ثقافة وفن

«العربية وظواهر المعرفة».. كتاب يبحث في العلاقة بين التراث والحداثة

يتوجه كتاب “العربية وظواهر المعرفة بحث في المخيلة الجمعية والأداءات الفردية” الصادر حديثا للدكتور صلاح الدين يونس للقارئ المثقف الراغب في الوقوف على مشاكل التواصل بين التراث بانساقه اللغوية والبلاغية والنقدية والفكرية وبين معضلة الحداثة بهدف تحقيق التوازي بين تراثنا وحداثتنا.

وفي الكتاب تحليل مقارن بين نصوص إبداعية وأخرى نقدية لكتاب من القدماء وبين نصوص من الإبداع والنقد المعاصر، إضافة إلى استقصاء المقولات التي أنتجها القراء والبيانيون وأهل المعاني وأرباب الشعائر اللغوية معتمداً على آراء منهجية تربط بين الأصالة والتراث والحداثة.

ويتناول الكتاب عملية المثاقفة التي جرت في القرون الهجرية الأولى بين العرب والأمم العريقة كالفرس واليونان والرومان والتي نتج عنها إخصاب الخيال الشرقي العربي بالأنسنة الجامعة للتقاربات والفرائد والمشتركات بين الآداب القومية.

ويرى مؤلف الكتاب أن النصوص البلاغية النقدية فيها عناصر مكونة وأصيلة متنوعة تصل إلى الماورائيات وإدراك الأشياء ومفردات المعرفة مستشهداً بما جاء به علماء مثل أرسطو والفارابي.

كما يوضح يونس أن هناك تغايرا في النظرة إلى الشعر والنثر عبر التاريخ معتمداً على آراء النقاد واللغويين والفلاسفة، معتبراً أن الشعر ظل متعالياً على النثر مفارقاً له في الهدف والبنية إلا أن نشوء الفلسفة العربية كان بداية عبر كتاب النثر قبل أن ينتهج شعراء القرنين الثالث والرابع الهجري في قصائدهم طابعا فلسفيا ما أدى إلى انكسار الفارق بين الشعر والنثر.

وفي الكتاب مواضيع تتناول تشكل العقل النقدي والتفكير البلاغي من البيانية إلى التفلسف وبين البلاغة والاسلوبيات والهوية المحلية و لغة الأقطار الجديدة وغيرها.