثلاثة أيام حتى ترحل، ناهيك عن ثلاث حاويات عند مدخل البورتو هل يعقل هذا المنظر..؟ كما أن القمامة تتراكم خلف مشفى التوليد بالمينا، وعند فندق شاهين القديم تبقى عشر ساعات رغم أن المنطقة سياحية ويجب أن تزال فورا..! والساحة تحت المتحف لا يستطيع المارة المشي دون سد أنوفهم لأن الروائح تزكم الأنوف.
علم “البعث ميديا” من مصادره أن واقع النظافة في المنطقة الصناعية سيء وهناك تأخير في ترحيل القمامة المتراكمة، وتم وضع آلية للترحيل.. والحرفيين بانتظار التنفيذ.
مطلب حق
وفي شارع الثورة حي الغدير الوضع ليس بأفضل حالا حسب تعبير قاطنيه فالمشهد يتنوع بين انتشار القمامة وتكاثر الحشرات والقوارض والبرغش ليلا، والأسوأ من ذلك عدم وجود مكافحة له، ويقول أبو أغيد : أدفع التزاماتي من ضرائب ورسوم إلى البلدية ومطلبي حق بإزالة القمامة المتراكمة… تقول أم نبراس من منية يحمور /خربة المعزة أن بلدية منية يحمور من أسوء البلديات لا حاويات، ومكب القمامة جانب مقام ديني ..! يأتي عامل التنظيفات كل ثلاثة أيام يأخذ كيسان فقط لأن الآلية التي يستقلونها ممتلئة والأكياس المتللة على جانبيها تقع عند كل حركة للآلية.
اعتراف بالواقع
لكن أين الجهات المعنية من هذا الواقع..؟ سؤال توجهنا به إلى المسؤولين فلم ينف المهندس مظهر حسن مدير مدينة طرطوس تردي واقع النظافة بالمحافظة وذلك إثر نقص الأيدي العاملة بسبب الالتحاق بالاحتياط والدفاع الوطني والدفاع الشعبي وبسبب استراحات مرضية واستقالات وعدم تعيين أي عامل جديد منذ عام 2010، كذلك زيادة مساحة التخديم ضمن طرطوس جراء التوسعات الجديدة في المخططات التنفيذية وإدخال مناطق جديدة وخاصة منطقة التوسع الجنوبي والشرقي حتى قرية الهيشة جنوب المدينة، إضافة إلى ضعف الاعتمادات المخصصة بالخطط السنوية لمجلس المدينة والغلاء الفاحش في أسعار قطع التبديل وعدم توفرها أحيانا، بالإضافة لقدم الآليات العاملة في قطاع النظافة وعدم التمكن من شراء آليات جديدة منذ أكثر من خمس سنوات والزيادة الكبيرة جدا في الكثافة السكانية إضافة إلى قيام مجلس المدينة بتخديم جميع مراكز الإيواء الواقعة ضمن حدود المدينة وبكثير من الأحيان خارجها.
إجراءات
وردا على سؤالنا حول الإجراءات المتخذة لمعالجة الواقع الحالي والتي ستتخذ فيما بعد؟ أجاب حسن: منذ شهر تم تأمين إعانة أولية من الموازنة المستقلة لمجلس المحافظة بلغت 55 مليون ليرة سورية لإصلاح الآليات وأضيفت إليها إعانة أخرى بلغت 50 مليون ليرة سورية، وتم إبرام عقد مع الشركة العامة للطرق والجسور فرع طرطوس لترحيل القمامة اليومية بقيمة 25 مليون ليرة ولمدة شهرين عن طريق الموازنة المستقلة لمجلس المحافظة، وتقديم مساعدات بآليات ومبالغ مالية مباشرة عن طريق بعض الفعاليات الأهلية والاقتصادية في طرطوس، كما تم الحصول على موافقة منظمة undp الدولية بإصلاح 16 إلية تعود لمديرية النظافة في مجلس المدينة، إضافة إلى الإشراف المباشر واليومي من قبل محافظ طرطوس وأعضاء المكتب التنفيذي ومديرية النفايات الصلبة بالمحافظة على عمل مديرية النظافة في المدينة وتقديم كل العون والدعم، وكذلك تنظيم أيام عمل طوعية بمشاركة من المجتمع المحلي وشركات القطاع العام عن طريق المحافظ مرة بالأسبوع تقريبا .
