الأديبة مريم العلي تعتمد السخرية وأنسنة الكائنات في “ظمأ فارغ”
جاءت المجموعة القصصية “ظمأ فارغ” الصادرة حديثا للأديبة مريم محمود العلي متنوعة في المواضيع الاجتماعية والإنسانية التي تناولتها وعبرت خلالها العلي عن محطات في حياتها لأماكن وبيئات مختلفة ظهرت فيها عادات وتقاليد وحالات وانفعالات منوعة.
احتوت المجموعة نمطين من القصة الأول القصة العادية التي اعتمدت على طرح فكرة بأسلوب العرض المتضمن حدثاً واحداً جاءت به في إسقاط دلالي بعضه من التاريخ وبعضه من إشكالات الواقع والثاني نمط القصة القصيرة جداً الذي اقتصر على الومضة الناجمة عن انفعال وجداني أو اقتصر على طرح فكرة عبر قناعة ذاتية معينة جاءت بها من تجارب الحياة .
اعتمدت مريم العلي السخرية من الواقع الاجتماعي الذي يحمل حركات متردية بأسلوب هادئ يخلط الجد بما يسمى الواقعية الانتقادية الساخرة في الجمع بين أساطير التاريخ والحكايات التي وصلت إلينا من الماضي وبين الحاضر بما فيه من إيجابيات وسلبيات كقصة “عودة عنترة” .
واحتوت المجموعة قصصاً اعتمدت فيها البطل المنفرد الذي يعبر بمفرده عن الواقع الإنساني وعن المعاناة التي يعيشها بعض أفراد المجتمع كقصة اليوم الأول في الجامعة.
كما لجأت العلي للقصة الخيالية البعيدة عن الواقع بشكل ممسرح أنسنت فيه الكائنات وأسقطت حوارها على الواقع بشكل رومانسي. كما جاء في قصة إذا غفى القمر أما قصة “هدية” القصيرة جداً فجاءت بشكل ومضة سريعة عبرت فيها بشكل فني عن المعاناة بسبب الفقر ومحاولات النهوض بالحياة إلى مستوى العيش الجيد الذي يتمناه كل إنسان من خلال الموظف الذي لم يتمكن من شراء هدية لزوجته.
وفي القصة القصيرة جداً أيضاً جاءت بعضها معتمدة على العاطفة والحزن والألم الإنساني كقصة /امرأة بلا أشياء/.
المجموعة القصصية “ظمأ فارغ” من إصدارات دار القدس للطباعة والنشر والتوزيع وتقع في 112 صفحة من القطع المتوسط .
يشار إلى أن الأديبة مريم العلي عضو في اتحادي كتاب الانترنت العرب والمدونين العرب. شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية في المحافظات ولها ثلاث مجموعات مطبوعة في مجال قصيدة النثر وهي/ترانيم /همسات الروح / لست ادري / كما فازت بجائزة اتحاد كتاب العرب فرع ادلب للقصة القصيرة