السيد نصر الله: انتصار حلب يفتح آفاقا جديدة أمام حلول جديدة للازمة السورية
شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ان الجرائم التي ترتكبها الجماعات الارهابية ترتب مسؤولية دينية واخلاقية على جميع المسلمين والمسلمات وعلى علمائهم ومفكريهم وعلى العامة بضرورة الرفض والادانة والاستنكار لهذه الجرائم والاعمال البشعة التي تقوم بها هذه الجماعات.
وأكد السيد نصر الله في كلمة له خلال لقاء الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية في حزب الله الجمعة انه “يجب على كل فرد ان يصرخ بوجه كل العالم للقول إن هذه الأعمال لا تمت الى الاسلام ورسوله(ص) بصلة ولا الى القرآن والصحابة وأهل البيت(ع)”، ولفت الى ان “هذا الاستنكار اليومي والساعاتي عند كل جريمة وعند كل تفصيل هو مسؤولية الجميع”، ورأى ان “من لا يقوم بذلك هو شريك في ان يساء للاسلام وللرسول وللاديان السماوية ولرب الاديان ايضا لان هذا الحد الادنى ممن المسؤولية على كل مسلم وعلى كل انسان”.
وقال السيد نصر الله إن “الاسلام كدين ورسول الاسلام لم يتعرضا لهذا المستوى من الاساءة والتشويه على الصعيد الاعلامي والشعبي والسياسي كماً ونوعاً كما حصل خلال السنوات الماضية سواء لكم التجاوزات او لقدرة الاعلام على ايصال هذه التشويهات التي تقوم بها الجماعات الارهابية”، وتابع “قبل ست سنوات كنا نواجه الاساءة للرسول عبر بعض الافلام والرسوم لكن منذ عدة سنوات بتنا امام مشهد مختلف وبالتحديد ما جرى على ايدي الجماعات الارهابية المسلحة التي تدعي انها تنتسب للاسلام ولروسله وتكتب على راياتها لا اله الا الله محمد روسل الله”.
واضاف السيد نصر الله ان “ما قام به هؤلاء الذين يدعون زوار وبهتانا الانتساب للاسلام من حرق وقتل وسبي ومجازر جماعية ومن تدمير لكل ارث حضاري اسلامي مسيحي او غير ديني له قيمة تاريخية وحضارية وما يرتبط بالحجر والثقافة والبشر، هو مجزرة شاملة على مختلف المستويات قام بها هؤلاء التكفيريون”، وتابع “هؤلاء يقدمون كل هذه النماذج البشعة وباسم الاسلام ورسول الاسلام ولذلك يجب الادانة والاستنكار الدائم والمستمر وبكل الاشكال والاساليب”.
واشار السيد نصر الله الى انه “لا يمكن فرض الفكر الخاص أو المذهب الخاص على كل المسلمين، ولفت الى ان “الوهابية تريد أن تفرض فكرها بالقوة وبالقتل”، وتابع ان” الوهابيين يكفرون الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف”، وشدد على انه “لا يُوجد ارهاب اسلامي بل تُوجد جماعات تكفيرية وارهابية والاسلام هو اسلام القرآن واسلام رسول الله(ص)”.
وفيما استنكر السيد نصر الله “إقدام تنظيم داعش الارهابي على حرق جنديين تركيين في سورية”، اكد انه “يجب على كل مسلم في العالم أن يُدين هذا الوحش والقاتل الهمجي الذي يرسل بناته لتنفيذ عمليات انتحارية باسم الله”، واوضح ان “تركيا اليوم تتلظى بنار داعش الارهابي وانقرة تستمر بدعم هذا التنظيم في العراق”، وسأل “الى متى ستستمر الدول الراعية للارهابيين بتقديم الدعم لهؤلاء؟”، واعتبر ان “الحكومة التركية مدعوة اليوم الى موقف حاسم من داعش”، وتابع ان “الذي حصل في الكرك الا يدعو الحكومة الاردنية لكي توقف دعم الارهابيين؟”.
وأكد السيد نصر الله ان “ما تحقق في حلب سببه التضحيات التي قدمت من قبل الدولة والجيش والشعب في سورية وبفضل المقاومين، الذين كان لديهم العزم على الانتصار فالانتصارات في سورية هي نتيجة وجود قيادة وجيش وشعب وحلفاء ومقاومين اصروا على منع سيطرة داعش والنصرة على سورية”، ولفت الى ان “معركة حلب عمرها سنوات ولكن منذ اشهر كانت هذه الحرب متواصلة وبشكل كثيف”، واوضح ان “تبرير الجماعات المسلحة الهزيمة في كل معركة حلب بموضوع حجم الدعم وعدم قيام الدول الراعية الدعم الكافي، كل ذلك غير صحيح لان حجم الدعم الذي قدم لهذه الجماعات بالاموال والرجال والسلاح من الداخل والخارج كان دعما غير طبيعيا وباعتراف الاميركي ويمكن مراجعة هذه التصريحات”، مشددا ان “معركة حلب انتصار وتطور كبير وبالغ الاهمية لجبهتنا في المقابل هو هزيمة للفريق الآخر وبعد معركة حلب سقط هدف اسقاط النظام في سورية”.
