الشريط الاخباريثقافة وفن

عمرو علي لـ”البعث ميديا”: لست نادماً على الأفلام القصيرة التي قدّمتها

شارك فيلمه “الغيبوبة” في عدد من المهرجانات الدّوليّة، لينال جائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان روتردام للفيلم العربي، وجائزة أفضل تمثيل بمهرجان الدّار البيضاء. كما حقق فيلم “ومضة” التسجيلي جائزة يوسف شاهين الممنوحة للأفلام الحائزة على المركز الأوّل في المعهد السينمائي في القاهرة. المخرج الشاب “عمرو علي” وبطاقة كبيرة من العمل والطموح والرغبة في دفع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في سورية، يتحدّث لـ”البعث ميديا” عن تجربته في تقديم الأفلام القصيرة ما بين إخراجها وكتابة السيناريو، وعن مشاريع مستقبليّة قيّد التحضير والإنجاز في عالمي السينما والتلفزيون مواضيع عدّة في هذا الحوار.

لماذا كان اختيارك لمهنة الإخراج؟ هل تجربتك فيها اختلفت قبل الدراسة و بعدها؟ هل ندمت على تجارب سابقة قدمتها؟

اختياري لمهنة الإخراج حدث أثناء الدراسة الثانوية، حيث ذهبت بعد البكالوريا لمصر، والتحقت بمعهد السينما، وتخرجت منه منذ سنة، وعدت إلى دمشق، وبالتأكيد اختلفت تجربتي بعد الدراسة عمَّ قبلها لأن العمل بالنسبة للهواة يعتمد على الفطرة، والحماسة، وقد يتغاضى المخرج عن أسئلة جوهريّة، ويعجز عن تقديم إجابات حول ما يفعله. أمّا الدراسة الأكاديميّة فتمنحه آلية تفكيرٍ تقوم على طرح الأسئلة والإجابة عليها، و تزوده بوعيٍّ، وخلفيّةثقافيّة، تجعله شديد التأني،وتؤدي لنتاجٍ فنّيٍّ أكثر احترافاً، وعلى الرغممن ذلك لم أندم على ما قدّمته من أفلام قصيرة قبل الدراسة، لأنها أفادتني كثيراً، خاصّة في تجريب وفهم الجانب التقني المتعلّق بالتقطيع، وتنفيذ المشاهد وتوليفها،ولولا بعض المشكلات التي عانت منها تلك الأفلام؛لما تعلّمت وعملت لاحقاً على تقديم أفلام أكثر جودة.

|| في فيلم “الغيبوية” الرحيل ليس حلاً عند الأزمات

حقق فيلمك “الغيبوبة” مكانة تفتخر بها ضمن ما اشتغلته إلى اليوم، حدثنا عن مشاركات هذا الفيلم وجائزتيه و عن ظروف التصوير و الإنتاج؟

الغيبوبة هو فيلمي للتخرج من المعهد السينمائي في مصر، وقد حقق حتى الآن 12 مشاركة في مهرجانات سينمائيّة، أهمّها قرطاج، ودبي، ومالمو، وحاز على جائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان روتردام للفيلم العربي، وأفضل تمثيل بمهرجان الدار البيضاء. تمّالتصوير في استديوهات المغربي بالقاهرة، وهو بطولة “يحيى أبو دان” وإنتاج مجموعة شركات هي: معهد السينما، أفلام مصر العالميّة، إيبلا، صورة و فاين آرت، حيث ساهمت كلّ شركة بجزءٍ من تكاليف الإنتاج، وينتمي الفيلم لأفلامالمكان الواحد، وهي شقة تقع على جبهة قتال في سورية، يعيش داخلها شاب يسخّر حياته لعلاج أبيه الغارق في غيبوبة، ممَّا يدفعه لبيع أغراض البيت لبائعٍمتجوّلٍ، بهدف توفير نفقات العلاج، ثم يقرّر مغادرة المنزل، والخروج من عالمه الكئيب، لكنه يعود في النهاية، ويتمدد جوار والده، دلالة على بقاءه، وتمسكه بمنزله، وبماضيه. الفيلم باختصار دعوة للبقاء، فالرحيل ليس دائماً الحلّ الأمثل في زمن الأزمات.

