الشريط الاخباريسلايدسورية

معارك المطارات.. هكذا سقطت راية “الخلافة” في الشرق السوري

شن إرهابيو “داعش” مؤخرا عدة هجمات على مواقع الجيش العربي السوري تمتد من محيط خناصر في الجانب الجنوبي– الشرقي لمدينة حلب، إلى دير الزور ومحيط تدمر في أقصى ريف حمص الشرقي وريف دمشق.
معارك استهدفت بشكل رئيسي مطارات تابعة للجيش في تلك المناطق ونقاط تمركز تحمي الطرق الرئيسية للإمداد والمواصلات. قد يعتقد البعض أن هذه الهجمات المتتالية تعبر عن قوة لازال يمتلكها التنظيم الإرهابي. حقيقة الوضع تكشف غير ذلك. بل إن التدقيق في طبيعة الهجمات وتوقيتها يكشف عن استماتة التنظيم لتحصيل “عمق” جغرافي ما قبل حلول النهاية.
وفق ما نشرته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد شن الإرهابيون هجومهم باستخدام عربات بيك آب ثُبتت عليها الرشاشات، لكنهم في ظروف الأرض الصحراوية وغياب التحصينات الميدانية لم يتمكنوا من السيطرة طويلا على أي نقطة من النقاط التي هاجموها.
ويعتقد الخبراء العسكريون أن “داعش” يبحث عن مواقع الضعف في الخطوط الدفاعية للجيش العربي السوري. ويستخدم “داعش” أسلوب المناورة على شكل مجموعات قادرة على توجيه ضربات إلى الطرق والخطوط الخلفية لوحدات الجيش.
يقول رئيس قسم السياسة العسكرية والاقتصاد في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إيفان كونوفالوف إن “داعش” يبحث يائسا عن سبيل لتجنب الهزيمة العسكرية، التي أصبحت مسألة وقت فقط.
وأضاف أنه يوجد في صفوف “داعش” إستراتيجيون محترفون يدركون أنهم مهددون بالاندحار من الناحية السياسية، وأن جبهة موحدة سوف تتشكل قريبا ضده، وسوف توجه إليهم الضربات من جميع الجهات. لذلك يحاولون مسبقا ضمان مجال للقيام بعمليات دفاعية متحركة وتوفير العمق الاستراتيجي.
وبحسب قوله، يسعى هؤلاء الإرهابيون إلى إمساك زمام المبادرة، وهذا ما يجعلهم يهاجمون على مختلف الاتجاهات الممكنة. أي من المهم لهم توسيع رقعة الأراضي التي يسيطرون عليها.
ويوضح الخبير أن “داعش” الإرهابي يستخدم بنشاط المناورة القتالية، حيث يوحه ضرباته إلى طرق المواصلات، ويشن حرب الكر والفر مستخدما عنصر المفاجأة. وبالطبع لن يتمكن من تغير مجرى الحرب.
وبالنظر إلى ما يواجهه التنظيم في العراق أيضا، والتراجع الكبير في قوته، حاول هذا التنظيم إيجاد مستقر آخر لعناصره في شرق سورية، لكن خطأ عسكريا، برأي المحليين، ارتكبه التنظيم سيكلفه الكثير وسيؤدي إلى سقوط “الخلافة” المزعومة على أسوار المطارات في الشرق السوري.
فلم يستطع التنظيم قطع طريق خناصر قبل حوالي عشرة أيام، ويتردد أن عجز التنظيم عن تحقيق هدفه كان جراء نقص في الآليات والوقود لديه خلال الهجوم الذي قام به في أرض صحراوية مكشوفة تحتاج إلى مناورات سريعة بآليات مسلحة ومفخخة.
وبعد تدمر، قرر التنظيم الإرهابي السيطرة على مطار “تي فور” العسكري في ريف حمص الشرقي، علما أنه من المعروف أن الجيش العربي السوري وحلفائه يحصنون المطارات العسكرية والمدنية لمنع سقوطها حتى لو كانت محاصرة. وقد دفع التنظيم بأكثر عناصره خبرة إلى محيط المطار المذكور من دون تحقيق أي نجاح في اختراقه. بل إن عددا كبيرا من إرهابييه قد تمت تصفيتهم على أسوار المطار، ورغم فشله في الهجوم على الـ”تي فور” بدأ التنظيم هجوما آخر على مطار دير الزور الكبير.
القوات السورية المرابطة في المطار استبسلت في الدفاع عنه، بغطاء جوي سوري وروسي، فخسر التنظيم أيضا الكثير من العناصر على أسوار المطار وتمت تصفيته على امتداد منطقة “المفابر” في المدينة.
تبع ذلك الهجوم على مطار “السين” أحد أكبر مطارات الجيش في ريف دمشق الشرقي – جنوب الضمير- ليواجه هزيمة أخرى راكمت خساراته في معارك المطارات الأخرى.
المؤكد أن التنظيم الإرهابي خسر مئات العناصر وعدد كبير من الآليات في هجمات المطارات، غير تلك التي خسرها عبر القصف الجوي السوري الروسي، ما يمكن اعتباره الانكسار الأولي لمشروع الخلافة وسقوطه على أسوار المطارات في الشرق السوري.

البعث ميديا || وحدة الرصد