ورأى السيد نصر الله “انتصار حلب يمكن ان يفتح آفاقا جديدة أمام حلول جديدة للازمة السورية”، واضاف “هذا الحل السياسي الذي عطله الاميركي السعودي وغيرهما فحلب غيرت الكثير من الحقائق لدى هؤلاء”، وتابع “هذا الإنجاز هو إنجاز لكل الذي ضحوا وسقطوا في حلب ومن موقع الحلفاء بعد الله الاصل هو للقيادة والجيش والشعب في سورية لان السوريين هم من اخذ القرار بالصمود والمواجهة”، متسائلا “لو ان السوريين لم يتخذوا هذا القرار فماذا كان سيفعل الحلفاء؟”.
وقال السيد نصر الله ان “ما قدمه العالم و بالأخص الدول العربية من مال وسلاح وذخيرة من دعم اعلامي وسياسي وغيرها للارهاب في الحرب على سورية يفوق عشرات المرات ما قدم للمقاومة الفلسطينية من قبل العالم والعرب على مدى عشرات السنوات”، وتابع “حتى على مستوى الكلام والمؤتمرات تمَّ دعم الجماعات المسلحة اكثر بكثير من دعم المقاومة الفلسطينية”، واكد ان “ما لم تفعله هذه الدول للجماعات الارهابية انها لم ترسل الجيش السعودي والقطري والامارتي كما حصل مع التركي الذي بات يشاهد اولاده يقتلوا على الارض السورية”، واضاف “حتى ما قدم للجماعات الارهابية في افغانستان لا يعتبر شيئا قياسا بما قدم لها في سورية”.
وحول الوضع الانساني، قال السيد نصر الله”لقد أتوا بصور حصلت في مجازر العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وغزة وقالوا انها في حلب كما اتوا بصور لاطفال جياع في اليمن”، وتابع “كل العالم يعرف أن آلاف الاطفال في اليمن يموتون جوعا بسبب الحصار السعودي”، واضاف “هل دخلت الجماعات الارهابية الى اي منطقة وتركت الناس يخرجون بشكل سالم دون قتل او تنكيل كما فعل الجيش العربي السوري؟”.
في الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله ان احدى اولويات الحكومة الجديدة هو اجراء الانتخابات انما يجب عليها ان تتحمل مسؤولياتها الكاملة في كل المجالات والاهتمام بحاجات الناس ومطالبهم، مؤكدا ان حزب الله يؤيد النسبية الكاملة في قانون الانتخاب “، ودعا “لاجراء نقاش حول ذلك مع مختلف القوى السياسية فنحن نريد القانون الامثل والانسب وايضا لا بد من الاخذ بهواجس الجميع بعين الاعتبار”، واضاف “نحن نرفض العودة الى قانون الستين”، وتابع “كان دائما يقال ان حزب الله يريد السيطرة على البلد”، واكد انه “لو جاء كل البلد وقال لنا خذوا الحكومة ورئيس الحكومة وكل البلد نحن سنرفض هذا الامر لان هذا الامر مجافي للعقل والمنطق”، وشدد على ان “حزب الله يريد الشراكة في هذا البلد لان قدر ومصلحة هذا البلد هو الشراكة بين الجميع”، داعيا “للحذر الدائم والتعاون والتعاضد للحفاظ على الوضع الامني والاستقرار في لبنان”.
من جهة ثانية، جدد السيد نصر الله “لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين التبريك بالاعياد العظيمة والمجيدة”، واضاف “قبل ايام قليلة كنا في ذكرى ولادة الرسول(ص) وذكرى ولادة حفيده الامام الصادق(ع) وبين ايدينا في الأيام المقبلة عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح(ع) فهذه ايام عظيمة ومباركة”.
وفي أجواء البرد والثلج توجه السيد نصر الله بالتحية والاسلام الى كل المرابطين والمتوجدين في الميدان من ضباط وجنود ومقاومين سواء على الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة او على حدودنا الشرقية للبنان او في فلسطين او سورية في كل خطوط المواجهة او في سورية او في اليمن”، وتابع “التحية لكل من يدافع عن وطنه وامته بوجه الغزو الذي تتعرض له امتنا”.