الأواني الأمريكية المستطرقة في الرقة
بدأت «قوافل داعش» على ما يبدو تنفيذ أمر أمريكي بالخروج من مدينة الرقة أو من أجزاء منها وتسليمها لمسلحين يأتمرون بأوامر الآمر نفسه..
ولاشك في أن انسحاب داعش من بعض شوارع الرقة سيكون معاكساً لتقدم الجيش العربي السوري في البادية. أي أن أمريكا تعمل وفق قانون «الأواني المستطرقة» ميدانياً. فكلما تقدم الجيش تنسحب داعش ويتقدم المسلحون الموالون لأمريكا بما يوازي تقدم الجيش.
بل ستحاول أمريكا الضغط على جيشنا الوطني بإرسال المنسحبين الدواعش من الرقة باتجاه دير الزور مع تعزيز التواجد الأمريكي في التنف وتحريض عمليات إرهابية في الجنوب السوري.
لاشك في أن حركة الميدان تدعم حركة السياسة. فالأواني المستطرقة تشكل ضغطاً على روسيا، من أجل «الاستماع» إلى المطالب الأمريكية بانتباه…
على أي حال، هناك حقائق هي أساس كل شيء، خاصة وأن شعباً ودولة وجيشاً يدافعون عنها:
1- سيادة سورية متمثلة بسيادة دولتها الشرعية وسلطاتها المنتخبة، وهي صاحبة الشأن الحصري بمصير الجغرافيا السورية.
2- اعتراف أممي واضح، بما فيه توقيع الولايات، بأن «السلطات السورية هي المسؤولة عن حماية سكانها».. هكذا حرفياً ورد في القرار /2254/. لذا فإن الرقة ليست استثناءً لأن السيادة على الكل مناطة بالسيادة على الأجزاء.
3- وهذا يعني أن «الإدارة السورية» هي صاحبة الحق وفق القانون الدولي ووفق القرار المذكور بإدارة شؤون الشعب في أي منطقة يخرج منها الإرهاب.
4- إن كل سوري لم يقاتل الدولة وجيشها الوطني، وقاتل الإرهابيين الذين حملوا السلاح ضد الدولة، يكون قد أنهى نصف المطلوب فقط، والاكتفاء بالنصف في تكامل النصفين يساوي صفر. لذلك لا يكون فعله وطنياً إلا إذا عمل على عودة الأمور إلى طبيعتها، أي الالتزام بالسيادة السورية والتنسيق مع الدولة. إذا لم يقم بذلك يكون هدف دحره للإرهاب هدفاً غير وطني، ويكون علاجه للداء بداء أسوأ منه.
5- إن أولوية مكافحة الإرهاب ليست شكلانية، وإنما هي خطة مضمونية تعني وجهين لعملة واحدة، القضاء على الإرهاب من جهة وعودة الشرعية من جهة أخرى. ولا يكتمل أحد الوجهين دون الآخر.
د. مهدي دخل الله