سورية

درع الفرات «مناورة تركية» خبيثة لتحقيق حلم المنطقة الآمنة في الشمال فهل تنجح؟

مع استمرار حدة المعارك في مدينة حلب بين الجيش العربي السوري والفصائل الإرهابية المسلحة، ظهر على الجانب الآخر تحركات تركية مشبوهة نتج عن هذه التحركات بدء عملية عسكرية تركية (درع الفرات) ظاهرها “تحرير” مدينة جرابلس السورية من أيدي داعش وباطنها القضاء على قوات حزب الإتحاد الديموقراطي الكردية و تشتيت انتباه قوات الجيش العربي السوري في معركته الأخيرة في حلب، ما يعد احتلال تركي صريح لجرابلس السورية تنفيذاً لمشروع المنطقة الآمنة التركية المؤجل منذ ثلاثة أعوام، فالدبابات التركية تحركت بغطاء جوي أمريكي، وواشنطن، رغم الدعم اللامحدود إعلامياً لقوات الحماية الكردية، إلا أنها كعادتها تنهي تحالفاتها بعد تحقيق مصالحها لتعيد علاقاتها الوثيقة مع حليفها التركي بعد أن اختلت إثر الانقلاب الفاشل.

الباحث في العلوم السياسية في جامعة نيجني نوفجورود الحكومية الروسية عمرو الديب في تصريح خاص ” للبعث ميديا” اعتبر أن  الهدف الرئيسي لعملية درع الفرات هو منع الحلم الكردي في إقامة دولة فيدرالية كردية،  ويعتقد الديب أن هذه العملية تمت بموافقة روسية- إيرانية، لان الهدف واحد بالنسبة لكل أطراف هذا الاتفاق وهو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، لأنه عند الحفاظ على وحدة الأراضي السورية سيعني هذا عدم إقامة دولة كردية في الشمال السوري.

وأشار الديب إلى أن اردوغان بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة ضده أصبح يتحرك بشكل أكثر أريحية في الملف السوري والكردي، وذلك لأنه تخلص من جميع خصومه المدنيين والعسكريين الذين كانوا يعارضون سياساته الخارجية، لذلك قام بتغيير إستراتيجيته التي كانت تبنى على مساعدة الجماعات الإرهابية وأصبحت إستراتيجيته تعتمد ليس فقط على الدعم وإنما تعداه إلى الحوار مع الأطراف المعنية في الأزمة السورية، وهو ما أكده  تقرير صادر من القيادة التركية أن هدف هذه العملية هو ضمان وحدة أراضي سورية, وطبعاً المقصود هنا هو منع حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي من تحقيق هدفه بإقامة دويلة فيدرالية كردية في شمال سوري ، وهذا يظهر في تأكيد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: على المسلحين الأكراد السوريين أن يتراجعوا إلى شرق نهر الفرات أو تركيا ستفعل ما هو ضروري.

واللافت للانتباه في هذه العملية أن تركيا تقر لأول مرة بشكل رسمي بتعاونها مع قوات الجيش الحر الإرهابية, في العملية التي استهدفت مدينة جرابلس الحدودية.

الخارجية السورية من جانبها دانت عملية “درع الفرات” التي أطلقها الجيش التركي في شمال سورية انطلاقاً من مدينة جرابلس، واعتبرتها خرقاً سافراً لسيادتها، مؤكدة أن محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات تدين في الوقت نفسه هذا الخرق السافر لسيادتها وتؤكد أن محاربة الإرهاب ليست في طرد “داعش” وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا.

ولاقت عملية “درع الفرات” التي أطلقتها تركيا صدى واسعًا في الصحافة الأوروبية والأمريكية حيث أفادت صحيفة “بيلد” الألمانية الأكثر انتشاراً في البلاد، في خبرها المعنون بـ “أردوغان توجه نحو سوريا”، واستخدمت صحيفة “إلبايس” الإسبانية عنوان “تركيا تهاجم برًا وجوًا آخر حصون داعش على الحدود السورية”.

وبغض النظر عن النوايا التي تكنها تركيا من وراء عملية درع الفرات فإن الجيش العربي السوري  بالمرصاد لكل مايتم التخطيط له وهو ماض بتحقيق الانتصارات ولن يسمح لأي فصيل من الفصائل أياً كان أن يزعزع وحدة واستقرار سورية .

البعث ميديا || ميس خليل