سلايدسورية

وثيقة أميركية سرية.. مخطط لضرب القيادة السورية منذ عام 1986

الأسد… كلمة لطالما قضت مضاجع الولايات المتحدة وأقلقت حليفتها إسرائيل، فكان حلم الساسة الأمريكان ولا زال أن يهزموا رئيس دولة كبيرة في عراقتها وأصالتها وبأس جنودها وشعبها وحكمة قائدها رغم مساحتها الجغرافية الغير كبيرة نسبياً.

فمنذ زمن القائد الراحل حافظ الأسد وإلى ما بعد انتخاب الرئيس بشار الأسد، مازالت “الطائفية” هي الورقة الوحيدة التي بإمكان أمريكا اللعب عليها من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها، من خلال دعمها لطوائف معينة لتقوم بقتال طوائف أخرى.

وكدليل على ذلك، نشر معهد «ليبرتاريان» الأميركي تقريراً عن وثيقة لوكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه”، رُفِعَت السرية عنها حديثاً، تتناول سيناريوهات محتملة عدة قد تؤدي إلى “انهيار الدولة السورية” في عهد القائد الخالد حافظ الأسد.

ووفق التقرير فإن الوثيقة تعود إلى عام 1986، أي في وقت كانت تخوض فيه دمشق “حرباً سرية قذرة مع إسرائيل والغرب، وكانت وسط أزمة دبلوماسية جعلتها شبه معزولة عن العالم”.

ويحسب المعهد، فالوثيقة المؤلفة من 24 صفحة وبعنوان “سورية: سيناريوهات حول تحوّل سياسي دراماتيكي”، والتي تقدّم عدداً من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى تغير الرئيس الأسد، تناقش إمكانية “اندلاع حرب أهلية مشابهة لتلك التي تشهدها سورية منذ عام 2011”.

تتحدث الوثيقة في صفحتها الثانية عن ما أسمته “ثورة” طائفية يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق… قد لا تتمكن القيادة السورية من سحقها في حال انضم إليها كبار الضباط في الجيش السوري… “الأمر الذي سيمهّد الطريق لنشوب حرب أهلية”.

وكالة الاستخبارات الأمريكية ناقشت «أرجحية» أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بقيادة التمرّد على الرغم من هزيمتها في الثمانينيات، مؤكدة وجود «توترات عميقة قد تنمو وتشعل موجة من العنف الطائفي».

والسيناريو كان كالآتي: في حال استخدم الحكومة السورية القوة المفرطة لقمع الإخوان، يُمكن الاستفادة من ذلك واستخدامه كدليل على رغبتها في الانتقام الطائفي، ما سيدفع جماعات أخرى “غير الإخوان” إلى النزول إلى الشارع… حينها، ستكثّف الحكومة السورية من استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين، ظناً منها أنهم جميعهم إخوان… مما سيتسبّب بانفجار طائفي في المجتمع السوري.

أما المرحلة الأخيرة التي ستضمن اندلاع حرب أهلية، وفق وكالة الاستخبارات، فهي «تدفق المقاتلين والأسلحة من الدول المجاورة»، وبالأخص من العراق، ويلفت معهد «ليبرتاريان» إلى أن هذا المخطط يتماشى مع تقرير سري آخر صدر عام 1983 دعا إلى تحويل العراق إلى «قاعدة للهجوم» على سورية.

ثمّ تنتقل الوثيقة إلى الحديث عن «النتائج المرجوّة» التي من شأنها أن تصبّ في مصلحة واشنطن، ومن ضمنها «وجود نظام في سورية يسيطر عليه رجال الأعمال المعتدلون»، الذين سيكونون في نظر الإدارة الأميركية موالين للغرب بعكس الحكومة البعثية، إذ إنهم «سيسعون إلى استقطاب المساعدات والاستثمارات الغربية لتعزيز القطاع الخاص في الاقتصاد السوري، ما سيفتح الطريق أمام توطيد العلاقات مع الحكومات الغربية».

وبخصوص الصراع مع إسرائيل، تشير وكالة الاستخبارات إلى أن رجال الأعمال «قد يدعمون القضايا العربية، ولكن انشغالهم في الحفاظ على مصالحهم الخاصة وتوسيع أعمالهم التجارية، فضلاً عن رغبتهم في تقويض قدرات الجيش ونفوذه، ستدفعهم إلى تجنّب أي صراع مع إسرائيل».

وتخلص الوثيقة إلى التحذير من تداعيات تغير الحكومة البعثية وصعود «المتطرفين الذين سيسعون لإقامة دولة إسلامية قد تعمّق العداء لإسرائيل وتحوّل سورية إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية».