الشريط الاخباريسلايدسورية

“ورقة إعلامية” في دار البعث.. توظيف الـ”إنفوميديا” ومفهوم “الإعلام الجديد” في الإعلام الحزبي؟

يواجه الإعلام الحزبي أسئلة عديدة حول أدواته ومحتواه، خاصة حين يتعلق الأمر بتطويع التطورات التكنولوجية وما تقدمه من إمكانيات على مستوى الإعلام الإلكتروني بما يخدم الرسالة الحزبية وتقديمها بلغة إعلامية جديدة في حال قررت القيادات الحزبية توظيف إمكانات “الإعلام الجديد” للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من القراء والمتلقين.
الورقة الإعلامية التي قدمها مدير الإعلام الإلكتروني في دار البعث، الرفيق (إياد ونوس)، حملت عدة مقترحات تتعلق بمحور “توظيف إمكانات الإعلام الإلكتروني” بما يخدم الإعلام الحزبي. وبالنظر إلى أن الإعلام الإلكتروني بالتعريف هو “وسيلة إعلامية حديثة توظف كل إمكانات الإعلام التقليدي، وتوسع آفاقها عبر توظيف كل ما يقدمه التطور في تكنولوجيا الاتصالات لتقديم محتوى أكثر تركيزا وتأثيرا وتواصلية”، فإن هذا النوع من الإعلام يقدم فرصا إعلامية كبيرة على مستوى الانتشار لكونه يحمل عددا من الخصائص، أهمها أنه إعلام متوفر للقارىء في كل وقت وفي كل مكان، إضافة إلى كونه يوفر مساحات نشر غير محدودة، تحمل سمات التواصلية والتفاعلية، بإمكانات مادية قليلة مقارنة بوسائل الإعلام التقليدي، كما يحمل صفة “المستقبلية” بالنظر إلى السرعة الهائلة القفزات الحاصلة تكنولوجيا على مستوى الهواتف الذكية وتطبيقاتها التي تقدم فرصا إعلامية كبيرة يمكن توظيفها لمصلحة الحزب.
كذلك ألقت “الورقة” الضوء على أن توظيف الإعلام الإلكتروني لا يتم فقط على مستوى “الشكل” من ناحية توفير المواقع الالكترونية والصفحات، بل إن هناك ضرورة للنظر على مستوى الحزب في محتوى الإعلام المقدم حزبيا، ولغته الإعلامية السياسية، الأمر الذي يستدعي النظر جديا في توظيف مفهوم “الإعلام الجديد” الذي يدور النقاش حوله حاليا على مستوى العالم، واعتماد “الإنفوميديا” (إعلام المعلومة) في الرسالة الحزبية، حين يؤخذ بعين الاعتبارات أن التقديرات تشير إلى أن هناك حوالي 70 مليون مستخدم للانترنت في الشرق الأوسط، 80 % منهم تحت سن الـ30، بنسبة تضاعف مستخدمين تصل إلى 1300 %.
واقترحت “الورقة” أيضا الانتقال على مستوى الكوادر “الصحفي” بالمعنى التقليدي إلى “الناشط الإعلامي”، بما يستدعيه ذلك من تطوير مهارات الكوادر العاملة في الإعلام الإلكتروني لتكون قادرة على استخدام ما توفره ثورة الاتصالات التكنولوجية داخل الإعلام الإلكتروني الحزبي.
المداخلات المقدمة بعيد تقديم الورقة تفاوتت في موقفها من الأفكار المطروحة، حيث أن بعض المشاركين دافعوا عن تأثير ومكانة “الإعلام الورقي” في اعتبارات القيادة الحزبية، وأنه لايزال الإعلام المفضل لديها، في حين أكد البعض الآخر أن لايزال هناك “فجوة” في النظر إلى الإعلام الإلكتروني على مستوى الحزب، الأمر الذي يقتضي متابعة العمل والتواصل مع القيادات الحزبية للتوصل إلى صيغة تجعلها (القيادات) أكثر إدراكا للفرص التي يقدمها الإعلام الإلكتروني في الحرب الإعلامية الدائرة مع الأعداء، مع ضرورة تقديم محتوى إعلامي إلكتروني عميق ورصين يتجنب السقوط في فخ “السطحية” و”قلة المصداقية” الموجودة في تطبيقات الإعلام الإلكتروني لدى جهات أخرى على مستوى الوطن العربي والعالم.
كما نوهت بعض المشاركات إلى أن الإعلام الإلكتروني في واقع الأمر قد تم توظيفه داخل الحزب ولكن على مستوى “الأفراد” أكثر مما هو على مستوى “المؤسسة الحزبية”، مشيرين إلى التحديات التقنية التي يفرضها بطء شبكة الانترنت داخل سورية أمام العاملين في حقل التحرير في المواقع الإلكترونية
وخلص النقاش إلى ضرورة التواصل مع القيادة مباشرة حول إمكانية قيام دار البعث بـ”ورشة عمل” مركزية تساعد الفروع الحزبية على تطوير مهارات الرفاق المكلفين بإدارة الصفحات الخاصة بالفروع والشعب الحزبية من ناحية “اللغة الإعلامية” المقدمة والمحتوى الذي يمكن تقديمه للمتابعين بما يخدم الحزب ويقدم رسالته بلغة معاصرة.
البعث ميديا || خاص