محليات

بكالوريا 2017… نكبة تحديد المصير!!

حالات إسعاف كثيرة.. دموع حزن غلبت دموع الفرح.. وأغنية خجولة “للفرحان بنجاحه”.. حالات عشناها في اليومين الماضيين بعد صدور نتائج الشهادة الثانوية بفروعها كافة، واللافت هذا العام نسبة النجاح المتدنية بشكل غير معقول، ونسبة الرسوب المرتفعة بشكل غير مقبول… فنصف الطلاب بل أكثرهم لم ينجحوا!! فعلى من يقع اللوم؟؟؟

منهج جديد والأسئلة “للمتفوقين فقط”!!

نعلم جميعا أن وزارة التربية قامت بتحديث المنهج المخصص لمادة الرياضيات لهذا العام… وسمعنا شكاوى عدة تتعلق بضخامة المنهاج وصعوبته خلافا للسنوات السابقة، وعدم قدرة الأساتذة على إعطائه وشرح المعلومات بالشكل الصحيح، رغم كفاءة وخبرة معظمهم، إلا أنهم لم يقدروا على إتمامه في الموعد المحدد حيث وصل الطلاب في بعض المدارس إلى شهر الانقطاع ولم يحصلوا على كامل المنهج في المادة، مع العلم أن بعض المعلمين كانوا يقيمون جلسات إضافية أيام العطل من أجل إتمام المادة إلا أن معظمهم فشل في ذلك..

لتأتي أسئلة الامتحان وتزيد الطين بلة، حيث تدرجت بين المتوسطة والصعبة أو كما صرحت الوزارة أسئلة “للمتفوقين فقط”، لذا كانت نسبة الرسوب فيها كبيرا جدا باستثناء “المتفوقين جدا”…

وبسبب الرياضيات “فقط” صنف أغلب الطلاب بخانة “راسب” رغم نجاحهم بالمعدل العام، الأمر الذي زاد من سخط الطلاب ودفعهم للمطالبة بإنصافهم على الأقل بالسماح لمن رسب بهذه المادة فقط دون غيرها بإعادة مادة أخرى بامتحانات الدورة الثانية… وتجدر الإشارة إلى أنه يحق للطالب إعادة المادة التي رسب فيها فقط ولا يحق له التحسين في مواد أخرى… فهل يمكن إصدار استثناء هذا العام..؟؟

ما سر الـ”120″درجة في مادة الكيمياء بريف دمشق؟؟؟

بعد صدور النتائج وعند سؤال معظم الطلاب في بعض مناطق ريف دمشق عن علاماتهم وبالأخص مادة الكيمياء يكون الرد “120” وتختلف أجزاء العلامة فقط.. أي صدفة تلك التي جعلت أغلب الطلاب في المنطقة نفسها يحصلون على نفس العلامة.. قد يحصل عدد قليل من الطلاب على نفس الدرجة خصوصا أبناء المنطقة الواحدة وهذا يعتبر أمراً مقبولا إلا أن الغير مقبول والمستغرب هو أن معظمهم يتشابهون في درجاتهم!!!

تجد الإشارة إلى أنه قبل أسبوع على إعلان صدور النتائج، في فترة العيد تحديدا، نشرت أخبار نقلا عن مديرية التربية بريف دمشق تفيد بأن جميع المواد صححت باستثناء مادة الكيمياء، وأنه تم طلب المساعدة من مديرية درعا والقنيطرة للإسراع في التصحيح وبالتالي الإسراع بإعلان النتائج… فكانت نتيجة الإسراع نفس العلامة لمعظم الطلاب!!!!!

الضغط على الطالب من أجل التخفيف عن الجامعات

أعاز البعض أن انخفاض نسبة النجاح في الشهادة الثانوية من أجل تخفيف الضغط على الجامعات الحكومة، حيث شهدت تلك الجامعات ارتفاعا كبيرا في أعداد الطلاب المتقدمين وخاصة مع بداية سنوات الأزمة، بسبب نسب النجاح المرتفعة جدا في الصف الثالث الثانوي بمختلف فروعه..

لذا من أجل تخفيف الضغط على الجامعات كان لابد من رفع ضغط الطلاب والأهالي… أو يمكن أن يكون تخفيف الضغط في مكان معين بهدف زيادته بمكان خاص مثلا!!!

النجاح مقتصر على المدارس والمعاهد الخاصة

أصدرت وزارة التربية قائمة الأوائل على مستوى الجمهورية العربية السورية في كافة الأفرع، وكان من الملاحظ تفوق طلاب المدارس الخاصة والمعاهد وغياب المدارس العامة عن هذه القائمة.. فما السبب ؟؟

ربما يكون السبب بسيطا، وهو أن الاهتمام الذي يلقاه الطالب في المدارس الخاصة يفوق ذاك الذي يتلقاه في المدارس العامة، كما أن الوسائل التدريسية المستخدمة في المدارس الخاصة أفضل من تلك المتواجدة بالمدارس العامة بعشرات المرات.

ولعل سبب أخر يرجح كفة الخاص على العام، هو أن بعض المعلمين في المدارس العامة يتقصدون عدم الإستتفاضة في الشرح أو إنقاص بعض المعلومات بهدف جذب الطلاب للمعاهد الخاصة التي يدّرسون بها أو إلى الدروس الخصوصية، وهذا ما يزيد من أعباء الدراسة بالنسبة للأهل، إذ وصلت تكلفة ساعة الخصوصي لدى بعض المدرسين لأكثر من 5000  ليرة.. وليس بمقدور جميع الطلاب أن يتحمل تكاليف تلك الجلسات، وفي نهاية الأمر يقع اللوم على الطالب بأنه هو المقصر ولا أحد يسأل أستاذا لماذا لم “تعطي بضمير”!!!

التطوير الناقص..

يشاع الحديث عن أن وزارة التربية تعتزم تحديث المناهج الدراسية للعام المقبل في إطار خطتها التي اتبعتها منذ أربع سنوات لتطوير المناهج..

إلا أن خطة الوزارة “ناقصة” و”غير مكتملة”.. فلا يكفي التعديل على المنهاج من أجل مواكبة المناهج العالمية، بل يجب البدء من الأساس أي الكوادر التدريسية، فلكي تنجح خطة الوزارة برفع سوية التعليم والمناهج يجب أن تنشئ كوادر قادرة على إعطاءها بشكل جيد وبأساليب وطرق مختلفة، تختلف بشكل كامل عن المناهج القديمة والطرق التقليدية و”حشو الكلام”، كذلك يجب توفير وتحديث الوسائل التعليمية المستخدمة كالأدوات المخبرية والخرائط وغيرها… فلا يمكننا تقديم نفس المعلومات لقديمة بغلاف جديد ونقول بأننا طورنا وحدثنا المناهج.

لذلك يجب إجراء دراسات وأبحاث مطولة وجادة قبل الخروج بمنهج جديد فعليا وعمليا، وليس منهجا مستنسخا من مكان أخر…

البعث ميديا  ||  رغد خضور