دولي

معارضة داخل مجلس الأمن لتقييد استخدام حق الفيتو

عارضت روسيا والولايات المتحدة اقتراح تعديل عملية استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي بينما دعت بريطانيا وفرنسا إلى الحد من استخدام هذا الحق في وقت دعت فيه الصين إلى عدم فرض “اقتراحات غير ناضجة”.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف قوله في اجتماع مكرس لإصلاح مجلس الأمن أمس.. “لا نقبل أي أفكار رامية إلى الحد من صلاحيات الأعضاء الدائمين الحاليين في المجلس بما في ذلك حق النقض ويجب أن نتذكر أن هذا الحق يعتبر عاملا مهما يشجع أعضاء المجلس على البحث عن حلول متوازنة ومن الخطأ الحد من حق الفيتو من الناحيتين السياسية والتاريخية”.

من جانبها أشارت مساعدة المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة ميشيل سيسون إلى أن واشنطن “تعارض أي تغيير لحق الفيتو” بينما دعا الدبلوماسي الصيني ليو جيي إلى عدم فرض “اقتراحات غير ناضجة” لإصلاح مجلس الأمن الدولي.

من جهته قال المندوب البريطاني ماثيو رايكروفت.. إن “بلاده لم تستخدم الفيتو ضد أي قرار منذ أكثر من 25 عاما” مشيرا إلى أن “بريطانيا هي من أعضاء المجموعة الداعية إلى ضمان مسؤولية وشفافية مجلس الأمن والحد من استخدام الفيتو في حال النظر إلى اتخاذ إجراءات ردا على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان”.

بدوره أوضح الدبلوماسي الفرنسي أليكسي لاميك أن مبادرة باريس حول الحد من استخدام حق الفيتو لا تفترض تغيير ميثاق الأمم المتحدة بل تقضي بتخلي أعضاء المجلس عن استخدام هذا الحق بشكل طوعي في حال ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف “الجرائم الجماعية” مشيرا إلى أن هذه الآلية لن توظف في حال المساس بالمصالح الوطنية لأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

من جهة أخرى أيد كافة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي توسيع عضوية المجلس وقال سافرونكوف.. “إن موسكو تؤيد منح مقاعد إضافية لدول نامية من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية” مشيرا إلى أن عدد أعضاء المجلس يجب ألا يتجاوز 20 دولة.

وأضاف.. إن “موسكو مستعدة للنظر في أي اقتراح معقول بهذا الشأن بما في ذلك في حل وسط يعتمد على توافق واسع في الأمم المتحدة” فيما قال البريطاني رايكروفت.. إن “توسيع مجلس الأمن يجب أن يكون متوازنا ويجمع بين التمثيل والفعالية” مشيرا إلى أن بلاده تؤيد دعوة البرازيل وألمانيا والهند واليابان إلى مجلس الأمن.

يشار إلى أن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أطلق جولة جديدة من المفاوضات الدولية حول إصلاح مجلس الأمن الدولي وعين مندوبا رومانيا يونا جينغي وتونس خالد الخياري منسقين لهذه المفاوضات.

ولم تتوصل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى اتفاق بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولي بعد إجراء مفاوضات بهذا الشأن خلال سنوات إلا أن معظم الدول ترى ضرورة توسيع المجلس ليشمل ما بين 21 و27 عضوا وكذلك ضرورة جعله أكثر فعالية وشفافية وأكثر تنسيقا مع الجمعية العامة للأمم المتحدة.