الخدعة الأردوغانية هل تمر على الحلفاء؟
لم تكن زيارة أردوغان إلى موسكو ولقائه مع الرئيس فلادمير بوتين وفتح صفحة جديدة مع روسيا الثلاثاء8/8/2016زيارة عابرة بل زيارة خدعة خاصة بعد الإنقلاب الفاشل وادعاء خلاف مع أمريكا وإنه عرف الأصدقاء الحقيقيون حسب زعمه وبدأ المسؤولين الأتراك يرسلون الرسائل بعد المصالحة مع(اسرائيل)إلى تطبيع العلاقات مع سورية ومصر وادعاء المحافظة على وحدة سورية ووحدة الأراضي السورية والسعي إلى انضمام تركيا بشكل لوجستي ميداني لمحاربة داعش والفصائل الإرهابية الأخرى وافتعال خلاف وهمي مع أمريكا كردة فعل لموقفها من جماعة المعارض فتح الله غولن والمطالبة بتسليمه لأردوغان وتوقيت الإجتياح التركي عسكريا لجرابلس السورية بتسلل أوهم الجميع بأنه يريد تحريرها من تنظيم داعش والذي أثبتت كل الوقائع بأن داعش صناعة أمريكية تركية وحقيقة الأمر لم تحدث أية معركة بين القوات المهاجمة وداعش بل تم تنظيم هروب منظم لداعش إلى داخل قواعده في تركيا بإشراف المخابرات التركية باتفاق ضمني وذهب هؤلاء إلى غازي عينتاب(تورا بورا)ويمارسون نشاطاتهم في شوراع اسطنبول ونشر أعلامهم السوداء مع أعلام النجوم الحمراء(علم الثورة).
وبدأت حملة أردوغان في التاريخ نفسه لمعركة مرج دابق التي جرت بين سليم الأول وقانصو الغوري عام1516 التي تم من خلالها بها احتلال سورية والقيام بتصفية عرقية وشروط مذلة للأقليات والإثنيات بل الإبادات الجماعية وجماجم البشر في الأستانة حتى عام1915 حيث الإبادات الوحشية للأرمن والسريان وبقية الأقليات وهنا لا نريد أن ننكأ الجراح والتاريخ الطوراني الأسود في سورية الكبرى والعراق والشواهد كثيرة للتاريخ الأسود لسلاطين بني عثمان.
ويبدو بأن التاريخ يعيد نفسه على يد أردوغان وبطرائق مختلفة بحجة إيهام العالم البراغماتي من خلال التصفية العرقية والتي يبدو بأن وقودها هذه المرة الأخوة الأكراد الذين سلمت أمريكا مصيرهم لأردوغان بعد أن(بطروا)وتوهموا بأن أمريكا لن تسلم رقابهم لأردوغان بعد تسرعهم في طرح ما سمي بكونفدرالية انفصالية في الشمال السوري والخطيئة الكبرى عندما تسرعوا بإيعاز أمريكي بٍعضُ اليد التي مُدّت لهم وهاجموا وحدات ومواقع الجيش العربي السوري والدفاع الوطني في الحسكة ومدنها ذات التعددية العرقية والإثنية وتنمروا على الدولة السورية وخاصة بعد المراسيم التي صدرت من القيادة السورية بتجنيس من هرب من تركيا عام1925 بعد أن طردهم مصطفى كمال أتاتورك إلى الشمال السوري علما بأن بقية الأخوة الأكراد موزعون تاريخيا منذ السفر برلك في أنحاء سورية وهم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري ويساهمون ويشاركون كمواطنين سوريين من هنانو إلى أول رئيس لسورية محمد على العابد عام1932ولكن الإنفصاليين المدعومين أمريكيا بلعوا الطعم المسموم أمريكيا وراح خيال البعض يذهب بعيدا من حق مدني كحقوق المواطنه الكاملة وهذا مطلب مشروع لكل مواطن الجنسية الكاملة إلى الدعوة إلى الإنفصال الإنتهازي نظرا لانشغال الدولة السورية بمحاربة ارهاب عالمي وحرب كونية.
لذلك استغلت أمريكا هذا الوضع وشجعت الفصائل الكردية لتحقيق هدفين استراتيجيين هما:
1-إضعاف الدولة السورية وإشغال الجيش في معارك مع قوى انفصالية وفتح جبهات جديدة لا تصب في هدف مكافحة الإرهاب.
2-الضغط على أردوغان وتوريطه في حرب مزدوجة مع تلك الفصائل المدعومة أمريكيا وغربيا(لأن أول الرقص حنجلة) كما يقال بحيث يتورط الجيش التركي في سورية والناتو يتفرج ويؤجج النار وانتقال الحرب إلى الداخل التركي على المدى المنظور كونه يحارب الأكراد الذين لهم تواجد في غير جغرافية بحيث تختلط الأوراق في الداخل التركي مع علم أمريكا بأن أردوغان بطموحاته الإقليمية وبأحقاد تاريخية قام بدعم جميع العصابات المسلحة والإرهابية بما فيها تنظيم داعش وسيحارب الأكراد في نهاية المطاف ،وبالتالي ضعضعة تركيا من الداخل بحروب قد تستمر سنوات ككرة النار التي تنتشر مع وجود الوقود القابل للإشتعال بهدف إضعاف تركيا بالقدر الذي يبقيها الرجل المريض التاريخي دون قدرة الأتراك على التمدد كما حصل في الدولة العثمانية في القرون الخمس الماضية .
إذن تم توريط تركيا وليس فقط شخص أردوغان بحروب قادمة وتمت خديعة على أردوغان وبذات الوقت أوهمت أردوغان بأنه يخدع الآخرين في لعبة كارثية ستجعل دول المنطقة في دوامة عنف يقودها المال الخليجي والأطماع التركية الأردوغانية وبتخطيط دقيق صهيو أمريكي قد يطال الدول المستقلة عن الإتحاد السوفييتي السابق وربما روسيا والجمهورية الإسلامية إذا توافرت ظروف تطبيق اللعبة القذرة المرسومة ولن يكون أردوغان سوى أداة من الأدوات الجارحة التي تعيد رسم الخرائط وفق المصالح الصهيو أمريكية قبل الإنتقال إلى بؤرة جديدة في بحر الصين بعد الشرق الأوسط ووسط آسيا.
والسؤال المطروح هل تركيا أردوغان هو الخادع أم المخدوع أم كليهما معا؟؟
طالب زيفا – باحث في الشأن السياسي