هويدا مصطفى: الشعر هو نافذتي الوحيدة
تكتب الشاعرة هويدا مصطفى قصائدها بزخم عاطفي ويعبر النص لديها عن بحر من الأحاسيس والمشاعر لتغدو الرقة والبساطة والحزن بمثابة الثالوث الذي يوجه جل ما تكتب من شعر.
“الشعر هو نافذتي الوحيدة التي أستظل بها في فضاء الروح والعالم وهو الذي يجمعني بكل متناقضات الوجود” هكذا بدأت الشاعرة هويدا مصطفى حديثها لـ سانا الثقافية مضيفة: “لا أتقيد بشكل محدد لكتابة القصيدة فالشعر بكل معانيه وأشكاله بالنسبة لي صورة فنية تغذي الروح والإحساس وترتقي بالذائقة الأدبية بما ينسجم مع الواقع بكل مجرياته”.
وأشارت مصطفى إلى أن الشعر في تطور دائم لكنها تدعو المعنيين بإدارة الشأن الثقافي إلى إعادة تقييم الظواهر الأدبية وبالأخص ما سمته المحسوبيات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض المراكز الثقافية وقالت: “هناك فوران يدعي أصحابه انه شعر وفي الحقيقة ما هو إلا محاولات يكتبها اغلبهم في اوقات معينة تدل على فراغ شاسع في حياتهم ترتكز على تشجيع أصدقائهم وأغلب ما يكتبونه يخلو من الجماليات والألق”.
وأكدت أننا بحاجة لإعادة تهيئة الثقافة الشعرية والتعريف بمكنوناتها المتطلبة للوعي الثقافي والمعرفة مع البحث عن حالات تواكب هموم العصر وتتجاوز الفنون السابقة.
وعن رأيها في الشعر الموزون قالت “الشعر لا يمكن أن يصنف فهو بطبيعته ابتكار وفي أي نص تتوافر المواصفات والأسس المكونة للشعر فهو شعر حقيقي، وإذا كانت الموسيقا بمفردها هي أساس بناء القصيدة فلن تؤدي غرضها ولن تكون صالحة حتى للغناء. فعلى القصيدة الموزونة أيضا أن تبحث عن مكوناتها الجمالية لان ما وصلنا عبر التاريخ بدءا من الشعر الجاهلي ليس وزنا فقط بل ابتكارات عصية وغير قابلة للتقليد”.
وعن مجموعتها “أحزان على ضفاف الجسد” قالت مصطفى: “المجموعة ترصد كثيرا من هموم وحالات الانسان وفق انعكاسات اجتماعية لمستها وعايشتها وتأثرت بها وحاولت من خلالها ان أعبر عن مكنونات في بيئاتنا مستخدمة صورا وكنايات واستعارات ضمن إطار الحداثة لأنه يجب أن أعوض غياب الموسيقا بأشياء توازيها واحيانا تفوقها جمالا”.
واعتبرت مصطفى ان للثقافة الدور الأكبر خلال الحرب على سورية وكما أن الجندي في ساحة المعركة له دور كبير كذلك المثقف في مواجهة الفكر التكفيري من خلال الندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية والمعارض الفنية التي لم تتوقف يوما بل كان العطاء مستمرا.
ولأن الحرب الإرهابية ضدنا اعتمدت على الغزو الفكري والثقافي فإن ثقافتنا برأي مصطفى إلى جانب حبنا وانتمائنا لوطننا كل ذلك أثبت للعالم أننا شعب لا يخاف الموت.
ورأت صاحبة مجموعة نافذة للطفولة والبحر أنه رغم ما تعرضت له سورية وما قدمته من شهداء ورغم دموع الأمهات الثكالى ما زالت الثقافة تنهض بكل كوادرها لتقديم كل الإمكانيات الموجودة رغم بعض المتسلقين إلى منابرها حسب تعبيرها.
ودعت مصطفى في ختام حديثها الى نهوض ثقافي يتمثل بالعودة إلى الكتاب الذي هو المقدمة والريادة في تثقيف أجيالنا، واعتبار الثقافة الالكترونية في مسار مكمل له في إطار يخدم هويتنا وحضارتنا ولا سيما في مجال رعاية المواهب الأدبية الناشئة. لأن الثقافة الوطنية تساهم في تقوية انتمائنا وإحساسنا الوطني وحسنا الأخلاقي.
يشار إلى أن هويدا مصطفى حاصلة على إجازة جامعية في الهندسة الزراعية وتزاول مهنة الصحافة مع عدد من الدوريات والمواقع المحلية وصدرت لها مجموعتان شعريتان نافذة للطفولة والبحر وأحزان على ضفاف الجسد.