محليات

أزمة “الغاز”.. اختناق بالتوزيع أم “ثقافة احتكار”؟

لم يكن يتصور يونس “ح” أن الحصول على جرة غاز واحدة ستكلفه سبعة أيام من العناء والانتظار المتواصل أمام الموزع المعتمد في حارته الشعبية..
الغاز يصل يومياً إلى مركز “أبو جابر” وبالتوقيت الذي يعلنه دائما دون أي تأخير ولكن في ظل أجواء باردة جداً، وتكاليف معيشية تكاد فوق التصور أصبح الغاز الملاذ الأول للتدفئة وبالتالي هدف الجميع الحصول على جرة غاز مهما كان الثمن.. “يونس” يتحسر، فحتى هذا الملاذ أصبح معقداً أمام جشع غير مسبوق من الموزعين تارة، وبعض “الحويصة” تارة أخرى، ولكن الأخطر برأي يونس هو في تعامل المواطنين من أبناء حارته مع الأزمة الناشئة من حيث التفكير والسعي للحصول على عدد لا منتهي من الاسطوانات بهدف يتجاوز الحاجة، وإنما المتاجرة بالمادة محل الأزمة.
طبعاً، ما يحدث مع يونس يتكرر وبشكل كبير مع الكثير من المواطنين، ولكن لنعود إلى أصل المشكلة فنحن لا ندعي أنه لم يكن هناك نقص في المعروض من مادة الغاز في الأسواق وهذا باعتراف المسؤولين القائمين على توفيرها، نتيجة لعدة عوامل أغلبها مرتبط بما تتعرض له سورية من حرب تستهدف كل مكوناتها عبر حصار اقتصادي خانق.. ولكن حتى مع توفر المادة ورواجها في الأسواق مؤخراً بشكل ملحوظ ولشهور قادمة، بتنا أمام مرحلة جديدة عنوانها “الاختناق” وعدم العدالة في التوزيع، لتستمر ظاهرة الازدحام، ما يضع إشارات استفهام حول السبب الذي يدفع بازدياد الأزمة على المادة..
هل هو جشع تجار الأزمات الذين وجدوا في تأمين الغاز فرصة جديدة لابتزاز المواطن وسلبه المزيد من مدخوله المتهالك، طبعاً في غياب أو تماهي من عناصر حماية المستهلك. أم هناك ثقافة تولدت لدى المواطن من جراء الأزمة “ثقافة الاحتكار”..
إن الحديث عن ما يحصل في مسألة تأمين الغاز يتلاقى مع جميع القضايا المعيشية التي يعاني منها المواطن نتيجة الحرب الإرهابية التي تشهدها سورية من نقص مازوت وكهرباء والماء وغيرها من الأساسيات..، يدعونا إلى تطوير أدواتنا ومنهجنا في التعامل مع الأزمات بطرق يستطيع معها المواطن والحكومة الحصول على مبتغاهم دون أن يظلم أحد.

البعث ميديا || سنان حسن