ثقافة وفن

المشهد التشكيلي السوري في ندوة حوارية باللاذقية

تناولت الندوة الحوارية التي عقدها الفنانون المشاركون ضمن ملتقى السلام والمحبة في فندق لاميرا باللاذقية واقع الفن التشكيلي في سورية وتأثره بظروف الحرب الارهابية والدور الذي تلعبه الملتقيات الفنية لتبادل الآراء والخبرات على اختلاف أنواعها.
وقال الدكتور سهيل بدور مشرف الملتقى أن الغاية من هذا الحدث خلق حالة معرفية تؤسس لثقافة جديدة تتيح للجمهور أن يكون حاضرا إلى جانب الفنان أثناء تنفيذ لوحته أو منحوتته، خاصة مع وجود تنوع في الخبرات المتواجدة والتي تضم أهم الأسماء في المشهد التشكيلي السوري وأخرى شابة تثبت حضورها وموهبتها بجد واجتهاد، منوها بأن التجربة النسائية المشاركة في هذا الملتقى والتي تؤكد أن المرأة السورية قادرة على إثبات وجودها في جميع المجالات الفنية خاصة النحت الذي يتطلب قدرة معينة على التعاطي مع الكتل وهو أمر تصدت له الفنانات المشاركات بطريقة احترافية استطعن عبرها استنباط الجمال من العدم.
وأكد بدور أن الملتقى سيختتم بمعرض شامل سيقام في فندق لاميرا، وسيتم العمل على نقل الأعمال لاحقا إلى دمشق لتعرض هناك، وأشار إلى سعي القائمين على الملتقى لتكرار هذه التجربة المفعمة بالحب والتي تصنع جمالا حقيقيا ليصبح الملتقى علامة فارقة في المشهد التشكيلي السوري ككل.
بدوره تحدث الفنان وليد الآغا عن الدور الكبير الذي لعبه الملتقى لخلق علاقة انسانية نشأت بين الفنانين المشاركين ما جسد واقعا إيجابيا للمشهد التشكيلي السوري معتبرا أن المعرض الختامي للملتقى سيكون واحدا من أهم المعارض في المرحلة الحالية نظرا لوجود مواهب خلاقة تقدم أفضل ما لديها في جو من الحميمية والألفة.
وأشار الآغا إلى وجود مشكلة حقيقية في عصر الأنترنت والفضاء المفتوح تتجلى بانعدام الخصوصية التي طبعت الفن التشكيلي السوري على مدى أعوام. منوها بأن هناك تشويها حاصلا للذائقة البصرية من خلال استسهال طرح الأفكار والنقل والابتعاد عن الابتكار الأمر الذي يعمل الفنانون المشاركون ضمن الملتقى على تجنبه قدر الإمكان ليقدموا نتاجا فنيا مهما يأمل الفنانون بأن يلقى نقدا عادلا ومنصفا من قبل المتابعين في نهاية المطاف.
بدوره بين الفنان أكسم طلاع ان المشكلة العامة في المشهد التشكيلي السوري تكمن في مركزية العمل ضمن العاصمة دمشق والابتعاد عن تفعيل مراكز المدن الأخرى ما ساهم في التعتيم على مواهب وطاقات فنية موجودة خارج العاصمة، ولفت طلاع إلى أهمية تكرار تجربة ملتقى السلام والمحبة الذي يعتبر ثمرة تعاون ثقافي سياحي فيه الكثير من التجارب المتنوعة كالغرافيك والحروفية والتصوير الواقعي وغيرها من الأجناس، وهو أمر يحسب للملتقى بشكل عام.
وعن زيارة المتخصصين من طلاب كليات الفنون والعمارة والمعاهد المتخصصة قال رامز بربهان مدير السياحة في اللاذقية: إن الدعوة وجهت لجميع هذه الفئات للتواجد في أيام الملتقى ليكون الدارسون والمتخصصون على مقربة مما ينجزه الفنانون، وهي بطبيعة الحال غاية من غايات إقامة هذه الملتقيات، وأكد بربهان أن الترويج مستمر للملتقى ضمن جميع الجهات الاجتماعية والتربوية لاستقطاب أوسع شريحة ممكنة من الحضور للتعريف به وخلق حالة من التفاعل المثمر مع المشاركين فيه.
وتحدثت كل من الفنانات لينا ديب وهيفاء عبد الحي وسراب الصفدي عن أهمية الملتقى الذي فتح افقا واسعا أمام المشاركين لإخراج أفضل ما لديهم مؤكدين على ضرورة إقامة ورشات مشتركة لاحقة تتوجه للمهتمين وللأطفال لتعميم حالة فنية تجعل الفن التشكيلي مقربا من الجمهور قدر الإمكان.
وكان الفنانون المشاركون في الملتقى قد قاموا بجولة سياحية لمدينة جبلة يوم الجمعة الماضي زاروا خلالها المسرح الروماني وجوفين الأرز وقرية الدالية التي شهدت تكريم المصور الفوتوغرافي عبد الحميد هلال تقديرا لأعماله الإنسانية والوطنية القيمة، وسيقوم المشاركون اليوم بتنفيذ حملة نظافة في حي الزراعة لخلق حالة من التواصل المثمر مع الجمهور على حد تعبير القائمين على الملتقى الذي يستمر حتى العشرين من الشهر الجاري بمشاركة نحو ثلاثين فنانا وفنانة من مختلف المحافظات.