مساحة حرة

اللهم… شماتة!.. «الانفجار الكبير» في صف الرجعية العربية

اللهم… شماتة، وشماتة كبرى.. لأن هؤلاء المتخاصمين لم يوفروا جهداً ولا مالاً لتدمير سورية وسفك دماء أبنائها…
حدثان أكدا، أخيراً، توقعات سورية منذ بداية الحرب بأن ما يحصل عندنا سيرتد عليهم. الأول هو «الانفجار الكبير» في الرتق الرجعي بين السعودية وقطر، والثاني دخول «الربيع» متسللاً إلى شوارع مدن «أمير المؤمنين» في المغرب.
الأمر الأكيد.. أنه لو لم تصمد سورية وتتصدى لما حصل الانفجار ولا «الربيع» المتأخر، ولاحتفلوا بانتصاراتهم على الشعب السوري. لذلك فإن العامل الأهم في تفجير الصراع الرجعي هو صمود هذه «السورية» العظيمة، وقد أضفت أل التعريف لأن الأمر لا يتعلق باسم علم وإنما بصفة كفاحية اسمها سورية.
< الجذور التاريخية: إنه في الأصل خلاف وصراع على النفوذ بين الوهابية والعثمانية، وما قطر إلا أداة عثمانية إخوانية لا غير. بدأ الخلاف مع «الثورة» الوهابية الأولى عندما أسس «سعود الكبير» إمارة في نجد بداية القرن التاسع عشر فأرسل السلطان العثماني جيش ابراهيم باشا ونجح بالقضاء عليها في مهدها. في ثلاثينيات القرن العشرين استغلت العائلة السعودية تحول تركيا نحو العلمانية فقامت بإنشاء المملكة على جثث الهاشميين… (أما كيف يرضخ ملك الأردن الهاشمي لقتلة أجداده فهذا حديث آخر)..
مع عودة العثمانية الجديدة ظهر الصراع مع السعودية من جديد، وكانت قطر رأس الحربة مالاً وموقعاً جغرافياً وسط الدائرة الخليجية. هذا هو الصراع الحقيقي وما محاولة السعودية زج إيران في اللعبة سوى مجرد استدرار لعطف واشنطن وتل أبيب… لاغير.
< الولايات المتحدة: لاشك في أن قمة الرياض شجعت السعودية على تفجير القنبلة في وجه قطر. لكن واشنطن يهمها أمران: الأول هو التزام الطرفين بالتوافق الاستراتيجي الأمريكي وتنفيذهما المطلق لأوامر أمريكا، والثاني هو أن أمريكا تفضل الشجار بين أتباعها مادامت استراتيجيتها مصانة، لأن الشجار يضعفهم ويجعلهم أكثر اعتماداً على واشنطن واستدراجاً لعطفها. الدليل هو أن أمريكا لم تحرك ساكناً لحل الصراع التركي اليوناني (قبرص وبحر إيجة) مادام الطرفان ملتزمين بالناتو..
صدقوا أو لا تصدقوا، وما سأقول معلومة وليس مجرد تحليل: إن واشنطن أقنعت قطر بقبول قاعدة «عيديد» بذريعة أن القاعدة ستحمي قطر من السعودية ومن محاولاتها للهيمنة ( قال ذلك لي عام 2010 أهم رجل في الخارجية السعودية بعد الوزير).
< إسرائيل: النتيجة الأولى للصراع سوف تكون تسابق كل من قطر والسعودية لكسب ود إسرائيل إرضاءً لأمريكا. هذه قاعدة وضعتها واشنطن منذ عقود، على كل من يريد طرق باب أمريكا أن يتجه نحو إسرائيل. ولهذا قصة طويلة وحيثيات يفيض ذكرها عن هذه العجالة.
< سورية: لاشك في أن أي ضعف في معسكر داعمي الإرهاب يفيدنا في معركتنا التاريخية الراهنة. لكن مسألة العدوان على سورية مازالت بالنسبة للطرفين مسلمة من مسلمات «التوافق الاستراتيجي» مع واشنطن وتل أبيب. والمهم بالنسبة لنا أنهم أمام مرحلة صعبة، ولن نكون وحدنا الذين نعاني بعد اليوم.
د. مهدي دخل الله