الشريط الاخباريدولي

لافروف: أمر غير مقبول المماطلة في استئناف الحوار السوري في جنيف

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن المماطلة في استئناف الحوار السوري في جنيف أمر غير مقبول معتبرا أن وقف الأعمال القتالية في سورية يجب أن يشكل دفعا لمواصلة عملية التسوية السياسية للأزمة فيها.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن: “في ضوء الأوضاع الراهنة وتعزيز القوى الإرهابية لمواقعها في المنطقة يجب بلا هوادة أن نحارب داعش وجبهة النصرة وكل من يختبىء تحت مظلتيهما”.

وأوضح لافروف أن “جملة الوثائق التي توصلت اليها روسيا مع الولايات المتحدة في التاسع من الشهر الجاري في جنيف والتهدئة التي دخلت حيز التنفيذ بالأمس ينبغي أن تساعد على البدء في التحرك نحو تسوية الأزمة في سورية في سياق قرارات مهام مكافحة الإرهاب وتحسين الوضع الإنساني وتعزيز وقف الأعمال القتالية”.

وقال لافروف: إن “كل هذه الأمور يجب أن تهيىء الظروف المناسبة لاستئناف العملية السياسية والتي لا يمكن بعد المماطلة بها أكثر من ذلك” مشيرا إلى أنه مع نظيره الأمريكي جون كيري أوصلا وجهة النظر هذه إلى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا.

ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو تريد الكشف عن الاتفاق الروسي- الأمريكي حول سورية للرأى العام خشية تحريفه بغية حماية تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي من الغارات الروسية والأمريكية.

وكشف لافروف أن بلاده تخشى من توجه بعض الجهات لشطب تنظيم “جبهة النصرة” الذي غير اسمه مؤخرا إلى “جبهة فتح الشام” من قائمة الإرهاب الدولي وبذلك انقاذه من الاستهداف في إطار تنفيذ الاتفاق الروسي- الأمريكي حول سورية.

وأوضح أن الجانب الروسي اقترح على واشنطن نشر الحزمة المتكونة من خمس وثائق والتي توصلت إليها موسكو وواشنطن يوم الـ 9 من أيلول اثر المحادثات بجنيف بالكامل وتبنيها كقرار لمجلس الأمن الدولي دون إجراء أي تعديلات على الوثائق وذلك على الرغم من سعي الأمريكيين للحفاظ على الوثائق المذكورة سرية.

وقال لافروف: “ليس لدينا ما نخفيه.. كل ما تنص عليه تلك الاتفاقات جاء بتوافق بين الطرفين.. نحن أخذنا على عاتقنا الالتزام بتنفيذ الاتفاق بالكامل بنزاهة والعمل على تشجيع أولئك الذين يتعلق بهم تنفيذ بنود مختلفة من الاتفاق على التعامل معه بنفس القدر من النزاهة”.

وأضاف: “نستغرب للغاية تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة غير مقتنعة بأن روسيا ستطبق ما هو مكتوب في الاتفاق وذلك لأن الاتفاق يذكر بمهام الولايات المتحدة بإبعاد المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين وستنقضي تقريبا مدة 12 شهرا ولم تقم الولايات المتحدة بأي شيء بهذا الخصوص”.

ورداً على سؤال عما إذا نجحت موسكو في إقناع واشنطن بضرورة إدراج تنظيم “أحرار الشام” على قائمة الإرهابيين.. قال لافروف: “يقف أمامي حاليا هدف أكثر إلحاحا يكمن في الحيلولة دون اختصار قائمة الإرهابيين لأنه باتت هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن العديد من المشاركين في العمليات الجارية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتبرون تنظيم “جبهة النصرة” الذي يطلق على نفسه حاليا “جبهة فتح الشام” قوة يجب الحفاظ عليها “.

وأوضح لافروف أنه طرح هذا السؤال مباشرة على نظيره الأمريكي جون كيري لكن الأخير نفي قطعا أن تكون واشنطن تخطط لحماية “النصرة” والحيلولة دون استهدافها من قبل الطيران الأمريكي وطيران التحالف الدولي لافتا إلى أن موسكو تخطط لإجراء حديث جاد وصريح مع واشنطن بشأن الوضع حول تنظيم “جبهة النصرة ” الإرهابي.

وأضاف لافروف: إن” التطورات الميدانية تثير قلقا وان طيران التحالف الدولي يبدي تقاعسا في استهداف مواقع جبهة النصرة”.

وقال: “نسمع أصواتاً تدعو إلى عدم الفصل بين المعارضين المعتدلين و”النصرة” وإلى شرعنة “النصرة” وربما ضم فصائل أخرى لها من أجل تشكيل قوة أكثر فعالية على الأرض لمواجهة الجيش السوري”.

وحول الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وإسقاط الدفاع الجوي السوري طائرتين للاحتلال الإسرائيلي والأوضاع في الجولان المحتل والمنطقة قال لافروف: إن ما يجري “انعكاس عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ككل.. وزيادة التوتر من الأخطار الإرهابية التي تجب مكافحتها.. ففي الجولان إرهابيون ويجب الاعتراف من قبل الجميع بأنهم أعداء الإنسانية ومحاربتهم ضمن إطار قرار الأمم المتحدة بشأن الجولان ويجب ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات واننا نقوم باتصالاتنا ان كان مع الاسرائيليين أو السوريين أو الأطراف الأخري في المنطقة”.

بدوره شكر وزير خارجية لوكسمبورغ وزير الخارجية الروسي على الجهود التي بذلتها روسيا بشأن الأزمة في سورية.

ورحب اسيلبورن بتعزيز التعاون في المسار العسكري بين روسيا والولايات المتحدة وكذلك تشكيل المركز المشترك لتنسيق العمليات العسكرية.

وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري أعلنا يوم الجمعة الماضي التوصل الى اتفاق جديد حول الازمة في سورية بعد مفاوضات طويلة في جنيف ينص على وقف الأعمال القتالية بدءا من منتصف ليلة الـ 12 من أيلول والفصل بين الإرهابيين وما يسمى “المعارضة” وتحديد المناطق التي سيتم فيها ضرب الإرهابيين من قبل الطيران الروسي والأمريكي وإنشاء مركز مشترك لتنسيق الضربات واستئناف العملية السياسية لحل الأزمة في سورية.