هل يعد فيلم “ومضة” عتبة انطلاقك و ماذا يعني لك هذا الفيلم اليوم؟

“ومضة” هو فيلم تسجيلي، أنجزته في السنة الدراسيّة الثالثة، وقد نال جائزة يوسف شاهين الممنوحة للأفلام الحائزة على المركز الأوّل في المعهد، كما شارك في مهرجان القاهرة السينمائي. يوثّق الفيلم مشروع ومضة المسرحي الذي أطلقه فنانين سوريين خلال سنوات الحرب، وكان هاجسي آنذاك صناعة فيلم يوثّق جانباً من الحرب.اليوم أنظر إليه باعتباره وثيقة سجلّت جهودنا كسوريين في مواجهة  ثقافة الموت، و بيّنت مدى تمسكنا بالحياة على الرغم من الآلام.

 

|| لا نملك منتجاً شجاعاً ومغامراً اليوم في الدراما السوريّة

حدّثنا عن تجربتك في كتابة السيناريو وعن فيلمك الروائي الطويل الأوّل و هل ستقدم على العمل في التلفزيون إن سنحت لك الفرصة لذلك؟

قمت بكتابة معظم سيناريوهات الأفلام التي أنجزتها، وأعمل الآن على كتابة ثلاثيتين تلفزيونيتين لصالح مسلسل سيعرض في رمضان القادم، ويقدّم قصص حبّ في زمن الحرب، ضمن معالجة تعتمد على حكايا مشوّقة،لاتخلو من رؤية معاصرة حول مشكلاتنا الراهنة، وقد انطلق تصوير المسلسل قبل أيّام، وهي أوّل تجربة لي في الكتابة لمخرجٍآخر،كما أعمل على سيناريو فيلمي الطويل الأوّل (مرور)،وتدور أحداثه بدمشق خلال موجة اللجوء لأوروبا، وأقدّم عبره رؤية ذاتيّة لعلاقات السوريين الإنسانيّة، وما أصابها من تشوّهٍ، واختلاطفي المفاهيم، وسيبدأ التصوير قريباً، وسيكون من إخراجيو إنتاج شركة صورة.بكلّ تأكيد أسعى لتقديم مسلسل تلفزيوني،فالتلفزيون اليوم هو الوسيلة الأقدر على توصيل الرؤى الفنيّة،كونه الأكثر جماهيريّة، ولديّ عدّة مشاريع من تأليفي،تنتظر فرصة للإنتاج أهمّها مسلسل (أوبرفال) وهو يتطرّق لعوالمإحدى كليّاتجامعة دمشق،وتضمّ جيلين مختلفين، هما الأساتذة والطلاب، والمحور الرئيسهو قصّة حبّمشوّقة، تواجه انقلابات متباينة،ودعني أستغل الفرصة لدعوة السادة المنتجين في درامانا السوريّة لللالتفات للمخرجين الشباب، والاستفادة من خبراتهم الأكاديميّة، لرفد النتاجات برؤى جديدة، سستساهم بإخراج الدّراما السوريّة من أزمتها، فمن المجحف حصر الأزمةبحصار الفضائيات لمسلسلاتنا، فجانب كبير منها هو أزمة فنيّة، وتقنيّة، والدليل نسبة الأعمال الجيدة  للأعمال الرديئة كلّ موسم، والعمل الجيد قادر على كسر حصار الفضائيّات، وعلى فرض نفسه عبر مستواه الفنّي المتفوق، ويؤسفني أننا لا نملك منتِج شجاع، ومغامر قادرعلى تقديم شكل جديد،أو كتّاب ومخرجين جدد، إنما يفضلون دوماً الركون للأسماء المعروفة، وهذا يفاقم الأزمة، فتطوّر الصناعة التلفزيونيّة العربيّة تجاوز الكثير من العاملين عندنا في هذا المجال،  والمفترض أن ينتبهالمنتجون لهذه النقطة ويسعونلتحسين نتاجاتهم عبر استقدام مواهب جديدة.

البعث ميديا – دمشق – عامر فؤاد عامر