سلايدمحليات

ما لا تعرفه عن كواليس حكومة “خميس”؟!

تبدو محاولة رئيس الحكومة للتوفيق بين نزعته الشخصية المحقة لتسجيل تغيير في أكثر الملفات العالقة وبين “الكاريزما” المطلوبة لاستيعاب شركائه على طاولات النقاش “شبه اليومية” واضحة لمن يتابع ويراقب الحيثيات وتفاصيل الحوارات وعمليات “الأخذ والرد” عن كثب، فالسخونة التي تظهر جلية على مناخات التفاعل وفي أروقة وقاعات الاجتماعات المتعددة دفعت البعض من الوزراء ومسؤولي الصف الأول لأخذ الدروس في “طولة البال” أمام رأس هرم تنفيذي أصر على مجافاة النوم لدرجة لا تمنع من الاستيقاظ الباكر جداً والدعوة لاجتماع قد يلتئم عند الثامنة صباحاً وآخر ينتهي آخر الليل، ولاسيما عند من علق على هذه الغزارة في العمل بالقول ” يا أخي لا ينام ولا يجعلنا ننام”.
عبر أشهر ولادة الحكومة الحالية كان العنوان الأبرز عند “خميس” هو تكثيف الجلسات وإغلاق برنامج الجولات وهذا ما لم يهدأ عبر شهور التشكيلة القائمة، لتغدو المراهنات على التعب “على الأقل” لغاية الآن فاشلة نوعاً ما، فالرجل القادم من سلك الكهرباء يبدو أنه اختزن طاقة لا تنضب وتيار مستمر التغذية لجهة تحريك كل الأضابير وفتح كل الملفات ودفع الأمل في قطاعات ” متقطعة ومتناوبة ومتوترة وأخرى غير مستقرة” في ديناميكية اكتسبت توتر عال من سنوات المكوث في “قطاع الكهرباء” مهندساً وموظفاً ومديراً وأخيراً وزيراً.
في حضور الصحافة لطاولات النقاش – كما يحبذ- من أدخل طقماً جديداً للمكتب الصحفي في رئاسة مجلس الوزراء – ويتهمه – الكسالى والغيورون بمصاهرة الإعلام، ثمة ما يشي بأن من يصر على المتابعة الدقيقة، يجعل الشركاء في تعب دائم واستنفار يطول، حيث لا يخلو أي اجتماع من مفاجآت قد تطال مندوبي وسائل الإعلام الذين يتعمد “خميس” أحياناً إشراكهم بأي مداخلة أو وجهة نظر تخدم محور ما يقال، في وقت تطول فيه أزمان الاجتماعات على إيقاع “المايسترو” الذي يحرص على مقاطعة أي وزيران يتهامسان أو يتبادلان الكلام الجانبي بطلب الالتزام وسماع ما يحكى، لتشكل الجمل الاعتراضية قاموساً لرئيس الحكومة الذي كلما ارتفعت نبرته وانفعل بملامسة مواجع الفساد والخلل راح يمرر عبارات التلطف والتقرب على مبدأ” خد وعين” ، فالعبرة هنا في البحث عن حلول بتسارع تفرضه الحرب وتحديات المرحلة تحت مسمى “لو كان القطاع العام ملك شخصي لكم هل ترتضون واقعه وتقبلون خساراته”؟!
ومع رفض المجاملة وجفاء الرياء كما يبدو للعيان، يستقر القلق والوجل والتململ عند الكثير من المسؤولين والمدراء …لا بل ويتدخل خميس أحياناً ليحقن جرعة هدوء بين وزيرين أو مسؤولين محتدين، كما هو حاله عندما يستخدم لهجة قاسية ليلين على ضفة “ألا أحد يدافع عن نفسه ويخرج بطلاً… ” و”من يقوم بإسكات الغلط شريك بتدمير البلد..”، وبإقرار ما يقال من قبيل “رئيس الحكومة وراكم وراكم يا مقترضين” تأتي رسائل خميس التي لم يحبس أنفاسه عن البوح بها مرة “يا جماعة قساوتي تستهدف خلق معالجات.. ولو شئت لقدمت نفسي رئيس حكومة هادئ يجامل ولا يزعل أحداً ويخزن علاقات ويكدس معجبين ..وهذا مالا أريده”…
بالعموم قد تكون هذه الحكومة ورئيسها حبيسة الاجتماعات والجولات.. وهذا ما يأمله الشارع ويبتغيه المواطن انعكاساً على اقتصاده وخدماته ومعيشته.. ولكن الرهان إلى النتائج التي يستعجلها خميس وفريقه هو الرابح وهذا ما تحمله جعبة القادمات من اليوميات الحكومية.

البعث ميديا || خاص – علي بلال قاسم