معرض تكريمي للفنان الراحل زياد زكاري بثقافي المزة
في ذكرى رحيله الثالثة، أقيم بالمركز الثقافي العربي في المزة معرض تكريمي للفنان الراحل زياد زكاري المتخصص في الأزياء الفلكلورية والمعالم الحضارية، وضم المعرض ثمانية وثلاثين فناناً وفنانة ينتمون لأعمار متنوعة، إضافة للمحاضرة التي ألقاها المشرف على التكريم التشكيلي والناقد أديب مخزوم.
تضمن المعرض مجموعة لوحات ومنحوتات لعدد من التشكيليين المخضرمين من أمثال عزيز إسماعيل وعبد المنان شما وحسان أبو عياش وعبد المعطي أبو زيد ومصباح الببيلي وعلي الكفري ومحمد غنوم وغسان جديد وأنور الرحبي ومحمد هدلا ورأفت الساعاتي، وصولاً إلى الأجيال الفنية اللاحقة من أمثال أحمد يازجي ومعد الراهب وأسامة دياب وأديب مخزوم وإحسان حمو ووجيه قضماني وعبد الله صالومة وحكمت داوود وفريد شانكان وأدهم عزيز إسماعيل وليلى طه إلى جانب عدد من الفنانين الشباب.
وألقى الفنان والناقد التشكيلي مخزوم محاضرة أشاد فيها بتجربة الفنان الراحل، وأكد أن الفنان زكاري لم يكتف بتصوير النساء والفتيات بلباسهن الفلكلوري والمعالم السياحية والجلسات الشعبية في البيوت الدمشقية الفسيحة من الداخل، بل آمن ومنذ البداية أن البحث والاطلاع والتنقيب هو الطريق المفتوح لكي يحقق رغبته في التوثيق والتأريخ، فانطلق من دمشق إلى مجمل المدن والأماكن السياحية السورية في خطوات أوغلت في تأمل المظاهر والأجواء المميزة في المدن والقرى، وساهم بتسجيل ولادة جديدة لهذا التراث المعرض لمخاطر الاندثار والزوال.
الفنان الراحل زكاري كان يصمم الأزياء لفرقة أمية للفنون الشعبية في وزارة الثقافة، كما جمع في لوحاته الأزياء الشعبية القادمة من كل المحافظات إلى جانب تجسيد آثار أو معالم كل مدينة، حيث كان يلتقط ملامح وجوه كل منطقة على حدة، ويبرز تمايزها بين مدينة وأخرى بحسب مخزوم.
ختم المحاضر كلامه بأن زكاري كان صاحب موهبة فذة في الرسم مكنته من إضافة تخيلات الناس حول الأزمنة الغابرة والأوابد الأثرية، حيث حفظ خصوصيات التراث ولولاه لكان اندثر، ولا سيما أنه الرائد الأول في هذا المجال، مشيراً إلى أن الراحل لم يحظ بأي تكريم في حياته.