سورية

الزبداني – وادي بردى إلى أين؟

تشير الأوضاع الميدانية إلى سخونة الصفيح الذي تتوضع عليه مناطق ريف دمشق الواقعة جنوب العاصمة الممتدة من الحدود اللبنانية السورية امتدادا على محور سلسلة جبال لبنان الشرقية مرورا بمناطق وادي بردى.

ففي الزبداني – المنطقة- لا تزال بلدة مضايا البلد وجزء من بلدة بقين البلدة القديمة والشارع الرئيسي وصولاً إلى النبع الرئيسي في بقين إضافة إلى حي واحد من أحياء الزبداني التي يضيق الجيش العربي السوري والحلفاء الخناق فيها على فلول الإرهابيين الذين يحتجزون المدنيين كدروع بشرية، والتي تعتبر منطقة ساقطة عسكرياً معلقة من ناحية الحل بناء على الاتفاق الأخير الذي تم إبرامه في الشهر الأخير من العام 2016 الذي رسمت العملية العسكرية في حلب ملامحه وحددت بنوده الاتفاقية القاضية بإخلاء مسلحي الأحياء الشرقية باتجاه مناطق الريف الغربي لحلب ومحافظة ادلب، مقابل اخلاء الاهالي والحالات الحرجة من كفريا والفوعة وبالتالي سيصب الاتفاق في خانة الزبداني ومضايا لارتباط الملف ببعضه بناء على اتفاقات سابقة معروفة باتفاق البلدات الاربع “مضايا الزبداني الفوعة كفريا”

وقد وصل الاتفاق الى المرحلة الاخيرة بالنسبة لخروج العدد المحدد ب1500 مدني من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل والتنظيمات التي باتت كثيرة الاسماء قليلة الجدوى مع تبدل الحال الميداني والسياسي، مقابل اخراج العدد ذاته من الحالات الصحية والمسلحين والمدنيين(من يرغب) من بلدة مضايا مع العلم أن العدد 1500 حد أعظمي أي أن خروج واحد أو 1500 من مضايا والزبداني يفي ببنود الاتفاق، الأمر الذي ينفي نفياً قاطعاً وعن قصد أي احاديث عن تغيير ديموغرافي يمكن أن تسعى اليه الدولة السورية أو حلفائها وهو ما أكدته القيادات العليا في سورية ولدى الحلفاء.

من جهة أخرى وفي هذا السياق تنتشر أخبار مؤكدة من داخل مضايا أن المزاج العام تحول جذرياً لجانب البقاء في البلدة والاتجاه نحو المصالحة والتسوية ما يعني أن الكثير من المزاعم سقطت أولها وأبرزها هو التغيير الديموغرافي.

كما يؤكد التجاوب الرسمي من الدولة السورية مع أي حل يضمن عودة الأمن والأمان إلى البلدة -مضايا- لاستمرار جهود المصالحة كبديل حقيقي للقتال على غرار مناطق الريف التي دخلت المصالحة كبديل حقيقي للقتال في فض النزاع كما كان الوضع في مدينة التل والضمير وقدسيا وسواها من المناطق.

أما عن الحال في الحي المتبقي من الزبداني تفيد المعلومات عدم رغبة المتواجدين فيه والذين لن يتجاوزو الـ150 في أحسن الأحوال بالتصالح فرحالهم تستعد للسفر.

أما البلدات العشر من الـ14 في وادي بردى فهي الآن تشهد عمليات عسكرية جادة بدأت لكي تنتهي بالحل الجذري رغم ما حصل من فقدان مؤقت لمياه نبع الفيجة وبردى فالعملية مستمرة وسريعة قد تفضي في الـ24 ساعة المقبلة لحل نهائي للملف والذي يتجه بحسب تقديراتي الى احكام السيطرة على المجموعات المسلحة وتسوية الملف بترحيل من يستسلم منهم الى ادلب وعودة سريعة جداً للحياة في وادي بردى في تسوية كبيرة تفوق اي تسوية سابقة، وابرز صورها عودة مياه الفيجة وبردى الى مجاريها.

وبالتوازي سيتم إخلاء من يرغب من مضايا والزبداني ليكون الملف قد تمت تسويته تماماً وبالتالي عودة جنوب دمشق امن وعودة الأحوال تدريجياً الى طبيعتها.

هذا السيناريو الأقرب الى الواقع والذي يمكن ترجمته خلال الأيام القليلة القادمة، يتبعه وفق تسريبات أن الحيوية التي سيتم التعامل فيها مع منطقة الزبداني لناحية العودة وإعادة الخدمات والاعمار والتوجه نحو التنمية ستفوق التوقعات خاصة وان المنطقة شهدت دمار هائل يصل الى ما يزيد على الـ80% من البنى التحتية والمنازل والأشجار والأراضي الزراعية.

إضافة إلى الانفراج السكاني الذي سيتبع التسوية لمن خرج من المناطق -بؤر التوتر- وبالتالي حالة من الانفراج والعودة التدريجية السريعة للحياة الى منطقة الزبداني ووادي بردى.

خاص – البعث ميديا|| بلال ديب