نصر الله: القدس قلب القضية الفلسطينية وقرار ترمب وعد بلفور جديد
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القدس يشكل وعد بلفور جديداً بعد مئة عام على الوعد المشؤوم.
وفى كلمة له اليوم حول قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها قال السيد نصر الله:” نحن أمام عدوان أمريكي سافر على القدس وأهلها ومقدساتها وهويتها الحضارية والسكوت عن قرار ترامب ينطوي على مخاطر كبيرة أبرزها الاستباحة الأمريكية لكل شيء فى العالم العربي” مضيفاً سنسمع بعد أيام أصواتاً عربية تقلل من مخاطر قرار ترامب بشأن القدس.
وتابع السيد نصر الله” أن ادراك مخاطر القرار الامريكي سيشكل حافزاً للجميع لتحمل المسؤولية والتحرك لأن القرار شكل حافزاً للهيمنة الإسرائيلية المطلقة على القدس ومن هنا تأتى خطورة قرار ترامب محذراً من أن مصير المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بات في خطر شديد والخطر الأكبر يتهدد المسجد الاقصى لافتا الى أن هذه المقدسات باتت لـ “اسرائيل” وفق الموقف الأمريكي.
وشدد السيد نصر الله على أن القدس هى قلب القضية الفلسطينية ومحورها وأن قرار ترامب أطلق الرصاصة الأخيرة على العملية السياسية وبالتالى يعني انتهاء القضية الفلسطينية بالنسبة لامريكا متسائلا عن مصير الفلسطينيين في القدس المحتلة وأملاكهم هناك حيث ستشهد المرحلة المقبلة ظاهرة استيطان اسرائيلي هائلة وسريعة وبلا قيود فى القدس والضفة الغربية.
وأكد السيد نصر الله أن الادارة الأمريكية لا تحترم القرارات ولا الاتفاقات الدولية لافتاً إلى أن العالم صار محكوماً بشريعة الغاب وأهواء “الرجل الذي يسكن البيت الابيض” مشيراً إلى أنه لا قيمة لحلفاء أمريكا من الدول العربية والإسلامية والمهم بالنسبة لها فى المنطقة هو “إسرائيل” ومصالحها.
ودعا السيد نصر الله إلى مواصلة الاحتجاج والرفض وإصدار البيانات من كل الفعاليات العربية والإسلامية لإدانة قرار ترامب بشأن القدس وإقامة الاعتصامات والمظاهرات دعماً للقدس ورفضاً للقرار وقال.. يجب أن تسمع الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الشجب والرفض على امتداد العالمين العربي والإسلامي.
وطالب السيد نصر الله الدول العربية والإسلامية باستدعاء السفراء الأمريكيين وإبلاغهم الاحتجاج الرسمي على قرار ترامب “الذي وضع المنطقة أمام وضع خطير غير معلوم النتائج” إضافة إلى وقف كل الاتصالات السرية والعلنية مع “إسرائيل” وإلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها ووقف خطوات التطبيع.
واعتبر السيد نصر الله أن أي خطوة من خطوات التطبيع مع “إسرائيل” هي أكبر خيانة للقدس وقال” يجب إعادة تفعيل قوانين المقاطعة على كل المستويات إضافة إلى إصدار إعلان فلسطيني بأن ترامب أنهى عملية السلام وقضى عليها.
وشدد السيد نصر الله على وجوب إصدار الدول العربية والإسلامية قراراً ملزما يعتبر القدس عاصمة أبدية لفلسطين وغير قابلة للتفاوض ووجوب أن يقدم العالم العربي والإسلامي الدعم للشعب الفلسطيني على كل المستويات تسليحاً ومالاً وسياسة إضافة إلى التوحد حول خيار المقاومة وتقديم كل الدعم لها وهو ما يجب أن تراه الإدارة الأمريكية لتجمد مفاعيل قرارها.
وأكد السيد نصر الله أن المقدسات في خطر وما قام به ترامب هو تهديد كبير يستطيع شرفاء العالم تحويله إلى أعظم فرصة لتحقيق مصالح شعوبنا وأمتنا مضيفا.. نحن أمة لديها القدرة على تحويل التهديد إلى فرصة وأن نقلب المشهد ليصبح انتصاراً لأمتنا وهذا يحتاج إلى الإرادة.