سورية تطالب مجلس الأمن بوقف جرائم “التحالف الدولي” وانتهاكاته الإنسانية
طالبت وزارة الخارجية والمغتربين مجددا مجلس الأمن بالعمل الفوري لوقف الجرائم الوحشية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان التي يرتكبها “التحالف الدولي” غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وجاء في رسالتين وجهتهما الوزارة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول مواصلة “التحالف” اعتداءاته على الأراضي السورية، لم يمر يوم خلال الأشهر الأخيرة تقريبا دون ارتكاب قوات “التحالف الدولي” غير الشرعي اعتداءات دموية على المدنيين الأبرياء والبنى التحتية في عدة مناطق من الجمهورية العربية السورية وقد وافت سورية الأمين العام ومجلس الأمن برسائل متتالية تتعلق بهذه الاعتداءات وكررت مطالبة مجلس الأمن بوقفها بشكل فوري بيد أن “التحالف الدولي” لم يتوقف عن القتل الممنهج للمدنيين وتدمير البنى التحتية في ظل صمت دولي مستغرب.
وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين في هذا الإطار قام الطيران الحربي لقوات “التحالف الدولي” بتاريخ الـ 27 من أيلول 2017 بقصف بلدة الصور بريف دير الزور بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
وتابعت الوزارة كما أقدم طيران “التحالف” على ارتكاب مجزرة في بلدة مركدا جنوب مدينة الحسكة بتاريخ الـ 26 من أيلول 2017 أسفرت عن استشهاد 3 مدنيين سوريين بينهم امرأتان وأسرة عراقية مؤلفة من 6 أشخاص كانت قد نزحت من الموصل إلى الحسكة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين إن الجمهورية العربية السورية إذ تعبر مجددا عن إدانتها الشديدة لاعتداءات “التحالف الدولي” وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها فإنها تأسف لوجود بعض الدول ضمن هذا “التحالف” من تلك التي تدعي احترامها لحقوق الإنسان والقانون الدولي وهي تفتخر بعدم ارتكابها أي جرائم حرب او جرائم ضد الإنسانية في حين يرتكب هذا “التحالف” باسمها الجرائم الدموية دون هوادة.
وأضافت الوزارة أن سورية إذ تكرر طلبها حل هذا “التحالف” ووقف أعماله العدائية فورا وخاصة انها ليست موجهة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي فإنها تطلب من هذه الدول التي اعتدنا على سماع صوتها ومطالبتها بإنهاء كل اشكال العدوان واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الانسحاب من هذا “التحالف” الذي شوه سمعتها وأراق دماء الكثير من أبناء سورية باسمها.
وأردفت وزارة الخارجية والمغتربين مما لا بد من التنبيه إليه هو أن قوات بعض دول هذا “التحالف” وطائراته وجدت متلبسة بدعم تنظيم “داعش” الإرهابي ماليا ولوجستيا ولا يمكن للرأي العام الدولي أن ينسى الجريمة التي ارتكبتها الطائرات الأميركية عندما قصفت موقعا للجيش العربي السوري في جبل الثردة بدير الزور الأمر الذي أدى إلى استشهاد الكثير من أبناء الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وقيام “داعش” باحتلال تلك المنطقة وتشديد الحصار على مدينة دير الزور في خطوة تعكس التنسيق بين الجانب الأميركي و”داعش” وقد أفادت الكثير من المصادر الموثوقة بقيام الطائرات الأميركية مؤخرا بالتدخل لإجلاء الكثير من قيادا ت “داعش” إلى أماكن ما زالت مجهولة حتى الآن بهدف التعتيم على تورطها في دعم هذا التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى المنتشرة في سورية.
وقالت الوزارة تجدد سورية مطالبتها مجلس الأمن بالعمل الفوري لوقف الجرائم الوحشية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي يرتكبها هذا “التحالف” الذي ينتهك حرمة الأراضي السورية والذي تأسس دون طلب من الحكومة السورية ودون تفويض من الأمم المتحدة وعلى نحو يخالف مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وتطالب الدول الأعضاء في “التحالف” التي لا تريد التورط في سفك دماء المدنيين السوريين بالانسحاب منه فورا.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتيها بالقول تطالب حكومة الجمهورية العربية السورية مجددا مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته الرئيسية في حفظ السلم والأمن الدوليين وفرض الالتزام بقراراته المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتنفيذها وخاصة القرار 2253 والحيلولة بشكل فوري دون ارتكاب “التحالف” المزيد من الجرائم بحق المدنيين الأبرياء في سورية.