حقيقة العدوان الأمريكي بين الذرائع والنتائج

 

نفذت الولايات المتحدة الأمريكية فجر يوم 7/4 /2017/ عدواناً صاروخياً على سيادة الجمهورية العربية السورية .باستهداف قاعدة جوية في بلدة الشعيرات بريف حمص الشرقي وذلك انطلاقاً من مدمرتين تنتشران في البحر المتوسط .

تسبب العدوان بوقوع شهداء وجرحى وخسائر مادية بالقاعدة الجوية.

بررت الولايات المتحدة عدوانها على سوريا بما سمي حادثة خان شيخون، حيث تم عرض صور وأفلام لأشخاص وأطفال قيل إنهم تعرضوا للإستهداف بمواد كيميائية وتم إلصاق التهمة للجيش السوري بأنه استخدم ذلك السلاح في تلك المنطقة .

بدأت فصول العدوان من خلال حملةً إعلامية ظهر واضحاً أنها منظمة ومنسقة بطريقة فنية محكمة، تم خلالها عرض صورٍ وأفلام ومشاهد بعضها رديئة التمثيل والإخراج  و نُشرت شهاداتٍ وتقارير وسردت قصصاً ورواياتٍ  كانت تتعرض للتصحيح والتعديل عندما يتم اكتشاف أخطاء أو ضعفاً في حبكتها.

كان الفصل الثاني من الحكاية يتضمن ردود الأفعال الدولية وخاصةً الأوربية والأمريكية من خلال الإتهام والتحقيق والحكم قبل التأكد هل الحادثة حقيقةً أم خيال.

تم دعوة مجلس الأمن للإنعقاد في أجواء التهديد والتجييش ضد الدولة السورية. وتم بسرعةٍ إعداد مشروع قرار حرب ضد سوريا ودون تشاور مع روسيا والصين تم عقد الجلسة التي تم فيها توجيه الإتهامات التعاطي بشكلٍ وقح ومتغطرس ضد روسيا والصين وسوريا من قبل دول الإستعمار القديم والحديث.الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتم فيها توجيه التهديد والوعيد . وانتهت الجلسة على موعد في اليوم الثاني. وبانتهاء تلك الليلة كانت كل الإجراءات مكتمله لتنفيذ التهديدات . التي تحولت لأفعال مع فجر يوم 7/ 4 .

لم تستغرق كل تلك المرحلة أكثر من 48 ساعة وهذا يؤشر لمجموعة أمور.

1… هو في الشكل يذكرنا بمشهد كولن باول وهو يرفع انبوبةً في يده في ذات القاعة ليقول أنها تحوي الدليلعلى امتلاك العراق اسلحة التدير الشامل.

2… ظهر واضحاً وشبه مؤكد أن قرارا كان قد إتخذ بالعدوان على سوريا  وتم استناداً لذلك القرار نشر المجموعة البحرية وتحديد الهدف خارج نطاق التغطية والحماية بوسائط الدفاع الجوي الروسية .

ومسار الصواريخ باتجاه الأراضي السوريةعبر الأجواء اللبنانية .و بعيداً عن نطاق عمل منظومة الدفاع الجوي الروسية .  وكان التنفيذ ينتظر الذريعة المعدة استناداً لإنذار سابق وخطوط حمراء إمريكية صنعتها خصيصاً لهذه الغاية.

كل ذلك يحتاج لأيام كثيرة وليس ساعات .

3..كانت جلسة مجاس الأمن عبارة عن سداً للذرائع للقول اننا حاولنا العمل ضمن القانون الدولي ولكننا فشلنا لذلك تصرفنا بشكلٍ أحادي حتى ان هذه العملية الصورية لم تكتمل حيث لم يتم الدعوة للتصويت.

4.. رفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الدعوة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق لأنهم يعلمون ان أي تحقيق شغاف لما يقال انه حصل في خان شيخون سيثبت أحد أمرين:.

أ.. إن هذة الحملة مفبركة وكل ماتم عرضه مسرحية

وأكاذيب وصور تم تصنيعها  لخلق المبرر والذريعة  للعدوان على سوريا.وأنه لم يكن هناك استخدام للسلاح الكيماوي.

ب.. أو ان التحقيق سيكشف إستخدام المجموعات الإرهابية للسلاح الكيماويبدفع تركي أمريكي لتجاوز للقول بأن سوريا تجاوزت الخطوط الحمراء الأمريكية ويجب معاقبتها وتكون قد أوجدت الذريعة والمبرر لتنفيذ قرار العوان المتخذ مسبقاً .

5…الولايات المتحدة من خلال هذا العدوان تريد تأكيد وصايتها على القانون والشرعية الدولية وأحقيتها في إنفاذ العدالة الإلهية كما عبر كما عبر جورج بوش عن ذلك من خلال اتصاله المباشر مع الله. وهذا هو لب عقيدة داعش ما يؤكد صحة التقارير عن أن داعش صناعة أمريكية، إذ كانت الخطة أن يمهد العدوان الأميركي الطريق أما إرهابيي داعش  لاحتلال للقاعدة الجوية  كما حصل غي موقع الثرده بدير الزور وموقع غربي الرقة.

لكن يمكن تلخيص نتائج العدوان كما يلي:

١ …أسقطت الولايات المتحدة القانون والشرعية الدولية في بداية تشكل نظام عالمي متعدد جديد متعدد الأقطاب تحاول منع إقامته باعتماد سياسة البلطجة واعتماد القوة في العلاقات الدولية .

2 …اثبت العدوان أن مصالح الولايات المتحدة هو المعيار في القانون الدولي وأن مؤسسات اتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية فشلت في أسلوب أوباما بتكريس المصالح الأمريكية فعادت لأسلوب بوش بصورة ترامب.

بدا واضحاً أن فرنسا وبريطانيا لم ليستا أكثر من طبول  فارغة تقرعها الولايات المتحدة لزيادة الضجيج حول حدث معين ةلا تمتلك حرية الخيار عندما تقرر واشنطن أمراً .

نجحت دوائر صنع القرار الأمريكي في ضرب مصداقية ترامب وقدرته على الوفاء بوعوده الانتخابية في كل ما وعد به داخلياً وخارجياً .

3..اسقط ترامب إمكانية التحقيق في مزاعم إرهابيي خان شيخون  وجعلها حقيقةً لأنه وضع نفسه مكان لجنة التحقيق التي حققت واتهمت وأثبتت وحاكمت وحكمت ونفذت الحكم .

4 ..حتى هذه اللحظة لا يمكن لإنسان إثبات أن ما تم عرضه حقيقةً لان أصحاب الإدعاء والأدلة والإثباتات هم جبهة النصرة  المصنفة منظمةً إرهابيةً  إستنادا لقرار مجلس الأمن الدولي…  وانتقل الحديث والاهتمام من خان شيخون ولم تعد تذكر .

5… عسكرياً أخفق ترامب في تحقيق إي إنجازٍ بعدوانه  بل أعطى الدولة السورية  المبرر الأخلاقي والقانوني لنقل الإهتمام من هزيمة الإر هابيين المدعومين من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية لتكون أولوية القضاء عليهم وفشلت في تخفيض القدرة القتالية للجيش السوري بل دفعت روسيا للحديث عن تطوير قدراته القتالية وتزويده بأسلحة جديثة وتطوير نظام الدفاع الجوي، كما فشلت في دفع المسلحين ممن تسميهم معارضة معتدلة لتحقيق أي مكسب عسكري بل اكد مصداقية الاتهامات بأن الولايات المتحدة حليف داعش.

 

الخبير العسكري العميد المتقاعد هيثم حسون