محليات

عودة النشاط والألق لسوق التلل التجاري في حلب

عادت الحياة الى سوق التلل التجاري في مدينة حلب وبدأت معظم محلاته التجارية مزاولة نشاطها وحيويتها بعد توقف استمر لخمس سنوات جراء الاعتداءات الإرهابية التي طالت الحجر والبشر.السوق العريق كان على الدوام مقصدا لأهالي حلب للتسوق وشراء احتياجاتهم من الألبسة إذ يحتل السوق موقعا استراتيجيا وحيويا ويعد نقطة الوصل بين المدينة القديمة والأحياء التي أنشئت حديثا وتعرض بشكل متكرر لاعتداءات الإرهابيين حتى تطهير كامل المدينة من رجس الإرهاب نهاية العام الماضي.

وفور إعلان مدينة حلب خالية من الإرهاب سارع تجار سوق التلل إلى محلاتهم لينفضوا غبار الإرهاب عنها بإجراء الإصلاحات اللازمة فيها وترافق ذلك مع تحرك من المحافظة ومديرياتها الخدمية لإعادة تأهيل المرافق الخدمية وفي غضون اقل من ثلاثة أشهر عادت الحركة التجارية لسابق عهدها في السوق الذي يشهد اليوم نشاطا تجاريا ربما يماثل أو يزيد على نشاطه في سنوات ما قبل الأزمة.

ويشير عدد من تجاره إلى أن السوق اليوم يشهد حالة تعاف حقيقية لافتين إلى أن ما مر به من جمود وتراجع للنشاط التجاري على مدى السنوات الماضية كان نتيجة الاعتداءات الإرهابية وأن ذلك لم ينل من عزيمتهم فهم كانوا على الدوام مؤمنين بأنهم سيعودون لمحلاتهم ولنشاطهم التجاري.

وأشار أيمن الباشا عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب إلى أن عدد محلات السوق يتجاوز 500 وقد عاود أكثر من 90 بالمئة منها نشاطه وعمله وأن غرفة التجارة تتواصل مع بقية التجار لفتح محلاتهم كما سعت لتأمين مستلزمات السوق وقامت بتشكيل لجنة من تجاره مهمتها رصد الاحتياجات والتنسيق مع الغرفة لتلبيتها، قائلا: تم مؤخرا إنارة السوق بالطاقة البديلة وهذا يعد دافعا إضافيا وداعما للتجار العاملين فيه.

وعبر عدد من أهالي حلب عن سعادتهم بعودة السوق لنشاطه المعتاد، مشيرين إلى أنه يعد جزءا من ذاكرة المدينة وقد ارتبط بوجدان أهلها وبمناسباتهم السعيدة على الدوام.

وأوضح الباحث تميم قاسمو أن إنشاء السوق يعود للعام 1893 وهي الفترة التي شهدت إنشاء حي التلل والذي استمد اسمه من التلال الترابية التي أقيم عليها وهذه التلال كانت قد نتجت عن بقايا ومخلفات الزلزال الذي ضرب مدينة حلب عام 1822.