مهرجان الملحنين السوريين يحتفي بالموسيقي “محمد رجب”
احتفى مهرجان الملحنين السوريين الأول بدار الأسد للثقافة والفنون بالموسيقي القدير محمد رجب، لدوره المهم في النهضة الموسيقية التي شهدتها حلب مطلع الخمسينيات من القرن العشرين، بالإضافة إلى عمله في الحفاظ على تراثها الغنائي من الضياع.
ولد محمد رجب في إدلب عام 1922، وفيها نشأ حبه للموسيقا فتعلم مبادئها والعزف على العود على يد محمد قاسم آغا، وما إن شب حتى انتقل إلى حلب حيث الحركة الموسيقية المزدهرة، وفيها تابع تعلمه على يد كبار الموسيقيين حتى غدا متمكناً من التدوين الموسيقي ومن المقامات والأوزان والإيقاعات الموسيقية، وفي عام 1949 تعرف على الدكتور فؤاد رجائي فعيّنه مدرساً وموجهاً في المعهد الموسيقي الذي كان يملكه ويديره، وتتلمذ على يديه في المعهد وخارجه الكثير من الموسيقيين، منهم صباح فخري ونزار موره لي وصبري مدلل وإبراهيم جودت وعدنان أبو الشامات وسمير حلمي والدكتور كمال صباغ الباحث الموسيقي.
وعندما تأسست إذاعة حلب عام 1949 كان محمد رجب من أوائل العاملين فيها وتولى رئاسة شعبة التدوين فيها، إضافة إلى العزف ضمن فرقتها الموسيقية، وتولى رئاسة الفرقة الموسيقية في إذاعة حلب عام 1974، وفي نفس العام انتقل محمد رجب إلى دمشق ليعمل عازفاً على العود في الفرقة الموسيقية لإذاعة دمشق لفترة قصيرة، ليعود بعدها إلى حلب ويستمر في عمله الوظيفي في إذاعتها، حتى إحالته إلى التقاعد عام 1981 وعمل بعدها بالتدريس في معهد حلب للموسيقا، وخلال عمله هذا قام بتدوين مجموعة كبيرة من الأغنيات لكبار المطربين العرب مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وميادة الحناوي وماجدة الرومي وآخرين.
ولأن محمد رجب كان من الموسيقيين القلائل في حلب الذين يجيدون كتابة النوتة الموسيقية، فقد كان يقوم بتدوين معظم الالحان والمقطوعات الموسيقية التي كانت تسجل في إذاعة حلب، إضافة إلى تدوينه للتراث الغنائي الحلبي فحفظه من الضياع، وكان يتولى تنظيم الأرشيف الموسيقي للإذاعة، وقام أثناء عمله هذا بتحويل النوتات الموسيقية للأعمال الموسيقية القديمة من الأسلوب التركي القديم إلى الأسلوب الغربي الحديث.
وفي المجال الإبداعي لحن محمد رجب مجموعة من الأغنيات من مختلف القوالب الموسيقية وزاد عدد أعماله ما بين لحن ومقطوعة موسيقية على 200 بعضها سجل في إذاعة حلب بأصوات مطربيها وبعضها الآخر بقي على الورق وغنى ألحانه كبار المطربين والمطربات في حلب منهم صباح فخري وصبري مدلل وروحية عبد القادر وحسن الحفار ومصطفى ماهر وسحر.
نال محمد رجب العديد من أشكال التكريم، منها شهادة تقدير من المسابقات العالمية لأغاني التضامن والسلام في ألمانيا عام 1972، ودبلوم شرف من معهد حلب للموسيقا عام 1982، وبراءة تقدير من وزارة الثقافة عام 1984، وبراءتا تقدير من نقابة الفنانين في عيدها عامي 1985 و1994، واستمر في نشاطه الموسيقي حتى رحيله في الثالث والعشرين من نيسان عام 2002.