قرار قيد التصديق
هناك قرار صادر عن المجلس بمنع رمي الردميات في مداخل المدينة وإلزام أصحاب التراخيص التجارية والاستثمارات بترحيل كامل ردمياتهم إلى الأماكن المخصصة …أين المجلس من تنفيذ هذا القرار..؟ رد حسن بالقول: يعمل مجلس المدينة وفقا لهذه القرارات الصادرة أصولا بتنفيذ غرامات مالية وحجز السيارات إلى حين صدور قرار مؤخرا من المكتب التنفيذي لمجلس المدينة يحدد فيه فرض غرامة مقدارها 200 ألف ليرة سورية لكل سيارة تلقي الأنقاض بشكل عشوائي خارج المكان المحدد وحجز السيارة لمدة شهر مع فرض ترحيل 25 سيارة أنقاض من الشوارع المحيطة بالمدينة لكل من يريد الحصول على رخصة بناء بأرض فارغة وهذا القرار قيد التصديق من المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة ليصار إلى العمل به.
وجه محافظ طرطوس بتاريخ 23/7 /2016 بتشكيل ورشة عمل يومية من دائرة الصيانة لتلافي المشاكل التي تحدث بشكل طارئ..أين المجلس من هذا التوجيه ..؟ أفاد مدير مجلس مدينة طرطوس بأنه تم تشكيل ورشة دائمة على مدار الوقت للرد على شكاوي المواطنين ولتنفيذ أية أعمال طارئة يستدعي التدخل بها، مع تكثيف العمل بإجراء صيانات سريعة وفورية لكل الحفر في الشوارع والأرصفة في المدينة مع صيانة فورية للإنارة الشارعية ولجميع حدائق المدينة وذلك وفق أقصى الإمكانيات المتاحة في المدينة وضمن الاعتمادات المالية المخصصة بالخطة السنوية.
و للنهوض بهذا الواقع المتردي حسب حسن يكون بتعيين عمال دائمين بما لا يقل عن 100 عامل وتأمين آليات جديدة لمديرية النظافة بما لا يقل عن 15 آلية، ورفع الاعتمادات المخصصة لبند إصلاح الآليات وتأمين مستلزمات مديرية النظافة من معدات ومواد نظافة وعربات وحاويات قمامة .
مجلس المدينة مقصر
وبدوره صرح محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى خلال منبر الصحفيين الشهري الذي عقده فرع الاتحاد بطرطوس بتاريخ 16/8/2016 أن مجلس مدينة طرطوس مقصر بكل شيء، ووادي الهدة يقلع بكامل طاقته بعد شهرين.
ومن جهته لم يجب المهندس وسام عيسى مدير المركز المتكامل للنفايات الصلبة في المحافظة عن أسباب تردي واقع النظافة وكأن عيسى مسؤول عن المالية أو الصحة وكان توجيه السؤال له من قبلنا خطأ …!! حيث أحال الإجابة لمدير النظافة في مجلس المدينة …!
وعن الطاقة التي يعمل بها وادي الهدة يوميا من حجم النفايات الفعلي ؟ بين عيسى أن المعمل يعمل بطاقة 120-150 طن يوميا وسيتم تشغيل المعمل بطاقته القصوى 630 طن يوميا قبل الشهر العاشر .
أوضح عيسى أنه تم تخصيص الوحدات الإدارية بعمال النظافة ضمن خطة تشغيل المحافظة /54/ عامل هذا العام بعقود ثلاثة أشهر، كما تم تقديم إعانات لإصلاح الآليات المتعطلة من عام 2015، وخلال زيارة وزير الإدارة المحلية للمحافظة هذا العام تم إعطاء الوحدات الإدارية 100 مليون ليرة لإصلاح الآليات، كما خصص مجلس المدينة 250 مليون ليرة لدعم قطاع النظافة، وأبرمت المحافظة عقدا مع شركة الطرق والجسور لتأمين واستئجار 10 سيارات و40 عاملا لمدة ستين يوما بقيمة 24 مليون تقريبا، إضافة إلى أننا خصصنا مجلس المدينة بسيارتين قلاب سعة 5 طن وتم استخدامهم، وإن حصل أي تقصير في مجلس المدينة فإنه يتحمل المسؤولية كاملة ..!
المسؤولية بالكامل يتحملها مجلس مدينة طرطوس لتقصيره في أداء واجباته والقيام بالمهام المنوطة به.. ولتحسين الواقع الحالي يجب وضع دوريات دائمة ومراقبة عمال النظافة لأن البعض منهم يقبضون رواتبهم ولا يعملون..!؟ وعدم التراخي من قبل الجهات المعنية كون الموضوع حساس ويتعلق بصحة المواطن والمظهر الحضاري للمحافظة.. ومع هذه الإجراءات الجديدة المتخذة هل سيشهد الواقع تحسنا..؟ نترك السؤال برسم مجلس مدينة طرطوس.
البعث ميديا || طرطوس- دارين محمود حسن