اكتشاف لوحة فسيفساء تعود للقرن الرابع للميلاد في برهليا بوادي بردى
عثرت البعثة الآثارية الوطنية العاملة في وادي بردى بمنطقة الزبداني في بلدة برهليا على لوحة فسيفساء تبلغ مساحتها نحو 50 مترا تعود للقرن الرابع للميلاد.
وكانت اللوحة تشكل أرضية لقاعة كبيرة لها باب عريض مؤلف من مدخل واسع في الوسط ومدخلين جانبيين أضيق وتتضمن مشاهد فنية وزخارف هندسية ونباتية ورمزية نفذت بقطع حجرية صغيرة الحجم ذات ألوان متعددة وبتقنية عالية المستوى حيث تدل هذه الزخارف على أن تاريخ اللوحة يعود إلى نهاية العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي وتشير إلى غنى الموقع الأثري بالعمارة من قصور ومعابد وأديرة وكنائس وغيرها.
وقال الباحث الدكتور محمود حمود مدير آثار ريف دمشق: إن أهمية اللوحة تأتي من كونها الأولى من نوعها في منطقة دمشق وريفها وتدل على أهمية الموقع الأثري الذي كان عاصمة لمملكة عرفت باسم أبيلينيه خلال عصر الدولة السلوقية في القرون الثلاثة قبل الميلاد ثم باسم أبيلا خلال العصرين الروماني والبيزنطي.
وتابع الدكتور حمود: هذه الدولة أسسها الأيطوريون وهم قبيلة عربية سكنت منطقة سلسلة جبال لبنان الشرقية واتخذت من عنجر مقراً ومن بعلبك مركزا دينيا لها ووصل نفوذها من الحرمون جنوبا وحتى قارة شمالاً وتدل كثافة الآثار التي تمتد على ثلاث قرى متجاورة في الوادي هي سوق وادي بردى وبرهليا وكفر العواميد على أهمية هذه العاصمة وعلى كثافة السكن فيها، لافتا إلى أنه تم العثور في نفس الموقع على لوحة مشابهة نقلت إلى المتحف الوطني بدمشق قبل سنتين.
وكان عثر في الموقع خلال ستينيات القرن الماضي على مذبح من معبد نحت عليه بعض الأشكال من بينها صورة تمثل إله نهر بردى في العصر الروماني الذي كان يسمى كريزورواس وهو الاسم الذي أطلق على النهر خلال تلك المرحلة “ويعني نهر الذهب” قبل أن يسمى بردنيس أو برادايس “بمعنى الجنة” ويعتقد أن الاسم الحالي اشتق منه.
يذكر أن الموقع تعرض لعمليات واسعة من التنقيب غير الشرعي خلال السنوات السابقة ما أدى إلى الكشف عن مئات المدافن والقبور الأثرية ونهبت محتوياتها.