محليات

خلال مؤتمر فرع معاهد دمشق وريفها والقنيطرة… التعليم التقني ليس بخير

تتميز المؤتمرات الطلابية عن غيرها من مؤتمرات المنظمات بما تطرحه من هموم ومطالب ومقترحات وتوصيات آنية وإستراتيجية يتعلق بخطط مستقبلية، وفي حين حضرت المطالب الآنية في مؤتمر فرع معاهد دمشق وريفها والقنيطرة، غابت عن ألسنة أعضاء المؤتمر القضايا الإستراتيجية.

قطاع التعليم في المعاهد التقنية والمتوسطة ليس بخير:

وعكست المطالب التي ترددت على السنة الطلبة خلال المؤتمر الذي عقد اليوم في قاعة السابع من نيسان في مقر فرع دمشق للحزب حجم المعاناة التي يعيشونها، والتي يمكن إرجاعها إلى عاملين، الأول حالة الحرب التي تعيشها سورية منذ أكثر من خمس سنوات ما تسبب في خروج عدد كبير من المعاهد عن الخدمة وانتقال معظمها لتستكمل عملها إما في أبنية مدرسية أو أقبية أو باحات وساحات الملاعب الرياضية، مع غياب الأدوات التي يمكن أن تكون قد أصبحت بديهيات وأساسيات في التعليم كأجهزة الحواسيب وخطوط الانترنت والمقاعد والقاعات الدرسية والكفتريات ومقاعد استراحة في الباحات والشمسيات التي تقي الشمس أو الحر… وفق ما تحدث أعضاء المؤتمر، ومن القضايا الطارئة في هذا المجال النظر في حرمان الطلبة من التقدم للامتحان أو الاقتصاص منهم في حالات التأخر والغياب الناجمة عن الظروف التي يعرفها الجميع من تهجير وصعوبة إيجاد المواصلات..

أما العامل الثاني يتمثل في الإهمال الغير مبرر للجهات والوزارات المعنية بمتابعة القضايا الأعمق والأكثر إلحاحاً والتي تمتد وفق ما ذُكر في المؤتمر إلى ما قبل الحرب أي ما يزيد على ال10 سنوات ولا تزال تُطرح خلال المؤتمرات ولكن دون جدوى، فقضية السكن الجامعي المخصص للطلبة القادمين إلى المعاهد من مناطق ومحافظات بعيد أحد أبرز تلك القضايا، يليها التردد في تطوير المناهج وأساليب التعليم وآخر ما حصل في هذه القضية هذا العام وفق ما ذكر في المؤتمر هو التراجع عن تدريس المنهاج الحديث الذي يُعد الامتداد الطبيعي لما تلقاه الطلاب في صفوف الثانوية الثلاث وصولاً إلى المعهد واستبداله بالمنهاج القديم الذي لا يتوافق لا علمياً ولا تقنياً مع ما تلقاه الطلاب في المرحلة الثانوية وهي مسؤولية تتحملها وزارة التربية.

المؤتمرات وحدها لا تكفي:

وكان لافتاً خلال المؤتمر ما تحدثت به الزميلة دارين سليمان  عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية التي أكدت على الدور الهام للمؤتمرات الطلابية في متابعة قضايا الطلبة وتحصيل حقوقهم وذلك من خلال مؤسسة الاتحاد بهيئاتها الإدارية والفرع والمكتب التنفيذي، وأضافت أن التعليم التقاني من أهم القطاعات التي تساهم في التطوير والتنمية إلا أنها في سورية تعاني من مشاكل كبيرة جداً تتعلق بواقع وماضي ومستقبل هذا القطاع فكثير من المشكلات لازالت عالقة منذ سنوات وليس هذا فحسب بل إن الواقع الذي تعيشه المعاهد اليوم بسبب ظروف الحرب زاد الوضع سوءً ما يستدعي النظر بعين مختلفة لهذا الواقع.

وقالت سليمان: لا تكفي المؤتمرات الطلابية لمعالجة كم ونوع المشاكل التي تتعرض لها المعاهد بل يلزم لذلك وضع توصية تُرفع للحكومة والقيادة الحزبية تتعلق بالقيام بدراسة واقعية شاملة لحال هذه المعاهد والبحث في الهدف من وراء إنشاء وافتتاح كل معهد، من أجل معالجة كافة المشكلات بشكل جذري بدل الحلول المؤقتة والاسعافية، وأشارت إلى مسألة غاية في الأهمية  وهي أن يتم دراسة سوق العمل ومتطلباته من أجل افتتاح وتنمية ودعم المعاهد التي تخرج الكادر المناسب للعمل في السوق وذهبت إلى حد إغلاق المعاهد التي لا جدوى من افتتاحها في رفد سوق العمل لأنها ستساهم في إنتاج المزيد من البطالة.

إجراءات سريعة:

وكان حديث الرفيق حسام السمان أمين فرع دمشق للحزب معبراً عن عدم الرضا عن نوعية الطروح التي وردت على لسان أعضاء المؤتمر والتي ذهب نحو القضايا الخدمية البسيطة التي تُحل ضمن المعهد، لكنه قال لو حُلت تلك القضايا حيث يجب أن تُحل لما وصلت إلى المؤتمر الفرعي ووعد بالعمل سريعاً على عقد اجتماع نوعي يضم مدراء المعاهد والمدراء المعنيين من الوزارات المختلفة ورؤساء الهيئات الإدارية وقيادة فرع المعاهد الجديدة لبحث كافة القضايا التي طُرحت أو لم تطرح والبحث في علاجها، وأكد خلال حديثه على ضرورة العمل من قبل الإدارات على التحول نحو نموذج المدير القائد وليس مجر المدير الموظف، كما شدد على ضرورة العمل على استعادة القيم الصحيحة والالتزام بها وخاصة ما يتعلق بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وتثبيت وتنمية قيم التطوع والعمل المجتمعي، لمواجهة ما تتعرض له سورية من تحديات واستهداف تطال كافة القطاعات والقيم.

ردود غير مقنعة وتهرب:

من جهة أخرى أبدى أعضاء المؤتمر عدم رضا عن الردود التي قدمها مدير تربية دمشق الأستاذ محمد مارديني حول عدم كفاءة طلاب الأوائل في معاهد الفنون النسوية والمعاهد الفنية والاقتصاد المنزلي وغيرها للدخول إلى الكليات المماثلة، أو دعوته طلاب المعاهد إلى التوجه نحو المديرية للدخول إلى المكتب الالكترونية الخاصة بالمديرية للحصول على المراجع لعدم وجود بوابات انترنت، أو عدم توافق السنة المالية التي تبدأ في الشهر الأول مع السنة الدراسية التي تبدأ في الشهر التاسع من السنة ما يعيق تنفيذ صيانات ضرورية أو تنفيذ متطلبات معينة.

من جهة أخرى وجه إنتقاد لمديرية تربية القنيطرة التي لم ترسل أي ممثل لها إلى المؤتمر رغم دعوته وضرورة وجوده.

وانتهى المؤتمر بالتصويت بالموافقة على المقترحات والتوصيات التي أخذت حوالي 15 من 45 صفحة من التقرير المقدم إلى المؤتمر، وبعد ذلك انتهى المؤتمر بتلاوة أسماء المرشحين لقيادة الفرع والمؤتمر العام البالغ عددهم 24 زميل وزميلة فازوا بالتذكية.

البعث ميديا || بلال ديب