الشريط الاخباريسورية

عيزوق: الهدنة ستسمح للجيش العربي السوري بالتفرغ لقتال “داعش والنصرة”

جاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة والمجموعات المسلحة من جهة ثانية برعاية روسية وتركية وإيرانية، ليرسم الكثير من إشارات الاستفهام حول مدى قدرة هذا الاتفاق على الصمود، خصوصاً في ظل الخلافات بين المجموعات المسلحة وتخوينها لبعضها البعض على خلفية قبولها بالهدنة المعلنة، وبالتالي هل يمكن أن تستمر الهدنة أم ستلقى مصيرها الفشل كسابقاتها، كما أن السؤال الملح الذي يطرح هو هل ستفضي الهدنة إلى جلوس الفرقاء على طاولة المفاوضات والانطلاق بحل سياسي ينهي الحرب الإرهابية على سورية .
البعث ميديا حاورت المحلل العسكري كمال عيزوق عن كل هذه التساؤلات عبر الحوار التالي:
*_ إعلان الجيش العربي السوري عن هدنة جديدة في كافة مناطق القتال باستثناء مناطق “النصرة وداعش”.. على ماذا تنطوي وما أهميتها في هذا الوقت الحالي؟.
**- من المؤكد أن الإعلان الذي صدر عن موسكو والذي تضمن الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بين الجيش العربي السوري والفصائل المسلحة اعتباراً من يوم الجمعة، جاء تتويجاً للإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري ونجم عنها تحرير مدينة حلب بالكامل من قبضة الفصائل الإرهابية المسلحة.
فهذا النصر المؤزر أعطى الروس هامشاً كبيراً لإطلاق العملية السياسية التي ستبدأ من وقف إطلاق النار الشامل على الأراضي السورية، يستثنى من ذلك “داعش وجبهة النصرة”، وقد جاء الإعلان بعد مباحثات ماراثونية بين روسيا وتركيا وإيران، وتوقيع ثلاثة اتفاقيات بين الجيش العربي السوري والفصائل المسلحة المشمولة بوقف إطلاق النار.
وبالتالي ما تم الإعلان عنه هو خطوة مهمة نحو إنهاء هذه الحرب التي تشن على سورية.
*- سابقاً تم إقرار هدن مختلفة مع هذه المجموعات المسلحة برأيك هل ستصمد هذه الهدن وخصوصاً في ظل الوضع الجيد للجيش العربي السوري “انتصار حلب”؟.
يمكن القول بكل تأكيد إن وقف إطلاق النار سيصمد كون تركيا طرف أساسي في الاتفاق، وقد تضمن الإعلان تعهد كل من روسيا وتركيا ضمان تنفيذ الاتفاق، وهذا ما يعطيه ميزة عن الاتفاقات السابقة حيث كانت الفصائل المسلحة تخرق وقف إطلاق النار بإيعاز من مشغليهم وعلى رأسهم تركيا، ولا يستبعد أن تقوم بعض الفصائل المرتبطة بالسعودية ومشيخات الخليج التي لم يعجبها هذا الاتفاق بخرق الهدنة ، لكنهم بالتأكيد سيتلقون ضربات روسية رادعة.
هل ستؤثر هذه الهدنة على اندفاعة الجيش العربي السوري ولاسيما بعد انجازه تحرير حلب ؟ أم أن ذلك سيعطي الجيش فرصة لوضع خطط جديدة لعملياته القادمة؟.
**- برأيي إن وقف إطلاق النار إن صمد سيسمح للجيش العربي السوري وحلفائه بالتفرغ لقتال “داعش والنصرة” في أماكن تواجدهم وتحريرها من رجس إرهابهم، وعليه لا أرى أن الهدنة المعلنة يمكن أن تؤثر على أعمال الجيش واندفعاته.
كما أن وقف إطلاق النار الشامل هو الخطوة الأولى على طريق الحل السياسي عبر مفاوضات سورية سورية في الأستانة، وفي حال فشل الأطراف المتفاوضة على طاولة الحوار، لاشك هناك عودة قوية للميدان لتنظيف الأرض السورية من رجس الإرهاب، وعندها لن يردع الجيش العربي السوري احد عن تحقيق أهدافه المعلنة.

البعث ميديا || حوار: ميس خليل