استديو عسكري أمام متابعيه على مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية
ينتقل “استديو عسكري مغادرة 48” من عالمه الافتراضي إلى الواقع ليكون ضيفا على جمهور اللاذقية بدار الأسد للثقافة مدفوعا بمحبة الناس لبساطة الطرح والأسلوب في إطار احتفالية للتعريف بنشاطات جمعية راية الشهيد بالتعاون مع نادي حكايا الفن باللاذقية.
أديب حميرة عازف العود ومؤلف الأغاني ووسام حريبا عازف الناي وغيد ابراهيم حضروا على المسرح ونقلوا معهم “استديو عسكري” ببساطته وأغانيهم التي شغلت مساحة واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي للسوريين بعد أن لامست عن قرب واقع كل أبناء سورية في ظل هذه الحرب وخاصة العسكريين منهم وهم يعيشون كل تفاصيل هذه الحياة باعتبارهم من أبطال الجيش العربي السوري.
“لا تعشقيني عسكري” أغنيتهم الأولى التي عبروا من خلالها إلى قلوب الناس وانتقلوا بعدها لتصوير كل أغانيهم وبثها على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ليزيد عدد متابعي هذه الصفحة على 135 ألف متابع وتتواصل معها نجاحاتهم من أغنية إلى أخرى وكل منها تروي حكاية حقيقية تعبر عن هواجس المجتمع وهموم أبنائه.
ويؤكد حميرة في تصريح لـه أن ما يقدمه استديو عسكري “ليس مصطنعا وإنما يمثل أحد جوانب حياتنا كعسكريين قائلا: نحمل البندقية بيد ونتطلع لممارسة حياتنا في أوقات فراغنا.. فنحن كجنود نحب الحياة ولدينا هواياتنا التي نحب أن نمارسها” مشيرا إلى أن وجود استديو عسكري ينبع من كون الجيش السوري يضم خيرة أبناء سورية بمختلف الاختصاصات ليكون هذا الاستديو أحد أوجه الفن فيه.
ويوضح حميرة أن استمرارنا بالعمل هدفه تقديم أغان تلامس الناس ومحبة الناس التي كانت الدافع لتقدم وتطور استديو عسكري، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي تواجهنا كعسكريين نحاول تقديم صورة عن حياة العسكري والجيش تكون أجمل في أذهان الناس.
ويرى المغني غيد ابراهيم.. أن “استديو عسكري” يقدم صورة جديدة لأن الظرف الذي نعيشه استثنائي وخاصة أن الحرب على بلدنا مستمرة منذ أكثر من سبع سنوات وهو ما يفرض على العسكري أن يعيش حياته وممارسة هواياته.
ويتحدث ابراهيم الذي جمعته خدمة العلم مع أصدقائه ليؤسسوا معا “استديو عسكري” بعد أن جمعهم حب الموسيقا والغناء في أوقات فراغهم..عن تجربتهم الأولى مع أغنية “لا تعشقيني عسكري” التي دفعتهم لتقديم المزيد من الأغاني، معربا عن فرحته بانطلاق تجربتهم إلى الواقع من محافظة اللاذقية.
عازف الناي في استديو عسكري وسام حريبا الذي بدأت تجربته مع العزف مع ظهور “استديو عسكري” لفت إلى الجهد والتعب الذي يبذله مع أصدقائه لتقديم أغان تلقى إعجاب الناس، منوها بحس الفكاهة الذي يتحلى به مؤلف أغاني “استديو عسكري” أديب حميرة.
وقدم استديو عسكري على مدى ساعة تقريبا أغاني.. “أم البطل وإيه يا جدي وتجار الأزمة وجيش العز وعريس لقطة وإبرة بنج ولاتعشقيني عسكري”.
وتخلل الاحتفالية عرض فيلم قصير لمدة أربع دقائق تناول نشاطات الجمعية والمخيم الصيفي الذي تقيمه لأبناء الشهداء الذين ترعاهم. إضافة إلى عرض راقص لفرقة أغارثا بعنوان “بانوراما الصمود” حملت رسالة عبر ثلاث رقصات مختلفة بأن الراية السورية ستبقى مرتفعة ..يحميها أبناؤها.
ولفت مدير نادي حكايا الفن يزن جبور إلى أن “استديو عسكري” جذبه كباقي السوريين لأن أعضاءه أشخاص حقيقيون غنوا بصدق وقدموا ما بداخلهم ببساطة دون تكلف.. ونقلوا حياة العسكريين التي يعيشون فصولها في كل لحظة بطريقة رسمت البسمة بدلا من الحزن.
وبين جبور أن نادي حكايا الفن حرص على المحافظة على الحالة البسيطة الغنائية التي ظهر بها “استديو عسكري” على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي تغيير ليقدموا أغانيهم وألحانهم مع الديكور نفسه البسيط الذي ظهروا فيه أول مرة، منوها في الوقت نفسه بتعاون كل من مديرية الثقافة باللاذقية والإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة لتمكين فرقة استديو عسكري من التواجد على مسرح دار الأسد للثقافة.
وبينت رئيس مجلس إدارة جمعية راية الشهيد رحاب ناصر أن الجمعية وجدت في استديو عسكري وما يقدمه أعضاؤه من أغان أفضل وسيلة للتعبير عن فكرة وهدف الجمعية وعرض نشاطاتها ولا سيما أن طاقم هذا الاستديو هم ثلاثة من أبطال الجيش العربي السوري.
وأكدت ناصر على أهمية الموسيقا والفن في تقديم الدعم النفسي الذي يسهم في التخفيف من ألم الفقد والخسارة ويبرز الطاقات ويشيع أجواء الفرح والسعادة.
واعتبر مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم أن استضافة “استديو عسكري” إلى جانب النشاطات الأخرى دليل على تواجد المراكز الثقافية بين الناس وعملها لاحتضان المواهب وتقديم حالات فنية وثقافية ترضي مختلف شرائح المجتمع.
وترعى جمعية راية الشهيد التي تأسست في العام 2012 وحصلت على الترخيص بعد ثلاثة أعوام نحو 150 من أبناء الشهداء صحيا ودراسيا واجتماعيا وتقدم لهم برنامجا للدعم النفسي وتقيم لهم خلال فصل الصيف مخيما لمدة عشرة أيام يتعلمون خلاله مهارات حياتية وكيفية التعارف فيما بينهم.