الشريط الاخباريدولي

فضائح واتهامات بين المرشحين كلينتون وترامب قبل يوم من انتخابات الرئاسة

يتوجه الناخبون الأميركيون يوم غد إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في المجمع الانتخابي تمهيدا لانتخاب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة.

وتعد انتخابات الرئاسة الأميركية الانتخابات الأطول في مداها الزمني في العالم بأربع مراحل تبدأ بما يعرف بالانتخابات التمهيدية لتتلوها المؤتمرات القومية التي يحدد فيها المرشح لسباق الرئاسة لينطلق مرشح الرئاسة بعد ذلك في حملته الانتخابية إلى أن يصل إلى يوم الاقتراع.

والفارق الأساسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية أن الرئيس الأميركي ونائبه لا ينتخبان مباشرة من الشعب بل ينتخبهما أعضاء الهيئة أو المجمع الانتخابي في الولاية والذين يساوي عددهم عدد أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الفدراليين لتلك الولاية حيث يجتمعون رسميا لينتخبوا الرئيس ونائبه لتنقل نتائج انتخابات الهيئة الانتخابية بكل ولاية وتسلم إلى رئيس مجلس الشيوخ ليعلنها بحضور كامل أعضاء الكونغرس.

وتتميز الانتخابات الحالية بالحملات الانتخابية للمرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب والتي تحفل بكم هائل من الفضائح وشراسة في تبادل الهجمات الشخصية بينهما حيث أثارت قضية البريد الالكتروني لكلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية ضجة كبيرة أسهمت في تراجع شعبية المرشحة الديمقراطية بشكل كبير قبل أن يعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي أمس أنه يتمسك بتوصيته بعدم ملاحقة كلينتون في هذه القضية.

يضاف إلى هذه الفضيحة ما سربه موقع ويكيليكس من وثائق تثبت أن كلينتون كانت على علم بتمويل حكومتي السعودية وقطر لتنظيم “داعش” الإرهابي وكذلك رسائلها التي تكشف أن واشنطن لعبت دورا أساسيا في شن الحرب على ليبيا وإسقاط نظام معمر القذافي سعيا وراء النفط الليبي الرخيص والاستفادة من ذلك خلال الانتخابات الرئاسية وهو ما أدى لاحقا إلى نشوب حرب في ليبيا أدت إلى سقوط نحو 40 ألف قتيل وانتشار التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” بالإضافة إلى تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا.

وفي المقابل هزت الفضائح الجنسية والتصريحات المثيرة حول المهاجرين والمرأة والملف الضريبي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب صورته أمام الناخبين الأمر الذي جعله يتأخر عن منافسته كلينتون في معظم نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات عدة خلال الفترة الماضية.

وإلى جانب المرشحين الجمهوري والديمقراطي هناك مرشحون آخرون بينهم جيل ستاين مرشحة حزب الخضر و غاري جونسون عن الحزب التحرري وروكي دي لا فوينتي عن حزب الإصلاح وداريل كاستيل عن حزب التأسيس إضافة إلى مرشحين مستقلين هما إيفان ماكمولين و لورينس كوتليكوف.

وعشية الانتخابات تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير بين كلينتون وترامب حيث أظهر استطلاع جديد أجرته قناة فوكس نيوز الأميركية في الأيام الأخيرة للانتخابات تقدم كلينتون على نظيرها الجمهوري ترامب بفارق نقطتين حيث نالت نسبة 45 بالمائة من الأصوات تلاها ترامب بنسبة 43 بالمائة فيما حصل مرشح الحزب الليبرالي غاري جونسون على نسبة 5 بالمائة وكان نصيب مرشحة حزب الخضر جيل ستاين 2 بالمائة.

وبحسب استطلاع أجرته شبكة سي ان ان وأظهر نتائج مشابهة تقريبا حصلت كلينتون على نسبة 47 بالمائة من الأصوات مقابل 42 بالمائة لترامب و4 بالمائة لجونسون و2 بالمائة لستاين في حين كانت نتائج الاستطلاع الذي نظمته أي بي سي وصحيفة واشنطن بوست لصالح ترامب الذي تقدم على منافسته وحصل على 46 بالمائة من الأصوات مقابل 45 بالمائة لكلينتون.

ووفقا لما تؤكده استطلاعات الرأي ايضا فإن نسبة مشاركة بعض فئات المجتمع ستكون منخفضة عما شهدته الانتخابات السابقة حيث تظهر المؤشرات أن نسبة مشاركة الأميركيين من أصول افريقية ستكون متدنية بسبب سياسات التهميش التي يعانون منها إضافة إلى الاستهداف المتكرر لهم بعمليات القتل من الشرطة خلال السنوات الأخيرة وخيبة أملهم من سياسات الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاههم.

وبخصوص توجهات وسياسات المرشحين كلينتون وترامب تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط وأزماتها لا يبدو في خطاباتهما الكثير من الفوارق الجوهرية حيث يتنافس الاثنان على نيل رضا اللوبي الصهيوني المؤثر في الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر الحديث عن مزيد من الدعم للكيان الاسرائيلي والاستمرار في سياسات إدارة الأزمات في العالم بدلا من إيجاد حلول لها.