سورية

“أستانة” حصيلة واقع ميداني جديد.. شبيب: لايمكن الوثوق بأردوغان وعصابته

لاشك أن الانتصار الذي سطره الجيش العربي السوري حلب سرع نوعاً ما من مسيرة الحل السياسي على الرغم من المعوقات التي يحاول البعض إقليمياً زرعها بقصد تعطيل مسار التسوية السلمية، الذي بدأت خطواته الأولى تلوح مع الاتفاق على عقد لقاء أستانة، فالأتراك وإن أعلنوا تبنيهم للحل وأنهم الضامنين “للمجموعات المسلحة” إلا أنهم أبقوا على دعمهم لهذه التنظيمات الإرهابية وفق الكثير من التقارير التي أكدت أن أنقرة سلحت ومولت هذه المنظمات استعداد للمرحلة القادمة..
مع اقتراب انعقاد لقاء الأستانة ومع تكثيف الاتصالات الدبلوماسية بشأنه بين الأطراف المعنية، البعث سألت المحلل السياسي سلمان شبيب عن مجمل ما يجري فقال: لقد تركت معركة حلب بالانتصار الكبير للجيش السوري وحلفائه إيقاعها على كل التطورات والتحركات التي تلت الهزيمة المدوية للمجموعات الإرهابية وللمشاريع الإقليمية التي ارتبطت بها وهذا يفسر عويل كثير من الدول واستماتتها لإنقاذ هذه المجاميع من مصير محتوم مذل، ويمكن القول أن مشروع تقسيم سورية وتفتيت المنطقة قد تلقى ضربة قويه وأصابع الإجرام التركي السعودي القطري التي تمادت بالتخريب والقتل على الأرض السورية قد بترت إلى حد كبير.
مضيفاً من هنا يمكن فهم مؤتمر الأستانة فهو حصيلة واقع جديد في الميدان والسياسة ففي الميدان نصر حلب الكبير وفي السياسة تحرك روسي إيراني سريع لاحتواء الموقف التركي وضبطه من خلال إعطائه فرصة تحمل بعض الإغراء لايمكنه رفضها بإشراكه كطرف في ترويكا ثلاثية تعمل على الحل السياسي في سورية ومن ضمنها تجري معالجة الهواجس التركية وخاصة في الموضوع الكردي.
وأوضح شبيب بأن روسيا تعمل لعقد مؤتمر الأستانة في موعده المقرر في 23 الشهر الجاري وكما أصبح واضحاً فوفد المعارضة سيقتصر على المجموعات المسلحة التي شاركت في اتفاق وقف الأعمال القتالية ولن تشارك المعارضة السياسية بمنصاتها المختلفة، وحتى الوفد الحكومي سيغلب عليه الطابع العسكري التقني وهذا ما يتطلبه الحوار المنتظر، إذ حددت موضوعاته بتثبيت وقف الأعمال القتالية وانجاز فصل ما يسمى بالمجموعات المعتدلة عن جبهة فتح الشام وانخراطها مع الجيش السوري في محاربة الإرهاب وربما البحث عن حل لموضوع الضباط والجنود الفارين
وختم شبيب لا نستطيع أن نعلق آمال كبيرة على الأستانة لأنه ببساطة لا يمكن الوثوق بتركيا تحت حكم أردوغان وعصابته، وقناعتي أنه يعمل على تعويم مشروعه الذي قدمه إلى القيادة السورية بالاشتراك مع قطر في بداية الأحداث بان تتوقف كل الاضطرابات إذا أشرك الأخوان المسلمين في السلطة وقد رفضت القيادة السورية هذا العرض واليوم لا أتوقع أن تقبل النسخة الجديدة منه بعد كل هذه التضحيات ولا أتوقع أن تستطيع التنظيمات المسلحة التجاوب مع مقتضيات الحل بان تمثل حالة وطنية سورية وان تقبل بالقرارات الدولية ذات الصلة التي أكدت على إقامة نظام علماني ديمقراطي تعددي يحافظ على مصالح كل مكونات الشعب السوري فكلها أعلنت هوية إسلاميه متطرفة وبرنامجها إقامة حكم إسلامي.
البعث ميديا || ميس خليل