ثقافة وفن

الحمود: الشعراء أصدق مرآة لمعاناة الغربة

جعلت الغربة الشاعر فراس الحمود يكتب عواطفه بأسلوب مليء بحب الوطن والحنين اليه والشوق لرؤياه فجاءت عواطفه جياشة عميقة وكانت كلماته تفوح بالحنين.

وقال الحمود: لا يخفف عني لوعة القهر ونار الحرمان والبعد والجفاء إلا عندما أذهب إلى الورقة وأصب ما يثقل فؤادي بكلمات تذهب إلى أهلي وأصدقائي على شكل نصوص شعرية، مضيفا: ليس ضروريا أن يكون هناك شكل واحد للشعر فالشعر يمكن أن يأتي موزونا أومنثورا أو في قالب الرواية والقصة والخاطرة فهو في النتيجة جملة مشاعر ومنظومة أحاسيس.

وبين الحمود أن الشاعر لا يجوز أن يذهب إلى اتجاه شكلي واحد فعليه أن يقرأ كل ما يصادفه وكل ما يراه وعليه إلا ينقطع عن جذوره الثقافية واصله وأن يقرأ الماضي فلا بد له من معرفة التاريخ حتى يتمكن من الدخول إلى التاريخ بشكل لائق، قائلا: إن الشعراء والأدباء هم الذين جعلونا نعرف ما فعلته الغربة بأجدادنا واهلنا والشعراء هم الذين رسموا لنا البيئات المختلفة التي دفعت بأبنائها للذهاب من أجل العيش الكريم ومن أجل السعي للحياة الأفضل وان هذه الأشياء لا بد من ظهورها بأشكال الأدب وأجناسه.

ولفت الحمود إلى عدم اعترافه بأن هناك جنسا أدبيا ينافس الآخر فلكل جنس حضوره ومكانه وأسسه التي ترصد الواقع ومجمل هذه الأجناس تؤدي إلى الثقافة لأن الأدب يشكل الجزء الأكبر من ثقافة الأمم، مشيرا بأنه لا يمكن لأي جنس أن يتقدم على الآخر فالشعر لغة العاطفة والتحريض والرواية والقصة لغة التاريخ والتصويب وأحيانا تلتقي هذه الأجناس عند مفترق واحد أما النقد والدراسات فهي رافد لهذه الأجناس وبالتالي تتشكل منظومة ثقافية مهمة، وقال: أما في الآونة الأخيرة لقد شهدت كلها تراجعا ليس قليلا على الساحة الثقافية نظرا لضعف التعامل مع الكتاب وذهاب المثقف إلى الثقافة الالكترونية التي شغلته غالبا بما ليس له فيه فائدة وكان علينا أن نكون أكثر حذرا وانتباها في التعاطي مع هذه الوسائل غير المنهجية وغير الصادقة في كثير من الموازين.

وأشار إلى أن من يحاول الكتابة اصبح حاضرا على الساحة نتيجة مقدرته على استخدام اساليب متنوعة لوصوله ولا سيما أن البلد يواجه مؤامرة كبيرة وهو مشغول في إحباطها فها نحن نجد كثيرا من الكتب غير الجديرة بالقراءة والاقتناء تصل الينا وبشكل لافت، مؤكدا أنه إذا أراد الشاعر أن يكون حاضرا بقوة فعليه أن يلتزم بكل أشكال وأجناس الشعر فيقرأ كل شيء حتى ولو كان كتابته تنتمي إلى شكل معين لأن الشعر ثقافة وليس شيئا مبسطا أو كلاما عاديا فإن لم يحمل الدهشة والإبداع فلن يؤدي ولن يصل إلى أي قيمة.

يذكر أن الشاعر فراس الحمود واحد من الذين رصدوا أثر الغربة وسلبياتها.. من مؤلفاته رسائل الغريب ودمشق عشقي وروحي.