عربي

قوات اردوغان في العراق.. غطاء لـ”داعش” ورافعة ضغط في تشكيل المنطقة

أعلنت تركيا إبقاء قواتها في العراق رغم احتجاج بغداد بعد تزايد التوتر بين البلدين مع اقتراب عملية تحرير الموصل، معقل تنظيم “داعش” الإرهابي في البلاد. الخارجية العراقية عبرت عن احتجاج شديد اللهجة من خلال مذكرة سلمتها لسفير النظام التركي لدى بغداد على خلفية التصريحات الاستفزازية الأخيرة لـ رجب طيب أردوغان بحق العبادي وعلى وجود القوات التركية في العراق.
بدوره قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم “بغض النظر عما تقوله الحكومة العراقية، سيبقى الوجود التركي لمحاربة داعش وتفادي حدوث تغيير قسري للتركيبة السكانية في منطقة” الموصل، مضيفاً “عندما تكون هناك قوات من 63 بلداً منتشرة في العراق فليس معقولاً أن تركز (الحكومة العراقية) على التواجد التركي”، معتبراً أن موقف بغداد “لا يعكس حسن النية”.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد هاتف بيّن أن خارطة الصراع التركي تتسع إقليمياً، وقد أكدها قول اردوغان “سنحقق في الموصل ماحققناه في جرابلس”.. الأمر الذي استدعى تدخل الحشد الشعبي ونفي أمريكي لكون هذه القوات جزءاً من التحالف الوطني، مشيراً إلى أن اردوغان حاول التحايل للقول أن دخول هذه القوات كان جزءاً من برتوكول التعاون المبرم مع حكومة اوغلو.. ونسي أن الفقرة سابعاً من هذا البروتوكول تؤكد ماذهبت إليه الحكومة إذ أن البروتوكول بمثابة طلب للتدريب في تركيا ولم يتطرق إطلاقاً لدخول قوات تركية، ويذكر رد رئاسة الوزراء برفض الرئاسة سابقاً لمثل هذا المقترح وهذا يعني أن كل ما ذهب إليه الأتراك هو مجرد مبررات لا وجود لها في الواقع.
ويتسائل هاتف إذن ما السر في الإصرار التركي على حشر هذه القوات؟
يقول المحلل هاتف: من واقع ما يجري في الإقليم نرى أن ثمة سيناريوهات تقتضي تركيا وجود دعامة عسكرية في الموصل.. أول هذه السيناريوهات الحرص على تغطية خروج داعش في اللحظة الحرجة وهذا السيناريو سيفعل في حال عدم قدرة داعش على الخروج باتجاه (دير الزور- تدمر)، والسيناريو الثاني هو أن تقوم هذه القوات بالتدخل كعامل ضغط مع ما يسمى بحشد النجيفي لإحداث شرخ طائفي لدفع الأمور في الموصل للبقاء وفق خارطة التدخل الأمريكي التركي الذي يقضي بخلق منطقة عازلة في جرابلس وحواليها إضافة إلى منطقة نفوذ داعشي في مثلث تدمر الرقة دير الزور للعمل كرافعة ضغط في المفاوضات التي ستجري مستقبلاً وإبقاء هذا الضغط قائماً في المستقبل، وأكد هاتف أن تدمير جسور دير الزور ما هو إلا دلالة قاطعة على حقيقة هذا السعي، أما الأمر الثالث هو محاولة الأتراك ضرب العمال الكردستاني وايقاف نفوذ الحشد في كردستان وحماية مسعود بارزاني ومساعدته في اقتطاع أجزاء من الموصل.
ويعتقد هاتف أن هذه القوات هي نواة قابلة للنمو لتحقيق العديد من الأغراض في المخطط الجيوسياسي الأمريكي القادم.
جدير ذكره أن عدد الجنود الأتراك يقدر في العراق بنحو 2000 جندي، يتواجد نحو 500 منهم في معسكر بعشيقة شمال العراق ويدربون المقاتلين العراقيين الذين يأملون في المشاركة في معركة استعادة الموصل، بحسب الإعلام التركي.
البعث ميديا || ميس خليل