خبير أمني عراقي للبعث ميديا: معركة ساحل الموصل دخلت مرحلة حرب الشوارع
تواصل القوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي معركتها ضد تنظيم داعش بهدف تطهير كامل الأراضي العراقية من رجس الإرهاب وبعد تحرير القوات لمطار الموصل، تسعى هذه القوات للانتهاء من معركة تحرير الساحل الأيمن خلال أيام قليلة وعن تطورات الميدان العراقي تواصل موقع “البعث ميديا” مع الخبير الأمني والاستراتيجي ورئيس اللجنة الشعبية العربية العراقية لنصرة سورية والمقاومة الدكتور عبد الرضا الحميد.
ماهي آخر تطورات معركة الموصل، وهل اقتربت القوات العراقية من مركز الموصل؟
تدور معركة الموصل الآن في أربعة محاور: محور شرقي تسعى فيه قوات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة السادسة عشرة الى عبور نهر دجلة من الساحل الأيسر لمدينة الموصل نحو الساحل الأيمن الذي يمثل المركز المدني والتجاري للمدينة، ومحور جنوبي توغلت من خلاله قوات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع نحو مركز الساحل الأيمن وبعد تحريرها مطار الموصل وحي الطيران أطبقت على حي الدواسة الذي يعد العصب السياحي والتجاري للساحل الأيمن وأحياء الدندان والنبي شيت والعكيدات، ومحور جنوبي شرقي تسعى فيه الفرقة المدرعة التاسعة وبالتعاضد مع جهاز مكافحة الإرهاب لاقتحام الأحياء الجنوبية الشرقية للساحل الأيمن، ومحور غربي لقوات الحشد الشعبي استهدف ثلاث عقد إستراتيجية هي: غلق المنافذ الغربية للساحل الأيمن وتطهير القوى المحيطة به، وقد أنجزت هذه المهمة اليوم باستكمال تحرير 12 قرية، ومحاصرة العصابات الإرهابية في قضاء تلعفر وناحية القيروان تمهيداً لاقتحامهما، ومنع العصابات الإرهابية من الهروب باتجاه الأراضي السورية وقد شهدت الأيام الثمانية الماضية إحباط العديد من محاولات الهروب هذه سواء بالجهد البري لقوات الحشد الشعبي أو بجهد سلاح الجو العراقي، ووفقاً للتقديرات فان ما تحقق خلال الأيام السابقة في مجمل محاور العمليات تجاوز المخطط له، فقد توقعت قيادة العمليات المشتركة إن تحرير مطار الموصل مثلاً سيستغرق أسبوعاً لكن قوات الشرطة الاتحادية أنجزته خلال يومين ونصف اليوم، وهذا الأمر يعود إلى مركزية التخطيط لكل القوات المشاركة ووحدة فعالياتها وانسجامها الممتاز، وتعاون مواطني الموصل مع الجهد الاستخباري العراقي، وانهيار العصابات الإرهابية التي لجأت مؤخراً إلى تفخيخ الأغنام والكلاب وجثث قتلاها.
ماذا بعد تحرير مطار الموصل؟
في بدء العمليات كان هناك ثلاثة أهداف لقوات العمليات المشتركة العراقية هي مطار الموصل ومعسكر الغزلاني وعبور احد الجسور الخمسة على نهر دجلة، وقد وفقت القوات في تحقيق الهدفين الأولين قبل ثلاثة أيام، ووفقت الآن في استعادة السيطرة على الجسر الرابع، وتحقيق هذه الأهداف يعني إن معركة تحرير الساحل الأيمن قد دخلت مرحلة حرب الشوارع والمدن، ذلك إن العصابات الإرهابية أصبحت بين أربع كماشات قاتلة ولا خيار أمامها غير الموت أو الاستسلام مما دفعها إلى الاستشراس في حرب السيارات المفخخة والانتحاريين واحتجاز العوائل كدروع بشرية وتفخيخ الشوارع والأزقة وأعمدة النور والاتصالات والجوامع والمدارس والمشافي والمحلات التجارية، وهذا النوع من الحرب قد تهيأت له القوات العراقية وصارت تحترس من الاندفاع الأسرع ، ولا تنتقل من حي إلى حي أخر إلا بعد القضاء على الجيوب الإرهابية فيه وتطهيره من حقول الألغام ومسكه من قبل قوات رديفة.
ونستطيع القول إن معركة الساحل الأيمن وفق معطياتها حتى الآن تبدو احذق وامهر من معركة الساحل الأيسر إذ إن القوات العراقية أصبحت أكثر تدريباً في التعاطي مع الطبيعة الموصلية، وأبناء الموصل الذين كانوا يتوجسون خيفة من القوات العراقية بتأثير دعاية وإعلام العصابات الإرهابية أيقنوا من زيف تلك الدعاية واندفعوا باتجاه التعاون مع قوات بلدهم، فيما نشطت مجموعات غيارى الموصل في استهداف مقرات العصابات والقضاء على إرهابييها وآخر عملية لهم كانت أمس عندما استهدفوا ثلاث محطات إعلامية إرهابية في حي باب الطوب ودمروها وقضوا على من فيها من الإرهابيين ومن ضمنهم ما يسمى بالأمير الإعلامي للعصابات في الموصل.
البعث ميديا || ميس خليل