ثقافة وفن

اختتام ملتقى النحت على الرمل 2017 باللاذقية

أصوات شبابية شجية غنت التراث الفلكلوري السوري معلنة ختام فعاليات ملتقى النحت على الرمل الذي استمر لمدة أسبوع استطاع خلاله نخبة من الفنانين السوريين ترجمة أفكارهم ونقلها عبر الرمال بأسلوب فني تحدى صعوبات التعاطي مع هذه المادة التي يكتشفها بعضهم للمرة الأولى.

البيئة البحرية بأساطيرها وحكاياتها ظهرت في قسم من أعمال الفنانين المشاركين سواء بحوريات البحر أو بتجسيد إله البحر بوسيدون الذي تفننت النحاتة ميسون حبل بإبراز تفاصيل وجهه مظهرة إياه بشكل نصفي ولحية كثة مثقلة بكرة حديدية كدلالة على وجود بوسيدون داخل كل منا لكننا لا نستطيع إطلاقه على حد تعبيرها لتحتل حورية البحر وأمواجه باقي أجزاء العمل.

تفاصيل حورية البحر المستلقية أعلى الكتلة لينساب جسدها نحو الأسفل ظهرت أيضا في عمل الفنان أكثم السلوم الذي اعتبرها بمثابة قربان مقدم لآلهة البحر ليعم السلام والأمن في بلادنا بينما قدم الفنان عادل خضر موضوعا بسيطا اقتصر على جسد امرأة مستلقية على ظهرها لتظهر بعض التفاصيل البسيطة المرتبطة بالبيئة البحرية في باقي الكتلة.

إجماع الفنانين على تحكم الرمل باختياراتهم كان سائدا أثناء حديثهم عن اختلاف علاقتهم معه كمادة أساسية للنحت يتعرفون عليها للمرة الأولى وخاصة أن المنحوتات الناتجة لن تحمل صفة الديمومة التي تخلق رابطا قويا بين الفنان وعمله لذلك اكتفى بعضهم بعمل بسيط خلق حالة تفاعل مع الجمهور ضمن فضاء فني منوع يتيح الإجابة عن استفساراتهم حول هذه المادة وطبيعة العمل بها وهذا ما جنح إليه الفنان غازي عانا الذي جسد بورتريه فيه الكثير من التفاصيل التعبيرية.

وتحدث عانا قائلا: على النحات معرفة طريقة التعامل مع هذه الخامة وخاصة إنها غير مهيأة للنحت ولا بد لإنجاز عمل فني من مراعاة شكل الكتلة والزوايا اللازمة لتحافظ على صمودها مع ضرورة تمتع الفنان بالصبر لتحمل مفاجآت الرمل وهبوطه لكن بالمجمل يعتبر الملتقى فرصة لاكتساب هذه الخبرات وخلق ثقافة بصرية يسهم تراكمها في تعريف الجمهور بمكامن الجمال التي يمكن تشكيلها بواسطة الرمال.

فنانون ونقاد كثر زاروا المعرض وأبدوا إعجابهم باستمراريته مع إبداء ملاحظات على بساطة الطرح لدى بعض الفنانين وتميز الأفكار لدى بعضهم الآخر فالنحات جابر أسعد أشار إلى إعجابه الشديد بمنحوتة الفنان علي معلا التي تجسد العرس السوري منوها باللمسات التشكيلية وروح الفرح التي قدمتها الشخوص، لافتا أيضا إلى ضرورة اعتناء باقي النحاتين بتفاصيل تشريح الجسد وإظهارها بشكل أفضل لكنه أثنى في الوقت نفسه على اجتهاد وسعي الفنانين لإظهار مواهبهم رغم نوعية الرمال التي تزخر بشوائب وفراغات أعاقت العمل.

القائمون على الملتقى من متطوعي وإداريي الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية أكدوا مضيهم قدما بجعل هذه الفعالية حدثا سنويا ينتظره أبناء مدينة اللاذقية حيث لفتت رئيسة مجلس إدارة الجمعية سحر حميشة إلى التعاون الناجح مع الجانب الحكومي لإنجاح هذا الملتقى الذي استقطب جمهورا واسعا من مختلف الإعمار اطلعوا على كيفية تشكيل الأعمال بشكل مباشر وحصلوا على إجابات عن مختلف الأسئلة التي تجول في ذهنهم عن هذا الفن.

يذكر أن ملتقى النحت على الرمل 2017 الذي استضافه نادي اليخوت في اللاذقية نفذ برعاية وزارتي السياحة والثقافة ومحافظة اللاذقية وبالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية واتحاد الفنانين التشكيليين ومديريتي ثقافة الطفل والفنون الجميلة بدمشق وشارك فيه ثمانية فنانين حصلوا في ختامه على شهادات مشاركة وهم غازي عانا ومحمد بعجانو وعلي معلا وميسون حبل وعفيف آغا وعادل خضر وأكثم السلوم وكوثر صالح.