محليات

التصحر وتأثير المناخ يهددان إنتاجنا الزراعي.. وترييف المدن يزيد البطالة!

لا أحد يستطيع أن ينفي ما لحق بقطاعنا الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من تراجع مخيف وتدني مردودية الأرض ولعل قراءة متأنية للأرقام الإنتاجية توضح صوابية ما ذهبنا بالقول إليه فمن انتاج خمسة ملايين طن من القمح قبل عشر سنوات من الآن الى 327 الف طن هذا العام وهو الادنى منذ السبعينات ما يجعل ميزاننا التجاري او فاتورة شراء القمح ترتفع وهذه هي الأسباب.

تعرضت سورية اعتبارا من عام 2007 لأسوا جفاف منذ خمسينات القرن الماضي رغم أن هناك العديد من يقول بأنها الأسوأ منذ عام 1902 وبلغ الجفاف ذروته ما بين عامي 2007 -2008حيث تراجعت الهطولات المطريه وتناقصت الموارد المائية السطحية والجوفية إضافة الى هبوب العواصف الرملية وارتفاع درجات الحرارة ما جعل المنتجون والمستهلكون يعيشون في ضنك شديد.

ترييف المدن

كما قلنا في البداية ان قلة الموارد المائية انعكس سلبا على الواقع الاقتصادي وهذا ما أدى الى تدهور مستمر للموارد وارتفاع نسبة البطالة وقلة الأرزاق ما دفع بسكان الريف الى الهجرة للمدينة بحثا عن عيش كريم كما تصوروا وبعبارة أدق يمكننا أن نطلق عليها ترييف المدن لان الهجرة والتموضع في أماكن محددة يؤدي الى زيادة الضغط البيئي على المناطق المضيفة.

التصحر وتسمياته

برزت كلمة التصحر في أحاديث التنمية الدولية منذ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 قرارين الأول دعوة الدول العامة للاهتمام بدراسة التصحر والتعاون فيما بينها لتقصي ظواهره وبيان طرائق مكافحته والثاني يقضي عقد مؤتمر دولي عن التصحر عام 1977 وقد عقد المؤتمر الأول في نيروبي العاصمة الكينيه في التاسع والعشرين من شهر آب ومنذ ذلك العام وحتى الآن هناك من يتوقف عند هذه الظاهرة ومن لا يتذكرها ابدا 0

في كل الأحوال يعود تراجع نتاجنا الزراعي الى عدة عوامل يأتي في مقدمتها قلة الموارد المائية التي تشكل بدورها العصب الرئيسي للغذاء في كل العالم فمن يمتلك المياه يمتلك غذائه شريطة ان تكون السياسات الزراعية ناجحة وتلقى الاهتمام الكافي فضلا عن ارتفاع أسعار التكلفة وهنا نتحدث عن ما يعتري زراعتنا التي لم يعد بمقدور العديد من المزارعين المضي قدما فيها ما لم يكن هناك تسهيلات وحوافز تشجيعية ولعل خروج عدة محاصيل إستراتيجية من قائمة الزراعات كالقطن والشوندر وعباد الشمس ونخشى ما نخشاه ان يتبعهما محصول القمح ما لم  يحظى بكل الدعم والاهتمام عمليا لا قولا فقط وهنا لابد لنا من الإشارة ان ضرورة مضاعفة الجهود للاستثمار في حفظ المياه وتنمية مصادرها والاسراع في تأهيل السدود وبخاصة في سهل الغاب وإقامة الخزانات الأربع في السفح الغربي منه وان لكل ليرة تستثمر في المياه تعدو بعشرات أضعافها بالنفع وهو مردود لا يضاهيه أي استثمار اخر.

البعث ميديا || حماة – محمد فرحة